قال الباجي قائد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية، إن «ليبيا هي خاصرة تونس وأمننا من أمنها». وأضاف في كلمة توجه بها أمس إلى سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والإقليمية والدولية المعتمدين في تونس بمناسبة تلقيه التهاني بالسنة الإدارية الجديدة، أن تونس هي أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة الليبية. واعتبر أن مجريات الأمور في ليبيا وضرورة استعادة استقرارها من صميم أولويات الدبلوماسية التونسية خلال الفترة المقبلة.
وأشار قائد السبسي إلى دعم تونس لكل الجهود الرامية إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة الليبية عبر الحوار والتوافق بين كل الأطراف وفق ثوابت ومرجعيات أهمها وحدة ليبيا وسلامة ترابها ورفض التدخل الأجنبي.
وتابع السبسي، أن تونس وبهدف تكريس الحوار بين الفرقاء الليبيين ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية «ستسعى إلى دفْع التنسيق مع الدول المكونة لآلية الجِوار، وكذلك مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا»، على حد تعبيره.
وعبر قائد السبسي عن تضامن تونس الكامل مع مصر في معركتها ضد الإرهاب الذي ضرب مواطنيها في ليبيا. وأشار إلى أن الإرهاب «آفة عابرة للحدود ليس بوسع أي دولة بمفردها التوقي منها أو القضاء عليها». وأضاف أن الإرهاب يتغذى من حالات عدم الاستقرار وغِياب الدولة والنزاعات العرقية والمذهبية من جهة، ومن الفقر والتهميش والحرمان وثقافة الغلو ونفي الآخر، من جهة أخرى.
وفي الشأن السياسي الداخلي، أكد الباجي قائد السبسي، أن «تونس تجاوزت صعوبات الانتقال الديمقراطي بسلام، وبعد تكريس مسارها الديمقراطي واستقرار نظامها السياسي تبدو اليوم واثقة من قُدرتها على درء خطر الإرهاب، باعتباره ظاهرة غريبة عنها، وذلك بفضل تماسك أجهزة الدولة ووحدة صف التونسيين والتنسيق الأمني مع دول الجوار وباقي الدول الصديقة المعنية بمكافحته».
وقال إن هذا الإنجاز السياسي لا يحجب عن البلاد التحديات الكبيرة الماثلة أمامها اليوم، وهي على حد تعبيره «كثيرة وصعبة». واعتبر أن سنة 2015 ستكون سنة العمل والكد والاستقرار وتثبيت سلطة الدولة وإعادة الثقة في المؤسسات. وأشار إلى أن الاستثمار في تونس «تثبيت للقيم الديمقراطية وترسيخ لمقومات الاستقرار والتنمية في المنطقة».
وأضاف أن تونس تطمح إلى تسخير حجم غير مسبوق من الاستثمار خلال الخمس سنوات المقبلة وبعث مشاريع ضخمة في مجالات التنمية والبنية التحتية.
على صعيد آخر، استقبل محمد ناجم الغرسلي، وزير الداخلية التونسي، يوم أمس، بمقر الوزارة، أيمن مشرفة سفير جمهورية مصر لدى تونس وحضر اللقاء رفيق الشلي كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف الشؤون الأمنية.
ووفق مصدر مطلع من وزارة الداخلية التونسية، فقد تطرق اللقاء بين وزير داخلية تونس والسفير المصري إلى تعزيز التعاون في المجال الأمني والسياسي بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بإجلاء الجالية المصرية من ليبيا عبر المطارات والمعابر البرية التونسية. كما تدارس اللقاء سبل حلحلة الأزمة الليبية بعد أن دخلت منعرجا جديدا إثر إعدام 21 مصريا يعملون هناك، وهو ما نجم عنه قصف سلاح الجو المصري لمواقع تنظيم داعش الإرهابي.
وكانت السلطات المصرية قد بادرت بالتنسيق مع نظيرتها التونسية منذ إعدام 21 مصريا في ليبيا لدراسة فرضيات إجلاء رعاياها من هناك بعد ورود أنباء عن مطالبة الجالية المصرية بمغادرة التراب الليبي.
ومن المنتظر أن تخصص تونس مطارات جربة وقابس وتوزر الواقعة في الجنوب التونسي لترحيل المصريين المحاصرين في الأراضي الليبية.
وأكد أيمن مشرفة، السفير المصري لدى تونس، في تصريح إعلامي، أن السلطات التونسية قد عبرت عن استعدادها الكامل لمساعدة المصريين على الخروج من ليبيا. يذكر أن تونس قدمت المساعدة للسلطات المصرية خلال شهر أغسطس (آب) 2014 على إجلاء نحو 15 ألف مصري من الأراضي الليبية بعد تدهور الأوضاع الأمنية وامتداد رقعة الاشتباكات المسلحة.
السبسي: تونس أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة الليبية
تونس تخصص 3 من مطاراتها لترحيل الرعايا المصريين من ليبيا
السبسي: تونس أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة