شيعت في بغداد أمس جثامين الشيخ قاسم الجنابي، عم النائب في البرلمان العراقي زيد الجنابي، ونجله و10 من أفراد حماية النائب غداة خطفهم وقتلهم من قبل قوة مسلحة مجهولة جنوب بغداد.
وتقدم صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء، وعدد من أعضاء البرلمان وشيوخ عشائر وممثلي أحزاب وذوي الضحايا موكب المشيعين فيما استنكر شيوخ وزعماء عشائر عراقية الجريمة وطالبوا بإجراء تحقيق عاجل وفوري ومحاسبة القيادات المعنية في حماية المواطنين.
وانتهت عملية اختطاف النائب زيد الجنابي وعمه الشيخ قاسم الجنابي وابن عمه محمد و10 من أفراد حمايته بإطلاق سراح النائب وقتل عمه، عضو المكتب السياسي لجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك. واغتال الخاطفون أيضا محمد الجنابي، نجل الشيخ قاسم الجنابي، و7 أفراد من حماية النائب بعد ساعتين فقط من اختطافهم من منطقة الدورة جنوب بغداد، حيث نصب الخاطفون نقطة تفتيش وهمية ومنها اقتادوا النائب وعمه وأفراد حمايته مع سياراتهم إلى منطقة الشعب شمال العاصمة، حيث وجدت جثث الضحايا وعليها آثار إطلاق نار في الرأس وبعضها موثوقة الأيدي.
وألمح النائب في البرلمان عدنان الجنابي خلال جلسة لمجلس النواب أمس إلى أن الأشخاص الذين كانوا في الموكب نقلوا إلى مدينة الصدر، حيث تتمتع الفصائل المسلحة الموالية للحكومة بنفوذ واسع. وأضاف أن محمد الجنابي عاد حديثا إلى العراق بعدما نال دكتوراه في القانون من جامعة غلاسكو الأسكوتلندية.
واستنكر اتحاد القوى الوطنية (الكتلة السنية في البرلمان) في بيان الاعتداء ونعى فقيده الشيخ قاسم زيدان الجنابي. وجاء في البيان: «في الوقت الذي يقاتل فيه أبناؤنا الإرهاب في جبهات متعددة أصبح بعض القادة ووجهاء المجتمع بين مطرقة الإرهاب وسندان الانفلات الأمني والجهات غير المنضبطة مما يؤدي إلى إضعاف الجهود التي تسعى إلى حشد كل الطاقات والإمكانات لإنجاح الحكومة وإنقاذ البلد مما هو فيه».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور صالح المطلك إن «استهداف الرموز الوطنية وتصفيتهم بهذه الطريقة البشعة ما هو إلا أداة لتمزيق اللحمة الوطنية وزرع الفتنة ووضع العراقيل أمام إرادة من يريد إجراء مصالحة وطنية ويسعى لاستقرار البلد». وتابع: «لا بد هنا من كبح جماح الميليشيات والعصابات التي تستهدف أرواح العراقيين وأدعو المعنيين إلى كشف الجناة وإجراء تحقيق فوري». وأضاف المطلك أن الشيخ قاسم زيدان الجنابي «هو من الشخصيات المعروفة باعتدالها وسعيها إلى لم شمل العراقيين والمساهمة في إصلاح ذات البين بين مكونات الشعب العراقي».
من جهته، أدان الدكتور إياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية، الاعتداء وقال في بيان: «ندين بشدة الجريمة الوحشية التي نالت من علم من أعلام شيوخ العراق وعشيرة الجنابيين ونجله والشباب الذين كانوا معه، ونطالب بفتح تحقيق واسع وكشف المجرمين المنفذين للجريمة»، مستغربا عدم تدخل القوات الأمنية لوقف الخاطفين «وكأن العراق وسط الأشباح والمنتقدين الطغاة».
بدوره، قال الدكتور إبراهيم المطلك، نائب الأمين العام لجبهة الحوار لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانفلات الأمني والفوضى يسيطران على المشهد في العاصمة بغداد وبقية المحافظات وأصبحت الحصانة البرلمانية عرضة لهجمات الميليشيات والعصابات المسلحة التي أطلق لها العنان فلم يعد للحصانة البرلمانية أي هيبة، ونحن نرى عمليات اختطاف للمسؤولين من البرلمان والحكومة، فقبل أشهر تم اختطاف رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض والمشهد يتكرر مع آخرين وبشكل مستمر وأحمل الجهات الأمنية هذا الضعف في أداء الواجب في حماية المواطنين والمسؤولين».
واستنكر سليم الجبوري، رئيس البرلمان الحادث، داعيا «الجهة التنفيذية (الحكومة) إلى بيان ملابسات ما حصل»، معلنا استدعاء وزيري الدفاع والداخلية إلى مجلس النواب غدا «لبيان أسباب الخروقات الأمنية وآخرها استهداف النائب والحادث الذي حصل». وأضاف الجبوري أن البرلمان «لن يسكت (...) عن أي فعل من شأنه المساس بهيبة الدولة»، معتبرا أن ما جرى دليل على «وجود أياد ما زالت تعمل لتخريب إنجازات الدولة»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
بدوره، دعا نيكولاي ملادينوف، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، إلى التحقيق في الحادث وسوق المنفذين إلى العدالة.
تشييع جثامين عم نائب بالبرلمان العراقي وابن عمه و7 من أفراد حمايته
غداة خطفهم من قبل قوة مسلحة مجهولة عند نقطة تفتيش وهمية جنوب بغداد
تشييع جثامين عم نائب بالبرلمان العراقي وابن عمه و7 من أفراد حمايته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة