تشييع جثامين عم نائب بالبرلمان العراقي وابن عمه و7 من أفراد حمايته

غداة خطفهم من قبل قوة مسلحة مجهولة عند نقطة تفتيش وهمية جنوب بغداد

جانب من جنازة الشيخ قاسم الجنابي ونجله محمد في بغداد أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من جنازة الشيخ قاسم الجنابي ونجله محمد في بغداد أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تشييع جثامين عم نائب بالبرلمان العراقي وابن عمه و7 من أفراد حمايته

جانب من جنازة الشيخ قاسم الجنابي ونجله محمد في بغداد أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من جنازة الشيخ قاسم الجنابي ونجله محمد في بغداد أمس («الشرق الأوسط»)

شيعت في بغداد أمس جثامين الشيخ قاسم الجنابي، عم النائب في البرلمان العراقي زيد الجنابي، ونجله و10 من أفراد حماية النائب غداة خطفهم وقتلهم من قبل قوة مسلحة مجهولة جنوب بغداد.
وتقدم صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء، وعدد من أعضاء البرلمان وشيوخ عشائر وممثلي أحزاب وذوي الضحايا موكب المشيعين فيما استنكر شيوخ وزعماء عشائر عراقية الجريمة وطالبوا بإجراء تحقيق عاجل وفوري ومحاسبة القيادات المعنية في حماية المواطنين.
وانتهت عملية اختطاف النائب زيد الجنابي وعمه الشيخ قاسم الجنابي وابن عمه محمد و10 من أفراد حمايته بإطلاق سراح النائب وقتل عمه، عضو المكتب السياسي لجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك. واغتال الخاطفون أيضا محمد الجنابي، نجل الشيخ قاسم الجنابي، و7 أفراد من حماية النائب بعد ساعتين فقط من اختطافهم من منطقة الدورة جنوب بغداد، حيث نصب الخاطفون نقطة تفتيش وهمية ومنها اقتادوا النائب وعمه وأفراد حمايته مع سياراتهم إلى منطقة الشعب شمال العاصمة، حيث وجدت جثث الضحايا وعليها آثار إطلاق نار في الرأس وبعضها موثوقة الأيدي.
وألمح النائب في البرلمان عدنان الجنابي خلال جلسة لمجلس النواب أمس إلى أن الأشخاص الذين كانوا في الموكب نقلوا إلى مدينة الصدر، حيث تتمتع الفصائل المسلحة الموالية للحكومة بنفوذ واسع. وأضاف أن محمد الجنابي عاد حديثا إلى العراق بعدما نال دكتوراه في القانون من جامعة غلاسكو الأسكوتلندية.
واستنكر اتحاد القوى الوطنية (الكتلة السنية في البرلمان) في بيان الاعتداء ونعى فقيده الشيخ قاسم زيدان الجنابي. وجاء في البيان: «في الوقت الذي يقاتل فيه أبناؤنا الإرهاب في جبهات متعددة أصبح بعض القادة ووجهاء المجتمع بين مطرقة الإرهاب وسندان الانفلات الأمني والجهات غير المنضبطة مما يؤدي إلى إضعاف الجهود التي تسعى إلى حشد كل الطاقات والإمكانات لإنجاح الحكومة وإنقاذ البلد مما هو فيه».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور صالح المطلك إن «استهداف الرموز الوطنية وتصفيتهم بهذه الطريقة البشعة ما هو إلا أداة لتمزيق اللحمة الوطنية وزرع الفتنة ووضع العراقيل أمام إرادة من يريد إجراء مصالحة وطنية ويسعى لاستقرار البلد». وتابع: «لا بد هنا من كبح جماح الميليشيات والعصابات التي تستهدف أرواح العراقيين وأدعو المعنيين إلى كشف الجناة وإجراء تحقيق فوري». وأضاف المطلك أن الشيخ قاسم زيدان الجنابي «هو من الشخصيات المعروفة باعتدالها وسعيها إلى لم شمل العراقيين والمساهمة في إصلاح ذات البين بين مكونات الشعب العراقي».
من جهته، أدان الدكتور إياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية، الاعتداء وقال في بيان: «ندين بشدة الجريمة الوحشية التي نالت من علم من أعلام شيوخ العراق وعشيرة الجنابيين ونجله والشباب الذين كانوا معه، ونطالب بفتح تحقيق واسع وكشف المجرمين المنفذين للجريمة»، مستغربا عدم تدخل القوات الأمنية لوقف الخاطفين «وكأن العراق وسط الأشباح والمنتقدين الطغاة».
بدوره، قال الدكتور إبراهيم المطلك، نائب الأمين العام لجبهة الحوار لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانفلات الأمني والفوضى يسيطران على المشهد في العاصمة بغداد وبقية المحافظات وأصبحت الحصانة البرلمانية عرضة لهجمات الميليشيات والعصابات المسلحة التي أطلق لها العنان فلم يعد للحصانة البرلمانية أي هيبة، ونحن نرى عمليات اختطاف للمسؤولين من البرلمان والحكومة، فقبل أشهر تم اختطاف رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض والمشهد يتكرر مع آخرين وبشكل مستمر وأحمل الجهات الأمنية هذا الضعف في أداء الواجب في حماية المواطنين والمسؤولين».
واستنكر سليم الجبوري، رئيس البرلمان الحادث، داعيا «الجهة التنفيذية (الحكومة) إلى بيان ملابسات ما حصل»، معلنا استدعاء وزيري الدفاع والداخلية إلى مجلس النواب غدا «لبيان أسباب الخروقات الأمنية وآخرها استهداف النائب والحادث الذي حصل». وأضاف الجبوري أن البرلمان «لن يسكت (...) عن أي فعل من شأنه المساس بهيبة الدولة»، معتبرا أن ما جرى دليل على «وجود أياد ما زالت تعمل لتخريب إنجازات الدولة»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
بدوره، دعا نيكولاي ملادينوف، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، إلى التحقيق في الحادث وسوق المنفذين إلى العدالة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.