الرئيس الإيراني يدعو لـ«اغتنام الفرصة» للتوصل لاتفاق نووي

انسجاما مع تصريحات الرئيس الأميركي

الرئيس الإيراني يدعو لـ«اغتنام الفرصة» للتوصل لاتفاق نووي
TT

الرئيس الإيراني يدعو لـ«اغتنام الفرصة» للتوصل لاتفاق نووي

الرئيس الإيراني يدعو لـ«اغتنام الفرصة» للتوصل لاتفاق نووي

يبدو أن الرئيس الايراني حسن روحاني أراد في تصريحاته اليوم (الثلاثاء)، أن يرد على نظيره الأميركي باراك أوباما، الذي تساءل أمس قائلا: "إنّ المسألة اليوم هي، هل لدى إيران النية السياسية والرغبة في التوصل إلى اتفاق؟". فدعا اليوم الدول الكبرى إلى "اغتنام فرصة" التوصل إلى اتفاق نووي، مشيرا إلى أنّ بلاده اتخذت "الخطوات اللازمة" لذلك.
وأضاف روحاني خلال اجتماع مع مستشار الأمن القومي في الهند اجيت دوفال، أن "تقدما جيدا تحقق في المفاوضات على الرغم من انه لا تزال هناك مسافة للتوصل إلى اتفاق نهائي". وتابع روحاني أن "إيران اتخذت الخطوات اللازمة، والآن حان دور الجانب الآخر لاغتنام الفرصة". وقال إنه "على الرغم من الفجوات التي ما تزال قائمة بين ايران والقوى الست، فإن التوصل إلى اتفاق أمر يعود إليها".
وكان الرئيس الاميركي قال أمس، إنه لا يرى سببا لتمديد المحادثات النووية مع إيران مرة أخرى، مؤكدا أن المسألة الآن تتعلق بما إذا كانت طهران تريد التوصل إلى اتفاق.
وأفاد أوباما في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في واشنطن "لا أرى أن أي تمديد إضافي سيكون مفيدا إذا لم يوافقوا على الصيغة الأساسية" لاتفاق بشأن البرنامج النووي يجري التفاوض في شأنه منذ أشهر بين القوى الكبرى وطهران.
واضاف أوباما "إذا كان ما يؤكده (الايرانيون) صحيحا، لجهة عدم سعيهم إلى امتلاك سلاح نووي- الامر الذي يقول مرشدهم الاعلى إنه يتنافى ودينهم- (...) فإن اتفاقا ينبغي أن يكون ممكنا".
كما أكد الرئيس الأميركي أن "المشاكل لم تعد تقنية. المشاكل تتمثل الآن في معرفة ما إذا كان لدى إيران الارادة السياسية والرغبة في التوصل إلى اتفاق".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، توافقت ايران ودول مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) على التوصل أولا إلى اتفاق سياسي قبل 31 مارس (آذار)، ثم وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل التقنية لاتفاق شامل قبل اول يوليو (تموز).
لكن المرشد الايراني علي خامنئي أبدى الأحد معارضة لهذا الجدول الزمني للمفاوضات على مرحلتين؛ حين قال "أثبتت التجربة أنها وسيلة (للدول العظمى) للنقاش في كل التفاصيل (...) وأي اتفاق لا بد أن يحصل في مرحلة واحدة، ويتضمن الاطار العام والتفاصيل، يجب أن يكون واضحا وليس موضع تأويلات".



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».