تفجيرات توقع عشرات القتلى والجرحى في بغداد قبل رفع حظر التجول الليلي

استهدفت مطعمًا شعبيًا وسوقًا مشهورة وسط بغداد ومتجرًا للفواكه والخضراوات جنوبها

عناصر أمن في مكان تفجير في بغداد أمس (رويترز)
عناصر أمن في مكان تفجير في بغداد أمس (رويترز)
TT

تفجيرات توقع عشرات القتلى والجرحى في بغداد قبل رفع حظر التجول الليلي

عناصر أمن في مكان تفجير في بغداد أمس (رويترز)
عناصر أمن في مكان تفجير في بغداد أمس (رويترز)

أوقعت سلسلة تفجيرات في العاصمة العراقية بغداد عشرات القتلى والجرحى، أمس، وذلك قبل ساعات من احتفال جماهيري بقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي رفع حظر التجوال الليلي المفروض على العاصمة بغداد منذ عام 2008، اعتبارا من منتصف الليلة الماضية.
وتضاربت الأنباء بشأن حصيلة التفجيرات التي وقعت في بغداد الجديدة شرق العاصمة بغداد ومدخل السوق العربية في وسطها، وكلاهما يقع في جانب الرصافة.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد أن الحصيلة النهائية هي مقتل 4 أشخاص وجرح 26 آخرين. وقال سعد معن، المتحدث الرسمي باسم القيادة، في بيان، إن «اعتداء انتحاريا إرهابيا استهدف المواطنين العزل داخل مطعم شعبي في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي بغداد»، مشيرا إلى مقتل 3 مواطنين وإصابة 18 آخرين بجروح مختلفة. وأضاف معن أن اعتداء إرهابيا بواسطة عبوة ناسفة وقع في كشك لبيع الأطعمة الشعبية في «السوق العربي» وسط العاصمة بغداد، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 8 آخرين بجروح.
لكن مصادر أمنية في وزارة الداخلية أكدت من جانبها أن «حصيلة التفجير الانتحاري بحزام ناسف داخل مطعم للمأكولات الشعبية قرب سينما البيضاء بمنطقة بغداد الجديدة، شرق العاصمة، ارتفعت إلى 12 قتيلا و32 جريحا». وأضاف المصدر أن «الجرحى يتلقون العلاج في مستشفى الكندي»، مؤكدا أن «بعض المصابين في حالة خطرة». كما سقط نحو 11 شخصا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من سوق لبيع الفواكه والخضراوات بحي أبو دشير في منطقة الدورة، جنوب بغداد.
وفي السياق نفسه، فإنه طبقا للمصادر الأمنية ترك مجهولون عبوة ناسفة داخل السوق العربي بمنطقة الشورجة، وسط بغداد، انفجرت أمس، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة، وإلحاق أضرار مادية بعدد من المحال. لكن مصدرا أمنيا آخر قال إن هذا التفجير تم بحزام ناسف يرتديه انتحاري، مشيرا إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة، ومرجحا ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب «شدة التفجير».
وجاءت هذه التفجيرات بينما كان أهالي ببغداد يستعدون للاحتفال بعد سريان مفعول قرار رفع حظر التجوال. كما أنها تأتي بعد فترة هدوء نسبي في العاصمة العراقية، مما شجع الحكومة على اتخاذ قرار برفع حظر التجوال.
في السياق نفسه، أكدت شروق العبايجي، عضو البرلمان عن التحالف المدني الديمقراطي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الممارسات الإجرامية لا يمكن أن تصادر فرحة أهالي بغداد الذين كان مفروضا عليهم هذا الحظر دون أن يكون له أدنى تأثير على الجانب الأمني، سوى أنه فرض على عهد الحكومة السابقة لتعزيز عملية عسكرة المجتمع، الذي يتمثل بهذا الإجراء، فضلا عن كثرة السيطرات وقطع الطرق وغيرها من الأساليب التي تدل على عدم وجود خطة أمنية واضحة».
وأضافت أن «أهالي بغداد عانوا كثيرا بسبب مصادرة الحياة المدنية التي هي أحد أهم مظاهر مدينة مثل بغداد، وبالتالي فإن المطلوب من الأجهزة المسؤولة البحث عن خطط أمنية تحفظ أمن المواطن وسلامته، حتى لا يتم استغلال هذه الفسحة من الحرية بعمليات إجرامية يمكن أن تؤدي إلى عكس ما نتمناه».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.