قالت الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بأننا نمضي حياتنا ونحن نصارع العمر، بفعل طموحاتنا وإرادتنا في تحقيق الأفضل. وجاء كلامها هذا في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط» وسؤالها عن تغريدتها إثر وفاة الممثلة المصرية فاتن حمامة على موقع «تويتر» والتي قالت فيها «شو صرت اكره الزمن والعمر». وأوضحت متابعة: «برأيي العمر هو عدو الإنسان، وأحيانا نشعر بأن هناك أشخاصا رحلوا وهم ما زالوا في عزّ عطاءاتهم، وآخرين كان وجودهم في الحياة أكبر من الزمن، ورحيل سيدة الشاشة العربية ذكّرني في هذا الواقع». وأضافت: «ربما نحن بحاجة إلى فترة تطويل للزمن تشبه أي (extension) آخر نستخدمه في حياتنا اليومية لنستفيد من الوقت أطول مدة ممكنة».
وعما إذا استطاعت هي شخصيا الاستفادة من عمرها على الصورة التي ترغب فيها ردّت بحماس: «لا أعتقد ذلك ففي بلاد الغرب نجد أن المواهب التي يكتشفونها منذ صغرها يستثمرونها، ويتنافس المنتجون على الاستفادة منها. بينما في منطقتنا يأخذون وقتا طويلا لتبنيها وأحيانا كثيرة يهملونها، وهذا الأمر نشهده على أرض الواقع من خلال برامج الهواة التي تغزو شاشاتنا، والتي بالكاد تمنح الفرصة لواحد أو اثنين من بين العشرات منهم، وفي غالبية الأحيان يضطر صاحب الموهبة أن يدفع من جيبه ليصرف على فنّه».
وعن رأيها في الساحة الفنية اليوم أجابت: «منذ ثورة الربيع العربي التي شهدناها، تراجعت الأعمال الفنية بشكل ملحوظ، وهذا الأمر ساهم في كسر الأسعار في عالم الفن بمجمله. ولذلك نشهد لجوء بعض الفنانين للمشاركة في برامج الهواة التلفزيونية، أو حتى إلى التمثيل محافظة منهم على استمراريتهم من ناحية وعلى مصدر مادي يستخدمونه على كلفة أغانيهم من ناحية ثانية. فالفنان بشكل عام يعيش حاليا حالة ركود في إنتاجاته لا سيما أن قلّة من الشركات التي تهتم في هذا الموضوع غائبة عن الساحة».
وختمت بالقول: «لا أدري كيف يفاخر البعض ويقول: إن أجره الحالي يصل إلى مبلغ نصف مليون دولار مثلا تلقاه مقابل تقديمه حفلة غنائية، فهو بالتأكيد يكذب في ظلّ الأحوال التعبانة التي نعيشها».
وكانت سيرين عبد النور قد اختيرت مؤخرا كأفضل ممثلة عربية في مهرجان «تايكي» الأردني، والذي يعدّ واحدا من المهرجانات الفنيّة المعروفة على الساحة العربية. فيكرّم الفنانون العرب حسب نجاح أعمالهم، تماما كشبيهه في لبنان (موركس دور). ورشّحت سيرين عبد النور لنيل اللقب في لائحة تضمنت إضافة إليها، 3 من الممثلات العربيات وهنّ سلاف فوأخرجي وشجون الهاجري وغادة عبد الرازق. فحصدت اللقب عن دورها في مسلسل «روبي»، مما ثبّت مكانتها كنجمة مسلسلات الدراما على الساحة العربية بامتياز.
وعن الحروب والهجمات التي تشنّ عليها من هنا وهناك، والتي تواجهها منذ أن صارت واحدة من أهم نجوم الدراما العربية، وبعد أن حققت النجاح تلو الآخر فقالت: «ألتزم الصمت تجاه هذه الأمور فأنا لا أعالج السيئ بالأسوأ، وكل منا يملك حرية التعبير، إلا أن الجمهور يبقى الحكم الأول والأخير في هذا الصدد وميزان النجاح أو الفشل لكل فنان». وتتابع: «أفتخر بالنجاحات التي حققتها ومن الطبيعي أن أستفزّ بذلك أعداء النجاح».
وعن رأيها بما يتردد بأنها كانت السبب في فتح أبواب الدراما العربية المختلطة أمام الممثلين اللبنانيين علّقت قائلة: لا شك أن مسلسل «روبي» الذي لعبت بطولته، أسس لهذه الفرص للجميع وحتى لي أنا شخصيا، إذ شاركت بعده في «لعبة الموت» و«سيرة حب» وقريبا في «24 قيراط» رغم أنني كنت قد سبق وشاركت في أفلام سينمائية كـ«رمضان مبروك» و«الأدهم» و«المسافر». وعن تجربتها في برنامج «بلا حدود» الذي يدخل في خانة تلفزيون الواقع، والذي أطلت من خلاله على حالات إنسانية بحتة قالت: «كان لدي خوف كبير من أن لا يصدّقني المشاهد، فالشكّ هو آفة يستمتع كثيرون في ممارستها عليك، وقد رغب البعض في التشكيك بإنسانيتي تجاه بعض الحالات التي واجهتها في سياق البرنامج، بحيث كنت أضطر أحيانا إلى مساندة أو مواجهة بعض الأشخاص بكلام جريء أو حنون هم بحاجة إليه. وهنا أرغب في سؤال هؤلاء، ماذا سأجني مثلا إذا نصحت أو دعيت بعض الأشخاص الذين التقيتهم في البرنامج للعودة إلى ربّ العالمين ليتمكنوا من اجتياز صعوباتهم في الحياة؟ ما هي مصلحتي في هذا المجال؟» وختمت الموضوع قائلة: وتأكيدا لنجاح هذا البرنامج فأنا أستعدّ للقيام بالجزء الثاني منه فقريبا ستشاهدون «بلا حدود2».
وعن كيفية اختيارها لأعمالها التمثيلية قالت: «هناك شحّ في كتابة النصوص فقليلا منها ما يستهويني أو يعجبني، وأختار عادة النص الجميل الذي يضيف إلى مشواري الفني. وأبحث حاليا عمّن يخرجني من الدراما الحزينة فأدخل الأعمال الكوميدية، فالمنتجون بغالبيتهم عندما يلاحظون نجاح ممثل في دور معيّن، يعلّقون على إعطائه أدوارا تدور في نفس الخانة، ولكن من الضروري أن ننوّع ونجددّ في أي دور نقوم به». وعن الكاتب الذي برأيها في استطاعته أن يدخلها عالم الدراما الكوميدية أجابت: «أعتقد أن الكاتبة كلوديا مرشيليان تستطيع أن تكتب لي هذا النوع من النصوص فهناك تناغم كبير بيني وبينها، وأنا جاهزة للقيام بأي تجربة في هذا الإطار شرط أن تحمل العناصر اللازمة في حبكة النصّ».
وعمّا إذا تابعت أعمالا درامية مؤخرا أجابت: لقد أمضيت فترة طويلة خارج بيروت إذ كنت منشغلة في تصوير مسلسل «سيرة حب» والفيلم السينمائي «سوء تفاهم» في القاهرة، ولكني تمكنت في بعض الأحيان من مشاهدة حلقات من «وأشرقت الشمس» و«عشق النساء» للكاتبة منى طايع وهي من الأعمال الجميلة. فهذه الكاتبة راقية في قلمها وفي تعاملها مع الآخرين، وأنا لا أتأخر عن تقديم التهاني لأشخاص تركوا بصماتهم على الدراما العربية بشكل عام.
ووصفت سيرين عبد النور ابتعادها عن الساحة الغنائية بأنها لا تستطيع أن تحمل أكثر من «بطيخة» في يد واحدة وقالت: عندما أكون منشغلة في أعمال التمثيل أتأخر في مجال الغناء ولكني أحرص على تقديم أغنية جديدة في وقت الاستراحة ما بين عملين، ليكون ذلك بمثابة هدية لجمهوري. وحاليا أستعدّ لطرح أغنية «عادي» في الأيام القليلة المقبلة، وهي من كلمات وألحان مروان خوري وسأصورها مع المخرج جاد شويري لتعرض في مناسبة عيد الحبّ. كما أن هناك أغنية أخرى أتوقع لها النجاح يتضمنها فيلمي السينمائي الجديد «سوء تفاهم»، الذي سيعرض في صالات السينما أيضا في منتصف شهر فبراير (شباط) المقبل وهي بعنوان «ما حدّش بقا راضي» من تأليف أيمن بهجت قمر وتلحين ياسر نور وتوزيع أحمد إبراهيم.
والمعروف أن فيلم «سوء تفاهم» يعيدها إلى عالم الكوميديا الخفيفة والتي غابت عنها منذ فيلمها الماضي «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة». وهو حسب ما ذكرت لنا من نوع الرومانسي الكوميدي، ويشاركها فيه شريف سلامة وأحمد السعدني ومها أبو عوف ومن إخراج أحمد سمير فرج. وتجسد سيرين عبد النور شخصية فتاة لبنانية تدعى «لينا»، تعمل بائعة حلوى بمحل تمتلكه في لبنان، لكنها تعيش حياة عاطفية متخبطة لحرصها الدائم على الارتباط بإنسان نموذجي. وتمر بتجارب عاطفية فاشلة طوال الوقت، إلى أن تعثر في النهاية على مرادها في شاب مصري يعيش في لبنان، فتنجذب إليه وتقع في حبّه، ولكن تنقلب حياتها رأسا على عقب بسبب مفاجآت غير متوقعة خلال أحداث الفيلم.
ووصفت تجربتها مع الممثلين شريف سلامة وأحمد السعدني بالرائعة وبأن أجواء الألفة والضحك سادت كواليس الفيلم.
أما عن مسلسلها الرمضاني «24 قيراط» والذي ستبدأ في تصويره أيضا في شباط المقبل، فتقول: «فكرة المسلسل جديدة من نوعها وفيها الكثير من التضارب في أحاسيس الحبّ، ويشاركني في العمل الممثلان عابد فهد وماغي أبو غصن وسيتمكن المشاهدون من متابعته في رمضان المقبل وهو من إنتاج شركة (ايغل فيلمز) ومن إخراج الليث حجّو».
ويحكي العمل قصة سيدة تدعى «هيا» (ماغي بوغصن) متزوجة من رجل أعمال (عابد فهد)، الذي يتعرّض إلى حادثة إطلاق نار تنقذه منها سيرين عبد النور فتكتشف أنه أصيب إثرها بفقدان ذاكرته. وتجد نفسها ملزمة في الاعتناء به وبصحته فتقع في حبّه. والسؤال الذي يطرحه المسلسل هو عما إذا كانت ستعيده إلى أحضان عائلته الحقيقية أم ستحاول الاحتفاظ به لنفسها؟
يذكر أنه يعرض حاليا لسيرين عبد النور مسلسل «سيرة حب»، الذي يلاقي نجاحا واسعا على شاشات الـ(سي بي سي) المصرية و(أو إس إن) الفضائية و(المستقبل) اللبنانية، وقد انتهت مؤخرا من تصويره وهو يتألّف من 90 حلقة ويشاركها بطولته ماكسيم خليل وخالد سليم وهو من إخراج كل من محمد العدل وسيف يوسف.
سيرين عبد النور: من يفاخر بأن أجره نصف مليون دولار يجافي الحقيقة
صالات السينما على موعد مع فيلمها الجديد «سوء تفاهم».. وتستعد لتصوير مسلسلها الرمضاني «24 قيراط»
سيرين عبد النور: من يفاخر بأن أجره نصف مليون دولار يجافي الحقيقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة