توقع مختصون في أسواق المال أن تسير الاكتتابات الجديدة في السوق بوتيرة بطيئة خلال الفترة المقبلة، مقارنة بما طُرح من شركات جديدة في الأسواق الخليجية، ووصفوا تأخر عمليات الطرح الجديدة إلى نهاية الربع الأول من العام الحالي، بأنه لا يخدم السوق التي تشهد تحسنا من ناحية إقبال المستثمرين مدعومة بالتحسين في الاقتصاد الكلي وتطوير البيئة التنظيمية لتلك الأسواق.
وقال سراج الحارثي نائب رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة، غرب السعودية: «إن ارتفاع حجم الاكتتابات المطروحة خلال العام الماضي ساهم في زيادة السيولة في سوق الأسهم السعودية، وشهدت أكبر عملية اكتتاب، وذلك بفضل النمو الاقتصادي والاستقرار إلى جانب توالي الاكتتابات الأخرى لشركات كبيرة».
ولفت إلى أن العام الحالي، رغم التحسن ورفع سقف الإنفاق في الميزانية العامة للسعودية فيه، فإن جميع الاكتتابات المقبلة لن تصل إلى أحجام ما طُرح في الفترة الماضية من حيث حجم الشركة وقيمتها.
وأضاف أن السوق السعودية ستشهد الكثير من الاكتتابات خلال العام الحالي، إلا أن تأخيرها سيؤدي إلى خلق نوع من عدم الثقة ويؤثر في قرارات الشركات التي لديها توجه لطرحها جزء من أسهمها في سوق المال السعودية.
وتوقع الحارثي أن يساهم استقرار أسعار النفط في إعادة التوازن لعمليات الطرح الجديدة، خاصة أن هناك الكثير من الشركات أعلنت أن لديها خططا جاهزة لطرح أسهمها للاكتتاب العام، إلا أنها رأت التريث في الإعلان وتحديد الموعد حتى يتضح لها توجه سوق النفط بعد أن شهد هبوطا حادا في الأسعار. وقال الدكتور عبد اللطيف باشيخ أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة: «إن الاكتتابات المجدولة سيجري طرحها بناء على المواعيد والموافقات المسبقة، إلا أن الشركات التي أبدت رغبتها لا تزال في عملية ترقب لأسعار النفط، نظرا لارتباط الكثير من قطاعات السوق السعودية بأسعار النفط».
وحول سوق الأسهم السعودية، أوضح باشيخ أن سوق الأسهم تشهد تحسنا كبيرا إلا أنها شهدت عمليات جني أرباح أدت إلى تراجع طفيف، إلا أنه من المتوقع أن تستمر في الصعود، وذلك نتيجة لدعم الاقتصاد السعودي من قبل الحكومة، والأنباء عن دخول المستثمر الأجنبي، مما يرفع أحجام السيولة في السوق.
وكانت السعودية والإمارات من أكثر أسواق الاكتتابات نشاطا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2014، مع تسجيل اكتتابات بقيمة تصل إلى نحو 10 مليارات دولار في كلتا السوقين، وكان قطاع التصنيع الأكثر نشاطا في عام 2014 بتسجيل 5 اكتتابات، يليه كل من قطاع العقارات، والأغذية والمشروبات، والنفط والغاز بـ3 اكتتابات لكل منها، وشهدت سوق الاكتتابات نشاطا مرتفعا خلال الربع الأخير من عام 2014، مسجلة 8 صفقات بلغت قيمتها 7.4 مليار دولار.
وأوضح ياسر الرميان الرئيس التنفيذي للشركة، الذراع الاستثمارية للبنك السعودي الفرنسي، أنهم حصلوا على صفقات من الطروحات الاستثمارية من القطاعات الجاذبة في السوق السعودية، حيث سيجري طرحها على مراحل فصلية، موضحا أن 3 منها ستكون كبيرة تشمل طروحات أولية لكل من مجموعة سليمان الحبيب الطبية، أحد أكبر مقدمي خدمات الرعاية الصحية في القطاع الخاص، وشركة أكوا باور التي تعمل في مشروعات الماء والكهرباء، إلى جانب شركة بترومين أقدم شركة لزيت التشحيم في الشرق الأوسط.
وأضاف أن حجم كل طرح من هذه الطروحات الثلاثة سيتجاوز مليار ريال، مشيرا إلى توافر قائمة أكبر للطرح في قطاع الحديد الصلب، وأخرى في قطاع مواد التشييد والبناء.
وحقق البنك الأهلي التجاري، أكبر بنك في السعودية من حيث حجم الأصول، أكبر اكتتاب في تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وثاني أكبر اكتتاب على الصعيد العالمي، وبلغت تغطية الاكتتاب في أسهمه المطروحة 23 مرة قبيل انتهاء الاكتتاب في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، ويمثل هذا الاكتتاب الصفقة الوحيدة في قطاع الخدمات المالية في العام نفسه.
تأخير الاكتتابات يؤثر في قرارات الشركات لطرح أسهمها في سوق المال السعودية
مختصون في أسواق المال طالبوا بسرعة الإجراءات لمصلحة السوق
تأخير الاكتتابات يؤثر في قرارات الشركات لطرح أسهمها في سوق المال السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة