تنظيم «العمل من المنزل» على طاولة وزير التجارة السعودي.. لوقف «فوضى» القطاع

في لقاء جمعه بسيدات أعمال طالبن خلاله بإيجاد صيغة تشريعية جديدة

هناء الزهير («الشرق الأوسط»)
هناء الزهير («الشرق الأوسط»)
TT

تنظيم «العمل من المنزل» على طاولة وزير التجارة السعودي.. لوقف «فوضى» القطاع

هناء الزهير («الشرق الأوسط»)
هناء الزهير («الشرق الأوسط»)

يبرز ملف إيجاد تنظيم جديد للعمل من المنزل على طاولة الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة السعودي، وذلك على خلفية لقاء جمعه مع مجلس شابات الأعمال في السعودية التابع لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، حيث بحثت السيدات مع الوزير إمكانية إيجاد آليات جديدة بشأن تراخيص العمل من المنزل، لوقف حالة الفوضى التي يشهدها - حاليا - هذا القطاع، وهو ما يعد أول تحرك لمجلس شابات أعمال المملكة الذي جرى تأسيسه حديثا في البلاد.
وكشفت لـ«الشرق الأوسط» هناء الزهير، نائب الأمين العام لصندوق الأمير سلطان، أن الوزير تبنى هذا المقترح وطلب إعداد دراسة تكميلية لهذا الموضوع، مشيرة إلى أن إيجاد تشريع للعمل من المنزل أمر يهم شريحة كبيرة من السيدات السعوديات، وأضافت: «شابات الأعمال لم يلتقين بالوزير بهدف الشكوى من وضع قطاع العمل من المنزل، بل ذهبن ومعهن الحلول اللازمة، والوزير أبدى تفاعلا كبيرا، ونحن متفائلون بقرب إصدار تشريع جديد لتنظيم العمل من المنزل».
وأشارت الزهير إلى أهمية التنظيم المنتظر صدوره في كونه يحمي الطرفين (المستهلك وصاحب المشروع)، خاصة مع وجود فوضى كبيرة في قطاع العمل من المنزل، بحسب وصفها، ومع القنوات الجديدة التي فتحتها شبكات التواصل الاجتماعي لأفراد المجتمع وسهلت لهم الانخراط في عالم التجارة والعمل من المنزل دون وجود ضوابط تنظيمية للقطاع، وهو ما تؤكد أنه أضر كذلك بالمشروعات النظامية القائمة.
وفي ذات السياق، نقلت عضوات مجلس شابات الأعمال لوزير التجارة أبرز العقبات التي يواجهنها من واقع نشاطاتهن الاستثمارية، مقترحات وجود هيئات وزارية داعمة لمشروعات رائدات الأعمال، وقالت العنود الرماح، وهي رئيسة المجلس «إن اللقاء مع وزير التجارة تضمن أبرز المستجدات التي يمكن طرحها لدعم رائدات الأعمال في المناطق البعيدة، إضافة إلى آليات دعم العمل من المنزل والكشف عن أبرز معوقات الاستثمار للمرأة، وتوفير فرص وظيفية استثمارية تتمكّن المرأة من خلالها من تحويل فكرتها إلى مشروع من خلال زيادة الفرص التنموية وتقديم تسهيلات من شأنها أن تدعم المشروعات المنزلية».
وخلال اللقاء، استعرضت عضوة المجلس منال البنعلي تجربة إمارة أبوظبي في استخراج التصاريح للعاملين من المنزل وفق اشتراطات محددة، وقالت: «التراخيص تجري في دولة الإمارات بصورة منظمة، مما قلل من العشوائية والتخبط في الأعمال والمشروعات المنزلية التي يفتقد بعضها الرقابة الصحية والاشتراطات المهمة»، في حين تناولت عضوة المجلس مرام الجشي تجربة الدول الغربية في تنظيم العمل من المنزل والتصنيفات التي يتم تحديدها ومراقبة الأعمال مما يسهم في دعم الاقتصاد وتطويره.
من ناحية أخرى، كشفت أفنان البابطين، وهي المدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة، عما نتج من اللقاء مع الوزير، قائلة: «تضمن جملة مقترحات يتم دراستها تهدف إلى تطوير الكثير من المجالات الاستثمارية التي تعمل بها المرأة، كما قدمنا آليات تتطلع إلى إيجاد تسهيلات لزيادة فرصة مشاركة المرأة في المشروعات الصناعية بدعم من الوزارة».
واستعرضت ريم إسماعيل، عضوة مجلس شابات الأعمال، الضرر الصحي الذي تتعرض له السيدات من خلال ممارسة العاملات بغير ترخيص في قطاع التزيين والتجميل، موضحة أن «التراخيص للمشاغل النسائية النظامية تسير بشكل انسيابي وهناك تطور ملحوظ في دعم قطاع المشاغل إلا أن بعض المظاهر السلبية ما زالت تعرقل عمل المشاغل التي تعمل بصورة نظامية».
ومن الجدير بالذكر أن مجلس الغرف السعودية كان قد توقع في وقت سابق قرب اعتماد تراخيص العمل من المنزل، حيث أنشئ فريق عمل يختص بـ«البرنامج التنفيذي لمشروع تراخيص مزاولة العمل من المنزل»، بحيث يشتمل الترخيص على 85 نشاطا تجاريا بالتعاون مع 8 جهات حكومية، وذلك بهدف تنظيم القطاع الذي يشهد فوضى كبيرة حاليا.



بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.