بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* خطر الأدوية المسكنة
* من الأخطاء الشائعة استخدام الأدوية المسكنة للألم بطريقة عشوائية، وبشكل مفرط، ومن دون استشارة الطبيب، حيث ثبت أن لهذا السلوك نتائج خطيرة قد تصل إلى الإدمان والوفاة.
إن الإدمان على الأدوية المشروعة (القانونية) مشكلة صعبة ومحيرة لأنها غالبا ما تبدأ بالحصول عليها مباشرة من الصيدليات أو بوصفة طبية من أحد الأطباء. وكثير من الناس يجدون أنفسهم مدمنين على المسكنات قبل أن يدركوا ما حدث وكيف حدث، ويكون في كثير من الأحيان بعد تناول الأدوية المسكنة بإفراط بغرض التعافي من عملية جراحية أو علاج ألم الظهر المزمن مثلا، أو غيرها.
إن الحرب ضد تعاطي المخدرات غير المشروعة معروفة ومعهودة ومستمرة منذ عقود من الزمن، ولكن الآن يبدو أن هناك حربا أخرى تستهدف الإدمان على الأدوية المشروعة التي تصرف قانونيا بعد أن أصبحت أعدادها كبيرة في معظم مجتمعات العالم، ففي المملكة المتحدة، هناك مليون شخص مدمن على الأدوية التي تقتنى من دون وصفة طبية أو تلك التي توصف من قبل الأطباء مثل المسكنات والمهدئات، وهي تشكل في مجموعها أعدادا هي أكثر بكثير من أعداد المدمنين على المواد المحرمة قانونيا، وفقا لمجلة طب الألم Pain Medicine عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2013. ولا تختلف هذه المشكلة عن مثيلتها في الولايات المتحدة، حيث سجلت الإحصاءات زيادة عدد الوفيات بين النساء اللاتي تعاطين جرعات زائدة من الأدوية المسكنة عن الوفيات جراء تعاطي الكوكايين والهيروين مجتمعة في عام 2010 بأكثر من أربعة أضعاف، وفقا لبيان مراكز مكافحة الأمراض CDC في الثاني من يوليو (تموز) 2013.
وإذا عرفنا أن المسكنات تعمل من خلال تفاعلها مع مستقبلات خاصة في الدماغ يؤدي إلى خفض في الإحساس بالألم، سوف ندرك أنه نوع من الإدمان، إذ إن هذه الأدوية المسكنة هي أيضا تخلق شعورا من النشوة المؤقتة، يليها انزعاج، وهو ما يؤدي إلى الاعتماد الجسدي بسهولة ومن ثم يحدث الإدمان.
مجموعة من الباحثين من جامعة ديربي Derby أجروا دراسة لتحديد ما الذي يمكن أن يؤثر على إدمان الأدوية المسكنة والاعتماد عليها من خلال إجراء مسح على أناس كانوا يعانون من الألم واستخدموا مسكنات لعلاجه لمدة شهر واحد.
وقد توصل الباحثون إلى ثلاثة مؤشرات يمكن بواسطتها التنبؤ بالأشخاص الذين هم أكثر عرضة لخطر الاعتماد والإدمان على الأدوية المسكنة، وهي:
* استخدام المسكنات الموصوفة بوصفة طبية قانونية بدرجة مفرطة.
* وجود تاريخ سابق لتعاطي المخدرات ليس له علاقة بتخفيف الألم، في كثير من الأحيان.
* عدم تقبل أقل درجات الألم أو عدم القدرة على التعامل مع الألم.
وعليه يجب عدم تناول الأدوية المسكنة لفترات طويلة ومتواصلة إلا باستشارة الطبيب أو زيارة عيادة علاج الألم لمنع الاعتماد والإدمان عليها.

* ألم الظهر عند الأطفال
* يعتقد الكثيرون، خطأ، أن ألم الظهر هو من أمراض الشيخوخة وكبار السن، ولا يلتفتون لما يشكو منه الأطفال من آلام، خاصة بعد العودة من المدارس.
إن ألم الظهر عرض شائع بين مختلف فئات العمر، فحتى الأطفال يتألمون في أغلب الأحيان بعد العودة من المدارس بسبب حملهم لكتب ثقيلة جدا واستخدام الحقائب التي تحمل على الظهر. كما أن متوسطي العمر يشكون من نفس الألم الذي يحدث بسبب نوعية العمل الذي يمارسونه مثل الوقوف لفترة طويلة أو الجلوس لفترة طويلة أو حمل أثقال بأوضاع جسدية خاطئة. ولا يقتصر ألم الظهر أيضا على الرجال فقط وإنما تشكو النساء منه، خاصة، بعد سن الأربعين والولادات المتكررة، وبسبب نقص فيتامين «دي». وإحصائيا، فقد وجد أن 70 في المائة من مراجعي عيادات العمود الفقري هم ممن يعانون من آلام الظهر.
إن الخطوة الأولى في تشخيص ألم الظهر تعتمد على أخذ التاريخ المرضي جيدا، ثم عمل الفحوصات المساعدة ومنها فحص مخبري للفيتامين «دي» والكالسيوم وحمض اليوريك حيث إنه لوحظ أن نسبة عالية من آلام الظهر يكون سببها اختلال أحد هذه العناصر. والخطوة الأولى في العلاج عادة ما تبدأ بإعطاء أدوية مثبطة للألم ومرخية للعضلات ومراهم موضعية، وقد وجد أن ثلثي الحالات تتماثل للشفاء خلال 4 - 6 أسابيع بهذه العلاجات البسيطة. أما بقية الحالات التي تستمر رغم العلاج الأولي فتستجيب نسبة منها للعلاج الطبيعي، ومجموعة أخرى تتطلب إجراءات علاجية أخرى كحقن الظهر موضعيا إما حول المفاصل أو حول كيس أم السحايا أو حول العصب، والتي يتطلب إجراؤها تحت الأشعة الموجهة. أما ما تبقى من الحالات، وهي نسبة ضئيلة، فإن علاجها يتطلب إجراء جراحيا، وفي معظم الحالات التي تشخص بانزلاق الغضروف تفيد معهم عمليات إزالة الغضاريف التي أصبحت تجرى، مع تطور العلم، بفتحات صغيرة وتستخدم فيها جراحة المناظير وجراحة الكي وسحب الغضروف بواسطة الإبرة.
ولتفادي آلام الظهر، ننصح بالآتي:
* تقليل الجلوس لفترات طويلة خاصة أمام شاشات الكومبيوتر.
* تقليل الوزن لذوي الأوزان الزائدة والمفرطة.
* استخدام مراتب طبية للنوم.
* عدم النهوض من السرير مسرعا.
* عدم حمل الأوزان الثقيلة بطرق خاطئة.
* الامتناع عن التدخين.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».