رئيس النيجر: نشترك مع الجزائر في حدود طولها ألف كيلومتر بحاجة إلى تأمين

اتفاق بين البلدين على رفع درجة التنسيق الاستخباراتي لمواجهة خطر تمدد «داعش»

رئيس النيجر: نشترك مع الجزائر في حدود طولها ألف كيلومتر بحاجة إلى تأمين
TT

رئيس النيجر: نشترك مع الجزائر في حدود طولها ألف كيلومتر بحاجة إلى تأمين

رئيس النيجر: نشترك مع الجزائر في حدود طولها ألف كيلومتر بحاجة إلى تأمين

أنهى رئيس النيجر محمادو إيسوفو، أمس، زيارة للجزائر دامت يومين، غلب عليها الهاجس الأمني وتهديدات الإرهاب في الساحل، زيادة على أزمة المهاجرين السريين النيجريين، الذين نقلت السلطات الجزائرية أكثر من 800 منهم إلى بلدهم. ويواجه البلدان خطر تمدد «داعش» إلى المناطق الصحراوية، بعد إنشاء مجموعتين تابعتين للتنظيم الإرهابي.
وصرح إيسوفو للصحافة المحلية، بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بأن «الجزائر والنيجر اتفقتا على تجنيد وتوحيد قدراتهما العملياتية والاستخباراتية، من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية والمنظمات الإجرامية». وقال إن البلدين «يشتركان في نحو ألف كيلومتر، وفي تراب البلدين توجد فضاءات صحراوية شاسعة، يجب ضمان أمنها»، مشيرا إلى أن الوفد «تحدث مطولا» مع المسؤولين الجزائريين حول الوضع في ليبيا ومالي.
وأفاد إيسوفو بأنه «متفائل بمستقبل العلاقات الجزائرية - النيجيرية». وأضاف «التعاون بين البلدين في حالة جيدة، وسنعطي دفعا جديدا لعلاقاتنا (...) وستعرف العلاقات الثنائية في المستقبل دفعا جديدا، في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية». وأشار إلى أن زيارته للجزائر تناولت أيضا المبادلات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح أنه تناول في لقائه مع الرئيس بوتفليقة مشاريع البنية التحتية المشتركة بين البلدين، والتي تعني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، مثل مشروع إنجاز «الطريق العابر للصحراء»، ومشروعي الألياف البصرية وأنبوب الغاز، اللذين يربطان بين الجزائر والنيجر ونيجيريا. وقال رئيس النيجر إن لقاءه ببوتفليقة «تناول أيضا إمكانيات التعاون في مجال المحروقات».
ومعروف أن الحدود بين البلدين شهدت في السنوات الأخيرة أعمال خطف إرهابية استهدفت مواطنين أجانب. وكان أشهرها خطف مبعوث الأمين العام الأممي السابق إلى النيجر، الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر عام 2008، على يد المتشدد الجزائري مختار بلمختار، الشهير بـ«خالد أبي العباس»، وجرى الإفراج عنه مقابل فدية دفعتها الحكومة الكندية. وصرح فاولر بعد فترة من الزمن بأنه يشك في أن مسؤولا بالحكومة النيجرية باعه لبلمختار.
ويواجه البلدان حاليا خطر تمدد تنظيم داعش إلى كل مناطق الساحل بعد أن جرى الإعلان عن إنشاء مجموعتين تابعتين للتنظيم الإرهابي، إحداهما في الجزائر، وأخرى بليبيا. وتراجع خطر «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، بالمناطق الصحراوية، بشكل لافت، بعد انشقاق الكثير من أعضائها، والتحاقهم بتنظيمات أخرى أهمها «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، ثم «داعش» حديثا.
من جهة أخرى، بحث الرئيس إيسوفو مع المسؤولين الجزائريين قضية المهاجرين السريين النيجريين بالجزائر والذين يفوق عددهم الألفين، بحسب إحصاءات الشرطة الجزائرية. وجرى في الشهرين الماضيين ترحيل 800 مهاجر إلى بلدهم على دفعتين. وقالت الجزائر إنها رحّلتهم بناء على طلب من نيامي، فيما احتجت منظمات حقوقية دولية على «الظروف غير الإنسانية أثناء عملية الترحيل».
بدوره، قال وزير الطاقة النيجري فوماكوي غادو، بعد لقائه بنظيره الجزائري يوسف يوسفي، إن بلده «بصدد إبرام عقد لتقاسم الإنتاج مع شركة سوناطراك (الجزائرية)، قصد تمكين فرعها الدولي من مواصلة عمليات التنقيب عن النفط، التي تقوم بها منذ ستة أشهر بكتلة كافرا، على الحدود الجزائرية - النيجرية». ويرتقب أن يعوّض عقد تقاسم الإنتاج عقد التنقيب الذي أبرم بين «سوناطراك» والحكومة النيجرية سنة 2005. وتوجد كتلة كافرا بمنطقة غنية بالمحروقات، بمحاذاة حقل تافاساست بالأراضي الجزائرية.
يشار إلى أن النيجر شرعت حديثا في استخراج النفط، بكمية تقدر بـ20 ألف برميل يوميا، يجري تكريرها محليا بينما تصدّر جزءا منها نحو مالي وبوركينا فاسو. ويرتقب أن ترتفع كمية الإنتاج إلى 60 ألف برميل يوميا، بفضل استغلال النفط بكتلة أغاديم، بالتعاون مع الشركة الصينية «سي إن بي سي».
وأفاد غادو بأن بلده «يسعى إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال الإنارة الريفية»، مشيرا إلى أن 14 ألف قرية ببلده، في حاجة إلى إنارة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.