أنهى رئيس النيجر محمادو إيسوفو، أمس، زيارة للجزائر دامت يومين، غلب عليها الهاجس الأمني وتهديدات الإرهاب في الساحل، زيادة على أزمة المهاجرين السريين النيجريين، الذين نقلت السلطات الجزائرية أكثر من 800 منهم إلى بلدهم. ويواجه البلدان خطر تمدد «داعش» إلى المناطق الصحراوية، بعد إنشاء مجموعتين تابعتين للتنظيم الإرهابي.
وصرح إيسوفو للصحافة المحلية، بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بأن «الجزائر والنيجر اتفقتا على تجنيد وتوحيد قدراتهما العملياتية والاستخباراتية، من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية والمنظمات الإجرامية». وقال إن البلدين «يشتركان في نحو ألف كيلومتر، وفي تراب البلدين توجد فضاءات صحراوية شاسعة، يجب ضمان أمنها»، مشيرا إلى أن الوفد «تحدث مطولا» مع المسؤولين الجزائريين حول الوضع في ليبيا ومالي.
وأفاد إيسوفو بأنه «متفائل بمستقبل العلاقات الجزائرية - النيجيرية». وأضاف «التعاون بين البلدين في حالة جيدة، وسنعطي دفعا جديدا لعلاقاتنا (...) وستعرف العلاقات الثنائية في المستقبل دفعا جديدا، في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية». وأشار إلى أن زيارته للجزائر تناولت أيضا المبادلات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح أنه تناول في لقائه مع الرئيس بوتفليقة مشاريع البنية التحتية المشتركة بين البلدين، والتي تعني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، مثل مشروع إنجاز «الطريق العابر للصحراء»، ومشروعي الألياف البصرية وأنبوب الغاز، اللذين يربطان بين الجزائر والنيجر ونيجيريا. وقال رئيس النيجر إن لقاءه ببوتفليقة «تناول أيضا إمكانيات التعاون في مجال المحروقات».
ومعروف أن الحدود بين البلدين شهدت في السنوات الأخيرة أعمال خطف إرهابية استهدفت مواطنين أجانب. وكان أشهرها خطف مبعوث الأمين العام الأممي السابق إلى النيجر، الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر عام 2008، على يد المتشدد الجزائري مختار بلمختار، الشهير بـ«خالد أبي العباس»، وجرى الإفراج عنه مقابل فدية دفعتها الحكومة الكندية. وصرح فاولر بعد فترة من الزمن بأنه يشك في أن مسؤولا بالحكومة النيجرية باعه لبلمختار.
ويواجه البلدان حاليا خطر تمدد تنظيم داعش إلى كل مناطق الساحل بعد أن جرى الإعلان عن إنشاء مجموعتين تابعتين للتنظيم الإرهابي، إحداهما في الجزائر، وأخرى بليبيا. وتراجع خطر «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، بالمناطق الصحراوية، بشكل لافت، بعد انشقاق الكثير من أعضائها، والتحاقهم بتنظيمات أخرى أهمها «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، ثم «داعش» حديثا.
من جهة أخرى، بحث الرئيس إيسوفو مع المسؤولين الجزائريين قضية المهاجرين السريين النيجريين بالجزائر والذين يفوق عددهم الألفين، بحسب إحصاءات الشرطة الجزائرية. وجرى في الشهرين الماضيين ترحيل 800 مهاجر إلى بلدهم على دفعتين. وقالت الجزائر إنها رحّلتهم بناء على طلب من نيامي، فيما احتجت منظمات حقوقية دولية على «الظروف غير الإنسانية أثناء عملية الترحيل».
بدوره، قال وزير الطاقة النيجري فوماكوي غادو، بعد لقائه بنظيره الجزائري يوسف يوسفي، إن بلده «بصدد إبرام عقد لتقاسم الإنتاج مع شركة سوناطراك (الجزائرية)، قصد تمكين فرعها الدولي من مواصلة عمليات التنقيب عن النفط، التي تقوم بها منذ ستة أشهر بكتلة كافرا، على الحدود الجزائرية - النيجرية». ويرتقب أن يعوّض عقد تقاسم الإنتاج عقد التنقيب الذي أبرم بين «سوناطراك» والحكومة النيجرية سنة 2005. وتوجد كتلة كافرا بمنطقة غنية بالمحروقات، بمحاذاة حقل تافاساست بالأراضي الجزائرية.
يشار إلى أن النيجر شرعت حديثا في استخراج النفط، بكمية تقدر بـ20 ألف برميل يوميا، يجري تكريرها محليا بينما تصدّر جزءا منها نحو مالي وبوركينا فاسو. ويرتقب أن ترتفع كمية الإنتاج إلى 60 ألف برميل يوميا، بفضل استغلال النفط بكتلة أغاديم، بالتعاون مع الشركة الصينية «سي إن بي سي».
وأفاد غادو بأن بلده «يسعى إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال الإنارة الريفية»، مشيرا إلى أن 14 ألف قرية ببلده، في حاجة إلى إنارة.
رئيس النيجر: نشترك مع الجزائر في حدود طولها ألف كيلومتر بحاجة إلى تأمين
اتفاق بين البلدين على رفع درجة التنسيق الاستخباراتي لمواجهة خطر تمدد «داعش»
رئيس النيجر: نشترك مع الجزائر في حدود طولها ألف كيلومتر بحاجة إلى تأمين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة