عسكريون أميركيون: إيران تستغل الوقت في المفاوضات لمواصلة برنامجها النووي

في جلسة استماع لمجلس الشيوخ: الجمهوريون يتشددون لإبقاء العقوبات.. والديمقراطيون يتساهلون

عسكريون أميركيون: إيران تستغل الوقت في المفاوضات لمواصلة برنامجها النووي
TT

عسكريون أميركيون: إيران تستغل الوقت في المفاوضات لمواصلة برنامجها النووي

عسكريون أميركيون: إيران تستغل الوقت في المفاوضات لمواصلة برنامجها النووي

حذر الجنرال جون كين، نائب رئيس أركان الجيش الأميركي السابق، من سعي إيران للهيمنة الإقليمية على المنطقة، ومن أن المفاوضات بين طهران والقوى العالمية الدولية ستصل في نهاية المطاف إلى صفقة سيئة تستغلها الجمهورية الإيرانية لمواصلة سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وقال الجنرال كين في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ حول التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة واستراتيجية الأمن القومي الأميركي، صباح أمس: «لا أعتقد أن لدينا مسارا لإبرام صفقة جيدة مع إيران، فالمفاوضات الحالية تركز على الأمور التقنية والتكنولوجيات التي نسعى لتخفيضها، وقد كنا في هذا الوضع نفسه منذ 15 عاما، وما قمنا بتحقيقه خطوتين للأمام ثم خطوة إلى الوراء».
وأضاف الجنرال كين، الذي يحظى بسمعة رفيعة في الأوساط العسكرية والسياسية: «لا أثق في أننا سنصل إلى اتفاق لا تقوم إيران باستغلاله للمضي سريعا في برنامجها لامتلاك سلاح نووي، وأنا لست متفائلا على الإطلاق، وأقدر النيات الجيدة لدى الإدارة الأميركية، لكن علينا أن نكون قلقين حول إمكانية التوصل لصفقة جيدة لأن السلطات الإيرانية والقائد الأعلى لن يتخليا عن الملف النووي الإيراني والطموح بامتلاك سلاح نووي، وأي شخص يعتقد بخلاف ذلك، فهو شخص ساذج».
وأوضح نائب رئيس أركان الجيش الأميركي السابق أن «القائد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي يعمل جاهدا لتحقيق أهدافه في السيطرة على المنطقة والسيطرة على إقليم الشرق الأوسط، ويعتقد أن امتلاك سلاح نووي سيمكنه من تحقيق تلك الأهداف». واستشهد بأمثلة كثيرة لقيام إيران بهجمات إرهابية ضد أهداف أميركية، مستذكرا تصريحات للجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزي الأميركية الوسطى بأن إيران تقوم بتدريب مقاتلين من «حزب الله» للقيام بعمليات عسكرية ضد أهداف أميركية.
وقال الجنرال كين: «إذا فشلت المفاوضات مع إيران، فعلينا وضع عقوبات مكبلة والضغط على طهران لتغيير مسارها في البرنامج النووي، لكني لا أؤمن أن المفاوضات مع إيران ستحقق الهدف في وقف تقدم البرنامج النووي، فقد منحناهم الكثير من الوقت بالاستمرار في تلك المفاوضات، ولديهم الآن أجهزة طرد مركزي أكثر بكثير مما تملكه الهند على سبيل المثال، ونحن متأخرون في هذه المفاوضات».
من جهته، طالب الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، رئيس سلاح مشاة البحرية السابق، بضرورة وضع معايير للإدارة الأميركية وتوصيف لما يمكن وصفة بالصفقة الجيدة مع إيران. وقال ماتيس: «على إدارة الرئيس أوباما أن تصف ما هي الصفقة الجيدة وكيف نحصل على الثقة والضمانات التي يجب الحصول عليها كي لا يواصل الإيرانيون أي تقدم في البرنامج النووي، وإلا سنكون قد حصلنا على صفقة سيئة».
وحذر الجنرال ماتيس من تصاعد نفوذ تنظيم القاعدة وارتفاع أعداد الحركات المتطرفة واستخدامها والإرهاب لتحقيق أهدافها، وقال: «لقد نما تنظيم القاعدة 4 أضعاف في السنوات الخمس الماضية»، وطالب «برفع سقف الإنفاق على الدفاع ورفع وضع الاستعداد العسكري مع دخول العالم حقبة جديدة من الصراع على نطاق واسع».
من جانبه، حذر الأدميرال المتقاعد ويليام فالون، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، من سعي إيران بشكل منهجي لتحقيق الهيمنة الإقليمية، مشيرا إلى «قيام إيران بزيادة مدى الصواريخ البالستية التي تملكها ليس فقط للمدى الذي يهدد جيرانها في المنطقة، وإنما لمدى يصل إلى أوروبا»، منبها إلى أن «امتلاك إيران سلاحا نوويا يطلق سباقا للتسلح النووي في دول المنطقة».
ويسعى الجمهوريون في الكونغرس للمضي قدما في مشروع قانون لفرض عقوبات على إيران خلال الأسبوع الحالي على الرغم من اعتراض الديمقراطيين وتهديد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتصويت بالفيتو ضد هذه العقوبات باعتبارها تعوق مسار المفاوضات الحالية مع إيران.
ويفرض التشريع عقوبات إضافية على إيران إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة والقوى العالمية يقلص قدراتها في البرنامج النووي، لكن معارضة المشروع من الديمقراطيين الذين يرون أن هذا التشريع المقترح من شأنه أن يعزز موقف المتشددين في إيران الذين يعارضون المحادثات مع القوى العالمية.
وحذر البيت الأبيض من أن فرض عقوبات يمكن أن يبدد فرصة سلمية لوضع نهاية لطموحات إيران النووية.
ويبرر الجمهوريون مساندتهم لمشروع القانون بقولهم إن التهديد بفرض عقوبات يقلل من موقف الولايات المتحدة التفاوضي، كما أن العقوبات لن يتم فرضها إلا بعد الموعد النهائي للمفاوضات في 30 يونيو (حزيران) المقبل.
ويحظى مشروع القانون المقترح بدعم أحد كبار الأعضاء الديمقراطيين داخل الكونغرس وهو السيناتور روبرت مينينديز الذي يساند التشريع جنبا إلى جنب مع السناتور الجمهوري مارك كيرك، وقد أعلنت السيناتورة الديمقراطية باربرا بوكسر والسناتور الجمهوري راند بول أنهما سيقدمان اقتراحا بوضع معايير لقياس مدى تقدم المفاوضات، الذي من شأنه تجديد العقوبات إذا كانت إيران تقوم بانتهاك الاتفاق.
وقال مينينديز، أحد الراعين لمشروع قانون سيشدد العقوبات على إيران، بشأن برنامجها النووي أمس إنه وأعضاء ديمقراطيين آخرين بمجلس الشيوخ الأميركي لن يدعموا الموافقة على مشروع القانون إلا بعد 24 مارس (آذار) المقبل، وفقط في حال عدم وجود اتفاق إطار مع طهران.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.