جنود يستولون على مبنى محافظة الحديدة في اليمن لساعات

هادي بعد لقاء وفد «هيومان رايتس ووتش»: الانتهاكات وقعت جراء الاضطرابات

جنود يستولون على مبنى محافظة الحديدة في اليمن لساعات
TT

جنود يستولون على مبنى محافظة الحديدة في اليمن لساعات

جنود يستولون على مبنى محافظة الحديدة في اليمن لساعات

استولى جنود يمنيون على مبنى محافظة الحديدة في غرب البلاد لعدة ساعات بالقوة المسلحة، في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات المسلحة في محافظة عمران بين الحوثيين ورجال القبائل. وقالت مصادر محلية في محافظة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» إن جنودا يتبعون لواء العاشر استولوا بالقوة المسلحة على مبنى محافظة الحديدة لعدة ساعات قبل أن تتمكن قوات الأمن المركزي من إخراجهم. واتهمت المصادر بعض القيادات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بالتورط في هذه العملية التي تأتي بعد محاولات سابقة للاستيلاء على مبنى وزارتي الدفاع والداخلية في صنعاء ومؤسسات أمنية في محافظة عدن وبعض المحافظات الأخرى. وعد مسؤول يمني ما يجري «انقلابا على مؤسسات الدولة اليمنية»، وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، على «ضرورة أن يقوم مجلس الأمن الدولي بمعاقبة كل الأطراف التي تحاول الإطاحة بالدولة اليمنية».
وجاءت محاولة الاستيلاء على مبنى محافظة الحديدة بعد انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بنجاح وقبيل ساعات على انعقاد اجتماع مجلس الأمن الدولي للاستماع ومناقشة تقرير المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر. وفي ظل تطلعات المواطنين اليمنيين إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، أكد مواطنون لـ«الشرق الأوسط» أنهم يرغبون في أن تتخذ السلطات اليمنية إجراءات مشددة بحق الأشخاص أو الجهات التي تحاول عرقلة مسيرة التسوية السياسية في البلاد.
في غضون ذلك، تتواصل المواجهات المسلحة في محافظة عمران بين جماعة الحوثي ورجال القبائل الموالين للشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد. وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين. وتشير المصادر إلى سعي الحوثيين إلى السيطرة على مواقع في الجبال وفرض سيطرتهم عليها، في وقت قال فيه حزب الرشاد السلفي إن الحوثيين هجروا الفترة الماضية أكثر من 16 ألف نسمة من قرى مناطق دماج بمحافظة صعدة، وذلك في إطار الصراع المذهبي في المنطقة.
من ناحية أخرى، أرجع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الانتهاكات لحقوق الإنسان التي جرت إلى «ما شهده اليمن خلال الفترة الماضية، والمعاناة الكبيرة جراء الأزمة وتداعيات الحرب على الإرهاب واستقبال اللاجئين، مما شكل أعباء إضافية على الموارد». وأكد على أن «واجب اليمن الإنساني والأخلاقي يحتم عليه القيام بواجبه تجاه اللاجئين»، وذلك خلال لقائه، أمس، وفدا من منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية التي تنتقد الأوضاع الإنسانية في اليمن وأوضاع اللاجئين.
وأشار هادي إلى أن اليمن «سيشهد خلال المرحلة المقبلة تشكيل لجنة لصياغة الدستور الجديد ونزول أعضاء مؤتمر الحوار إلى المحافظات والمديريات لشرح وبلورة وثيقة مخرجات الحوار الوطني للناس حتى يسهل استيعابها والتصويت على الدستور الجديد والاستفتاء عليه».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.