قيادي في «التيار الوطني الحر» اللبناني: إما عون رئيسا أو لا رئاسة

عون يعوّل على إتمام ورقة تفاهم مع جعجع شبيهة بالموقّعة مع «حزب الله»

قيادي في «التيار الوطني الحر» اللبناني: إما عون رئيسا أو لا رئاسة
TT

قيادي في «التيار الوطني الحر» اللبناني: إما عون رئيسا أو لا رئاسة

قيادي في «التيار الوطني الحر» اللبناني: إما عون رئيسا أو لا رئاسة

لا يبدو أن موضوع رئاسة الجمهورية سيكون بندا مستعجلا على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين الزعيمين المسيحيين، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لاقتناع الطرفين بأن الظروف لا تزال غير ناضجة ومهيأة لانتخاب رئيس بعد نحو 8 أشهر من شغور سدة الرئاسة.
ويسعى عون، من خلال اللقاءات المكثفة التي يعقدها الفرقاء المعنيون بالتحضير لهذا اللقاء (موفد «القوات» إلى الرابية، مقر إقامة عون، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب، ملحم رياشي، وأمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان)، للتوصل لصياغة ورقة تفاهم شبيهة بتلك التي وقّعها مع «حزب الله» في عام 2006، وحدّدت جملة من التوافقات بين الطرفين على أبرز الملفات ومن ضمنها «رؤيتهما لكيفية بناء الدولة، للعلاقات اللبنانية – السورية ولكيفية حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته».
وفي هذا الإطار، أشار النائب السابق سليم عون، والقيادي في «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه عون، إلى أن «هناك عدة نقاط مشتركة بين التيار والقوات، قد يتم الإعلان عنها عن طريق ما يشبه ورقة التفاهم»، لافتا إلى أن أبرز البنود التي قد تتضمنها «الحفاظ على الوجود المسيحي، وإعادة الدور للمسيحيين، وتنفيذ اتفاق الطائف بما يضمن المناصفة الحقيقية».
وأوضح عون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه وبالمقابل «هناك عدة نقاط خلافية ليس المطلوب أن نتوصل لاتفاق حولها، وإحداها رؤيتنا للأحداث السورية، كما أن ما نسعى إليه ليس ذوبان الحزبين ببعضهما بعضا، بل محاولة تقريب وجهات النظر». وأضاف «مجرد الإعلان عن اللقاء المرتقب ترك ارتياحا كبيرا في الشارع اللبناني والمسيحي بوجه خاص، وهو ما يشكل هدفا أساسيا لنا، ينبغي أن يتطور مع إتمام اللقاء».
ولا يبدو أن البنود التوافقية التي قد تتضمنها ورقة التفاهم ستشمل الملف الرئاسي، إذ أشار عون إلى أن ما يسعى إليه التيار هو «تأمين الأجواء التحضيرية للانتخابات الرئاسية، فعندما يحين موعد الانتخابات بإطار تسويات خارجية أو محلية، لا يحس أي طرف بأنّه مهزوم أو مكسور، وهو ما سعينا إليه بتواصلنا مع تيار المستقبل، ونسعى إليه حاليا بتفاهمنا مع القوات».
وأكّد سليم عون تمسك التيار كليا برئيسه العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، مشددا على معادلة «إما عون رئيسا أو لا رئاسة». وأضاف «جربنا الرئيس الذي لا طعم له ولا لون والوسطي ووصلنا معه إلى حائط مسدود.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.