رصد اتصالات للأخوين كواشي في هولندا.. واعتداء على صحيفة ألمانية نشرت رسوم «شارلي إيبدو»

تقارير استخباراتية غربية: «داعش» يخطط لهجمات إرهابية جديدة تستهدف عواصم أوروبية أخرى

رصد اتصالات للأخوين كواشي في هولندا.. واعتداء على صحيفة ألمانية نشرت رسوم «شارلي إيبدو»
TT

رصد اتصالات للأخوين كواشي في هولندا.. واعتداء على صحيفة ألمانية نشرت رسوم «شارلي إيبدو»

رصد اتصالات للأخوين كواشي في هولندا.. واعتداء على صحيفة ألمانية نشرت رسوم «شارلي إيبدو»

أشارت اتصالات جرى رصدها لقيادات تنظيم داعش، إلى أن ما جرى في باريس ما هو إلا إشارة لبدء موجة جديدة من الهجمات الإرهابية في عدة مدن أوروبية ومنها العاصمة الإيطالية روما. ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية، ما أوردته صحيفة «بيلد» الألمانية أمس نقلا عن مصادر التحقيقات الأميركية من أن أجهزة الاستخبارات الغربية، تعتقد أن الأخوين سعيد وشريف كواشي منفذا حادث الاعتداء في باريس، على صحيفة «شارلي إيبدو»، هما جزء من شبكة إرهابية أكبر وأن ما حدث في العاصمة الفرنسية ما هو إلا بداية لسلسلة هجمات في أوروبا. وأضافت الصحيفة الألمانية أن هذا الأمر اتضح من اتصالات رصدتها الاستخبارات الأميركية وجاء فيها أن ما حدث في باريس ما هو إلا إشارة لبداية هجمات أخرى في عدة مدن أوروبية ومنها روما ولكن دون ذكر تفاصيل خطة محددة حول هذا الصدد.
كما رصدت أجهزة الاستخبارات الغربية اتصالات للأخوين كواشي في هولندا دون الإشارة إلى توقيتها ولكن الأجهزة الأمنية الهولندية رفضت الخوض في هذا الموضوع، بحسب وكالة الأنباء الهولندية التي أضافت أن مسؤولا أميركيا يدعى ميشال فلين صرح للصحيفة الألمانية محذرا أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس سوف يقع المزيد منها ولن نفاجأ بهذا الأمر.
وأضافت الوكالة الهولندية أن الشرطة الألمانية اعتقلت شخصين للاشتباه في تورطهما في حادث اعتداء على صحيفة «مورغن بوست» في مدينة هامبورغ.
وكان المبنى قد تعرض لإلقاء قنبلة حارقة في وقت متأخر من مساء السبت، من النوافذ الخلفية للمبنى مما أدى إلى إحراق بعض الأوراق دون وقوع ضحايا، وكانت الصحيفة قد نشرت جزءا من رسوم لصحيفة «شارلي إيبدو»، ولم يعق الحادث، استئناف العمل بالصحيفة يوم الأحد ولم تعلن السلطات الألمانية عن دوافع الحادث وهل هناك علاقة بين ما وقع في هامبورغ وأحداث باريس الأخيرة. وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي أمس، بأن الإرهاب عاد للأسف من جديد، ليضرب أوروبا، بعد أحداث لندن ومدريد وذلك من خلال الهجوم الأخير في باريس، وأحداث أخرى دراماتيكية مختلفة، مما يظهر مدى الضعف الذي تعاني منه دول العالم اليوم، وجاء ذلك على لسان دونالد تاسك رئيس مجلس الاتحاد في بيان نشر في بروكسل، أضاف فيه أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يفعل كل شيء ولكن يمكن أن يسهم في تعزيز الأمن الأوروبي.
وأشار إلى أنه كرد فعل على أحداث الـ11 من سبتمبر (أيلول) بالولايات المتحدة، وضع الاتحاد الأوروبي ما يعرف بأمر التوقيف الأوروبي، ولكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد، ولهذا سوف يوجه رئيس الاتحاد نداء للبرلمان الأوروبي لتسريع العمل بإنجاز ما يعرف بنظام تسجيل بيانات الركاب الشخصية، مما يساهم في الكشف عن سفر الأشخاص الخطرين، وأشار تاسك إلى أنه عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي، سيتم استخدام اجتماع القمة الأوروبية المقررة في 12 فبراير (شباط) القادم، لإجراء مناقشة أوسع حول ما يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي، لمواجهة التحديات الأمنية.
وقالت المفوضية الأوروبية ببروكسل، بأن مسألة مكافحة الإرهاب سيتم إدراجها في أجندة اجتماعات مقررة لوزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم 19 من الشهر الجاري، وسوف تلتقي فيديريكا موغيريني منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد مع جيل دي كيرشوف المنسق الأوروبي المكلف بمكافحة الإرهاب للتحضير لهذا الاجتماع، كما ستجري موغيريني لقاءات أخرى في غضون الأيام القليلة القادمة في هذا الصدد مع عدد من الشخصيات الأوروبية ومن بينهم وزراء الخارجية في دول أعضاء بالتكتل الأوروبي الموحد.
وقالت المتحدثة في المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتاود بأن مناقشات أخرى حول هذا الملف ستجرى داخل البرلمان الأوروبي «اليوم» الاثنين، وأيضا خلال اجتماع غير رسمي لوزراء داخلية الدول الأعضاء يوم 28 من الشهر الجاري، وبعد أن أشارت إلى ما حدث في باريس، وحادث الاعتداء على الصحيفة الفرنسية، شددت على أن المشاورات تركز على سبل مساعدة الدول الأعضاء لتعزيز التعاون الأمني وخاصة في ما يتعلق بمجال تبادل المعلومات الأمنية إلى جانب نظام شينغن الحالي لتبادل المعلومات والبيانات الشخصية.
وكشفت عن أن استراتيجية أمنية أوروبية جديدة سيتم الإعلان عن تفاصيلها في أقرب وقت وتأتي عقب انتهاء الاستراتيجية الأمنية التي جرى تنفيذها للفترة من 2010 إلى 2014 وكانت الاستراتيجية الجديدة قد حصلت على تأييد الدول الأعضاء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأشارت كاثرين ري المتحدثة باسم موغيريني إلى الاستراتيجية التي تم تبنيها من قبل وزراء الخارجية في أكتوبر الماضي بشأن محاربة التطرف ومشكلة المقاتلين الأجانب، وقالت: «تسعى مجموعات العمل لوضع اللمسات النهائية على هذه الاستراتيجية التي سيكشف النقاب عن بعض جوانبها قريبا»، وخفضت المتحدثة من سقف التوقعات بشأن ما قد تسفر عنه مناقشات وزراء الخارجية في اجتماعهم المقبل ولكنها عادت للتأكيد على أن أوروبا تتحرك على 3 مسارات، بـ«العمل مع الأطراف الشريكة مثل دول الخليج والجامعة العربية وشمال أفريقيا لتعزيز تبادل المعلومات بشأن كل ما يخص محاربة الإرهاب، كما أننا ننشط في إطار الملتقى الدولي لمحاربة التطرف»، وفق كلامها. وشددت على أن المسار الثالث هو التعاون مع وزراء الداخلية الأوروبيين، نظرا للطبيعة المتشعبة للملف. وأعادت كاثرين ري، إلى الأذهان، ما سبق لموغيريني وقالته خلال زياراتها لكل من تركيا والعراق أواخر العام الماضي، بأن خطر التطرف أمر يطال الجميع وأن معالجته ليست أمنية وعسكرية فقط، بل سياسية واجتماعية وثقافية.



ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
TT

ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)

تقف خمس شابات في وسط العاصمة الأوكرانية، رغم البرد القارس، دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا الغزو الروسي، في مبادرة أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مارس (آذار) 2022 على أن تكون جزءا من الحياة اليومية، لكن بعد حوالى ثلاث سنوات من الحرب أصبحت مشهدا نادر الحدوث.

حملت الفتيات لافتات تدعو المارة إلى التوقف للمشاركة في دقيقة صمت عند التاسعة صباحا، وهو جزء من هذه المبادرة الرسمية التي أطلقها زيلينسكي بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب. لكن معظم الحشود الخارجة من محطة مترو غولدن غايت المركزية في كييف، كانت تمر بمحاذاتهن من دون التوقف.

وبعد انتهاء الدقيقة، طوت طالبة الصحافة أوليا كوزيل (17 عاما) اللافتات المصنوعة من ورق الكرتون المقوى في حقيبة.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «أشعر بالغضب من الأشخاص الذين لا يتوقفون، الذين ينظرون ويقرأون، وأستطيع أن أرى في عيونهم أنهم يقرأون لافتاتنا لكنهم يواصلون طريقهم».

كوزيل هي جزء من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يحاولون إعادة الزخم لمبادرة زيلينسكي.

عندما لا يكون هناك تحذير من غارات جوية، يجتمع هؤلاء مرة في الأسبوع في مكان مزدحم لتشجيع سكان كييف على التوقف لمدة 60 ثانية.

وتقول كوزيل إن دقيقة الصمت هي وسيلة لمعالجة الحزن الجماعي والفردي الذي يخيم على الأوكرانيين أكانوا يعيشون قرب الجبهة أو بعيدا منها.

ويبدو أن حملة الشابات بدأت تثمر. فقد وافقت بلدية كييف هذا الأسبوع على القراءة الأولى لمشروع قانون يجعل دقيقة الصمت إلزامية في المدارس وبعض وسائل النقل العام. ويشمل المقترح أيضا عدا تنازليا يتردّد صداه عبر مكبرات الصوت في كل أنحاء المدينة من الساعة 9,00 حتى 9,01 صباح كل يوم.

وتعود الفكرة الأصلية لهذه المبادرة إلى إيرينا تسيبوخ، الصحافية التي أصبحت مقدمة رعاية على الجبهة والمعروفة في أوكرانيا باسمها الحركي «تشيكا». وأثار مقتلها قرب الجبهة في مايو (أيار)، قبل ثلاثة أيام من عيد ميلادها السادس والعشرين، موجة من الحزن.

ناشطات من منظمة «الشرف» يحملن صور جنود أوكرانيين سقطوا في المعارك خلال وقفة «دقيقة صمت» في كييف (أ.ف.ب)

وقالت صديقتها كاترينا داتسينكو لوكالة الصحافة الفرنسية في أحد مقاهي كييف «عندما علمنا بمقتل إيرا (إيرينا) قلنا لأنفسنا أمرين: أولا، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أرادت إيرا أن تعيش كثيرا. وثانيا: يجب أن نكمل معركتها. لا يمكننا أن نستسلم».

وكانت تسيبوخ تريد من الأوكرانيين أن يخصّصوا دقيقة لأحبائهم أو الأشخاص الذين يمثلون لهم شيئا ما، على أساس أن التفكير الجماعي في ضحايا الحرب يمكن أن يوحّد الأمة في مواجهة الصدمة الفردية.

* الأكلاف البشرية

قال زيلينسكي أخيرا إن 43 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، رغم أن التقديرات المستقلة تشير إلى أن العدد أعلى من ذلك بكثير.

من جهتها، تفيد الأمم المتحدة بأن العدد المؤكد للقتلى المدنيين البالغ 11743 هو أقل من الواقع إلى حد كبير.

ومع ارتفاع هذه الحصيلة بشكل يومي، يحاول الناشطون غرس معنى جديد لطريقة تخليد ضحايا الحرب.

وقالت الناشطة داتسينكو (26 عاما) التي شاركت في تأسيس المنظمة غير الحكومية «فشانوي» أي «الشرف»، «لا أعرف كيف يمكن لدولة بهذا الحجم أن تخلّد ذكرى كل شخص، لكنّ ذلك ممكن على مستوى المجتمع».

من جهته، رأى أنتون دروبوفيتش، المدير السابق لمعهد الذاكرة الوطنية في أوكرانيا، أن دقيقة الصمت «لا تتعلق بالحرب، بل بالأشخاص. أولئك الذين كانوا معنا بالأمس، والذين شعرنا بدفئهم لكنهم لم يعودوا هنا... الأمر يتعلق بالحب والكلمات التي لم يكن لديك الوقت لتقولها للأشخاص الذين تحبهم».

لكن بعض معارضي الفكرة يقولون إن التذكير اليومي بالخسارة يجعل الناس عالقين في الماضي.