سمير عطا الله
كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
TT

ملاحقة تونس أمام الجامعة

تلقت دائرة الشكاوى القومية في المجلس الأعلى للجامعة العربية، الرسالة التالية:
«سعادة السيد رئيس الدائرة المحترم (أو الفاضل)، بعد رفع التحيات والتمنيات إلى جنابكم، نعرض على الهيئة الكريمة، وعلى وجه السرعة، هذا الطلب القومي العاجل:
لما كانت تونس، دولة وشعبا ومسؤولين، خالفت جميع القواعد والأصول والعادات العربية المعهودة والمعمول بها، من سائر الفئات والمستويات، ولما كانت هذه المخالفة تلحق الضرر الفادح بالسمعة القومية المألوفة، ونظرا إلى تهديد سلامة مفاخرنا وتقاليدنا ومفاهيمنا، ولما كان سلوك التونسيين، دولة وشعبا وجهات، يهدد أمن جيرانها وعاداتهم، ونخص بالذكر ليبيا، المعروفة سابقا بالجماهيرية العظمى، وأيضا الاشتراكية الشعبية، التي تضم حروب فزان ومصراتة وبنغازي وطرابلس وجرف والزنتان، وعموم حقول ومصافي ومرافئ النفط.
وبما أن تونس هذه، أجرت انتخابات برلمانية ورئاسية، من دون أن تمتع الأمة بمشاهد الدماء وقطع الرؤوس، وبما أن السلوك الإنساني يعتبر تحديا لمشاعرنا وبطولاتنا.. ولما كانت هذه المخالفات الفاضحة والارتكابات المشينة، تهدد التوافق الجمعي على تذويب الدول وتشريد الشعوب ودفن المستقبل، وتهديد النشيد الأممي الذي مطلعه (بالروح بالدم)..
فإننا نطلب إلى جنابكم، على وجه السرعة، طرد تونس من عضوية الجامعة بلا عودة، وتوجيه تأنيب خاص إلى حزب (النهضة) لقبوله بالنهج الديمقراطي العميل، وتذكير الشعب التونسي بأن ولاءه الأول يجب أن يكون للطلائع المتقدمة في سوريا والعراق وغيرهما».
وقد تلقت اللجنة الموقعة من الهيئة الرسالة التالية:
«إلى عموم أهل العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال واليمن وفرع مصر:
تلقينا بمزيد من الاعتزاز والارتياح مذكرتكم الفاضلة حول الشكوى من الخروق التونسية الفاضحة للميثاق العربي المودع لدينا تحت عنوان (بالروح بالدم)، ونلفت انتباهكم الكريم إلى أننا ألحقنا المذكرة بالشكوى الأولى والأكثر عمقا، وهي أن الرئيس التونسي السابق تخلّى عن حُكمه من دون قتيل واحد، على الأقل، أو سلسلة تفجيرات أو إرسال برقية تضامن واحدة إلى علي عبد الله صالح في مسعاه لإنقاذ وحدة اليمن.
ولقد أخذنا بعين الاعتبار شكواكم المحقَّة من أن (إخوان) تونس تصرفوا مثل سائر التونسيين، متجاهلين النداءات القومية التي بثتها الفضائيات، قائدة الأمة ورائدة الفكر القومي الحديث. ولقد دعونا إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى بموجب البند الأول من قانون الأصول والفصول، الفقرة (ألف)، المتعلقة بوجوب تقديم (بالروح بالدم)، نشيدا على جميع الأرواح والدماء، خوفا من مخالفة العادات والتقاليد.
ودمتم - إذا صح التعبير».