قاضي الناشط المصري علاء عبد الفتاح يستبعد مجددا حرزا ينتهك حياته الشخصية

محاكمة شباب ثورة 25 يناير تثير أزمة بين المحامين والقضاة

قاضي الناشط المصري علاء عبد الفتاح يستبعد مجددا حرزا ينتهك حياته الشخصية
TT

قاضي الناشط المصري علاء عبد الفتاح يستبعد مجددا حرزا ينتهك حياته الشخصية

قاضي الناشط المصري علاء عبد الفتاح يستبعد مجددا حرزا ينتهك حياته الشخصية

في وقت أرجأت فيه محكمة مصرية نظر القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مجلس الشورى»، المتهم فيها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح و24 آخرين، إلى جلسة 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بعد استبعادها حرزا بالقضية لانتهاكه الخصوصية الشخصية للمتهم - وصل الخلاف بين نقابة المحامين وقاضي محاكمة الناشط المصري أحمد دومة إلى طريق مسدود على خلفية ما اعتبرته النقابة إخلالا بحق الدفاع، وألزمت أعضاءها عدم حضور جلسات القضية.
وأجلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة استثنائيا في معهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة (جنوب القاهرة)، نظر قضية عبد الفتاح مع استمرار حبسه وآخرين. وقال مصدر قضائي، إن قرار التأجيل جاء لـ«سماع شهود الإثبات».
وأمرت المحكمة خلال جلسة أمس باستبعاد أسطوانة مدمجة (سي دي) باعتبارها تخص الحياة الشخصية للمتهم. وكانت النيابة عرضت مقطعا مصورا مثيرا للجدل في جلسة سابقة من جلسات القضية أمام دائرة أخرى، الأمر الذي عدته المحكمة انتهاكا لخصوصية عبد الفتاح وأمرت بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة وتنحت عن استمرار نظر القضية، وأخلت سبيل عبد الفتاح حينها، لكن أعيد حبسه مع تولي هيئة أخرى نظر القضية.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت غيابيا في يونيو (حزيران) الماضي بالسجن المشدد 15 عاما على عبد الفتاح و24 آخرين في القضية نفسها التي تعاد المحاكمة فيها، وتغريم المتهمين مبلغا وقدره 100 ألف جنيه (نحو 13.3 ألف دولار)، ووضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات من تاريخ انتهاء الحكم، لإدانتهم بارتكاب أعمال شغب وقطع للطريق وتظاهر من دون تصريح مسبق، واعتداء على قوات الأمن وحيازة أسلحة بيضاء.
وطالب الدفاع خلال جلسة أمس بإحالة السي دي الخاص بالمشاهد الشخصية إلى النيابة العامة بـ«اعتباره متحصَّلا عليه من جريمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة، إذ إن المشاهد الموجودة عليه متحصل عليها من جهاز اللابتوب الخاص بعبد الفتاح وبزوجته التي تم التحفظ عليها دون إذن من النيابة من قبل أفراد الداخلية وقت القبض عليه».
وترجع أحداث القضية إلى نوفمبر الماضي، حيث فضت الشرطة مظاهرة أمام مجلس الشورى، الذي استضاف جلسات وضع دستور البلاد الجديد، للتنديد بمادة إجازة محاكمات المدنيين أمام القضاء العسكري.
وأثارت محاكمات نشطاء من رموز ثورة 25 يناير غضب قوى وأحزاب سياسية، كما تسببت في انتقادات دولية للسلطات المصرية، لكن تلك المحاكمات فتحت أخيرا ملف الخلافات بين نقابة المحامين والقضاة على خلفية محاكمة الناشط السياسي دومة أحد أبرز الداعين لثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013.
وقرر المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس محكمة جنايات القاهرة، أول من أمس، تأجيل محاكمة دومة و268 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مجلس الوزراء»، التي تعود وقائعها إلى عام 2011، إلى جلسة 9 ديسمبر (كانون الأول) بعد إعلان الدفاع الانسحاب من القضية.
وعقب الجلسة، أصدرت نقابة المحامين بيانا شديد اللهجة قالت فيه إنه «بعد الاطلاع على حافظة المعلومات الإلكترونية التي رصدت بالصوت والصورة جلسات المحاكمة في القضية المنظورة وما استبان منها من تغول هيئة المحكمة ورئيسها على حق الدفاع واستخدام الصلاحيات المقررة في القانون لضبط الجلسات في اتهام المحامين وشكايتهم بعد ترويعهم، قررت النقابة قبول امتناع هيئة الدفاع عن الحضور أمام هيئة المحكمة للدائرة الخامسة - جنايات المنظور أمامها الدعوى».
وأضاف البيان الذي جدد خلافا بين المحامين والقضاة يعود إلى عام 2010 أن «احترام المحامين للقاضي ليس مبناه الخوف أو الوجل أو الرهبة وإنما مصدره عقيدة المحامي التي تدرك أن كرامته من كرامة الجالس أمامه، وأن انتهاكها جريمة، سواء صدرت من المحامي أو من القاضي».
وطالبت نقابة المحامين أعضاءها بعدم الحضور أو قبول الانتداب في القضية، الأمر الذي يبطل أي حكم قد يصدر فيها بحسب نائل أمين، الأمين العام للجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.