أكد الشيخ عاصي البزيع أحد شيوخ عشيرة البونمر في قضاء هيت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش لا يزال يسيطر على قضاء هيت وبعد دخوله ناحية الفرات التي تقطنها عشيرة البونمر فإنه يبحث عن العناصر التي يعتقد أنها قاومته طوال تلك الفترة أو قامت بقتل أعداد من أفراده وبالتالي أصبحت هذه العشيرة هدفا له مما يستلزم بالفعل توفير الحماية لها وإن كنا نشك بذلك لأن هذه العشيرة وعلى مدى أكثر من شهر تستغيث وتطالب بإرسال إمدادات عسكرية لهم لكي يواصلوا المقاومة دون استجابة». وردا على سؤال حول الاتهامات التي ساقها بعض شيوخ البونمر بوجود متواطئين داخل هيت هم من أعطوا قوائم بأسماء المتعاونين مع الحكومة لتنظيم داعش قال البزيع إن «هذه الاتهامات غير صحيحة وإن من شأنها إشعال فتيل الثارات لأن هناك من بين عشيرة البونمر مع داعش وهم أسهموا في المفاوضات التي أدت إلى دخولهم الناحية وبالتالي فإن قسما من هؤلاء يتحملون المسؤولية». وبينما تعهد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بتحرير محافظة الأنبار خلال شهر وطالب القادة الأمنيين الذين التقاهم في قاعدة عين الأسد أمس الجمعة بضرورة إيجاد مكان آمن لعشيرة البونمر، فقد بدأت طلعات الطيران الجوي الدولي بشكل مكثف تمهيدا لبدء العملية العسكرية البرية في اتجاه تحرير المناطق الغربية. وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أنه من «الضروري إرسال مستشارين عسكريين أميركيين إلى محافظة الأنبار». وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في مؤتمر صحافي عقده بمقر البنتاغون «أحرزنا تقدما مع القوات العراقية ضد تنظيم داعش». وأضاف أن «القتل الممنهج الذي مارسه مقاتلو داعش لرجال القبائل العراقية هو عمل وحشي ويكشف عن الحقيقة التي نتعامل معها»، في إشارة إلى قتل إرهابيي «داعش» مؤخرا لأبناء وشيوخ عشيرة البونمر في محافظة الأنبار.
من جانبه اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي في المؤتمر أن «من الضروري إرسال مستشارين عسكريين أميركيين إلى محافظة الأنبار غرب العراق لمقاتلة تنظيم داعش شرط أن تسلح بغداد القبائل السنية». وأضاف أن «القوات العراقية توجد في موقف دفاعي في محافظة الأنبار وليس من المرجح أن تكون قادرة على الاستجابة لنداء استغاثة عشيرة البونمر»، مشيرا إلى أنه لهذا السبب «من الضروري توسيع مهام التدريب والمشورة والمساعدة إلى الأنبار».
من جهته أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة الأميركية استجابت لنداءاتنا سواء بضرورة إرسال قوات برية أو مستشارين أميركان إلى المحافظة فضلا عن تكثيف الطلعات الجوية». وأضاف أن «هناك أكثر من 120 مستشارا أميركيا وصلوا إلى المحافظة ونتوقع وصول المزيد منهم لأن هناك شعورا أن تحرير محافظة الأنبار هو المقدمة الأساسية لتحرير باقي مناطق العراق»، موضحا أن «الإدارة الأميركية بدأت تدرك أهمية تسليح العشائر في المنطقة الغربية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لضمان النصر على داعش بالإضافة إلى ما تحمله من بعد سياسي يتمثل بالقضاء على سياسات التهميش والإقصاء السابقة التي مورست ضد أبناء هذه المناطق خلال الحكومة السابقة».
وأدانت المرجعية الشيعية العليا في مدينة النجف أمس المجزرة التي أقدم عليها تنظيم داعش وذلك بتنفيذه أحكام الإعدام بالمئات من أبناء عشيرة البونمر في ناحية الفرات بقضاء هيت (180 كلم غرب بغداد). وقال عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء إن «قيام عصابات داعش الإرهابية بإعدام أعداد كبيرة من أبناء العشائر في غرب الأنبار لاتخاذهم موقفا شجاعا في رفض الإرهابيين ليس بمستغرب عن هذا التنظيم البعيد عن قيم الإسلام والإنسانية وأننا إذ نواسي ذوي الضحايا الأعزاء نؤكد على إخوتنا وأحبتنا وغيرهم من العشائر الأصيلة بأن خلاص العراق من داعش لا يكون إلا بتضافر جميع أبنائه فهلموا إلى ذلك كما عهدناه منكم كلما تعرض الوطن إلى البلاء». وأكد الكربلائي أن «الانتصارات الأخيرة في جرف الصخر والعظيم وغيرها من المناطق تعطي الأمل للجميع بأن النصر ممكن بل قريب مع توفر مقومات النصر ووحدة الصف والإرادة الوطنية الخالصة لتحرير المناطق، ومطلوب من الحكومة وبالذات من الداخلية والدفاع تقديم الدعم والإسناد العاجل لهذه العشائر .
شيخ عشيرة البونمر يطالب بموقع آمن لأهله تخلصا من جرائم «داعش»
السيستاني يدين مجزرة هيت والعبيدي يعلن بدء خطة تحرير الأنبار
شيخ عشيرة البونمر يطالب بموقع آمن لأهله تخلصا من جرائم «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة