منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري في مارس (آذار) 2011. كان الإنترنت سلاح المعارضين السوريين الأول في إيصال صورة ما يجري في بلادهم، في ظل عدم قدرة وسائل الإعلام التقليدية على نقل الصورة بدقة جراء الإجراءات الحكومية المشددة. واستطاع المعارضون السوريون منذ الأيام الأولى تخطي عقبة الإنترنت الحكومي، سواء من خلال استعمال برامج خاصة لتضليل الرقابة، أو من خلال الحصول على خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.
وأوضح المهندس في وزارة الاتصالات في الحكومة المؤقتة عبو الحسو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الناشطين في المناطق المحررة كانوا يلجأون طوال المرحلة الماضية إلى وسيلتين للاستفادة من الإنترنت، فإما يعتمدون على شبكات إنترنت دول الجوار وخاصة تركيا والأردن وأربيل، أو على الإنترنت الفضائي الذي كان بمعظمه بأداء ضعيف وتكلفة عالية تؤمنه شركات أجنبية من خلال موزعين ينتشرون في الدول المحيطة بسوريا. وأشار الحسو إلى أن الخدمة التي تؤمنها الوزارة حاليا مختلفة تماما عن تلك التي كان يعتمد عليها الناشطون، فهي حاليا ذات جودة عالية وتكلفة منخفضة.
ولا يزال الناشطون في ريف معرة النعمان في محافظة إدلب يستخدمون ومنذ مطلع العام الماضي أجهزة اتصال فضائية يؤكدون أنّها لا تخضع لأي رقابة من قبل النظام. ويشرح الناشط محمد القدور الموجد في إدلب كيفية عمل هذه الأجهزة، لافتا إلى أنهم يستقبلون الاتصالات الفضائية ويبثونها على شكل موجات «واي فاي» يستفيد منها المستخدمون أينما وجدوا في المنطقة التي تغطيها الخدمة.
وبعد أكثر من 3 أعوام ونصف على معاناة تأمين الإنترنت، تكفلت وزارة الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة السورية المؤقتة بالمهمة، فأطلقت قبل نحو أسبوع مشروع «هوا نت» لنقل البيانات الإلكترونية الحكومية وخدمات الإنترنت بسرعات عالية للمناطق المحررة، وذلك عبر دول الجوار بالاعتماد على تقنيات الاتصالات الضوئية والميكروية.
وأشار وزير الاتصالات في الحكومة المؤقتة محمد ياسين جابر إلى أن المشروع «جزء من خطة ورؤية استراتيجية للوزارة وضعتها بعد نجاحها باستقطاب كفاءات سورية تعيش في الخارج وبالتعاون مع موظفين بقطاع الاتصالات في سوريا انشقوا عن النظام»، لافتا إلى أنها تشمل تحسين شبكات الاتصال الأرضية وبناء شبكة إنترنت سريع داخل سوريا.
وقد انطلق مشروع «هوا نت» في أجزاء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في 23 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي على أن يتوسع ويتطور تدريجيا ليشمل كل المناطق المحررة في الداخل السوري وأبرزها في محافظة إدلب والرقة وريف حماه.
وأوضح نجار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المشروع لا يزال في مرحلة «تجريبية»، «إلا أن ذلك لا يعني أن الخدمة متقطعة»، مشيرا إلى أن هناك فريق عمل للوزارة يعمل داخل سوريا يعد الدراسات ويشرف على تطوير المشروع. وقال: «هناك 150 موظفا في وزارة الاتصالات 27 منهم فقط يعملون من مقر الوزارة في غازي عنتاب أما باقي الطاقم فكله يعمل من داخل سوريا، علما بأن 75 في المائة من هؤلاء من موظفي القطاع العام الذين فصلهم النظام بعد عام 2011».
ويهدف المشروع إلى تلبية «الحاجة الإنسانية» بتأمين وسائل اتصال في المناطق المحررة وإيجاد بنية تحتية لمشاريع مستقبلية، كربط المقاسم الهاتفية وشبكات الاتصال الخلوية وتأمين اتصالات خارجية عبر بروتوكولات «VoIP».
«هوا نت» بديل المعارضة السورية عن إنترنت النظام.. ودول الجوار
وزير اتصالات المعارضة لـ («الشرق الأوسط»): انطلق من حلب وسيشمل كل المحافظات
«هوا نت» بديل المعارضة السورية عن إنترنت النظام.. ودول الجوار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة