مستوطنون يشنون هجمات لضرب موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية

78 قرية فلسطينية تتعرض سنويا لهجمات وسرقة محاصيل

مستوطنون يشنون هجمات لضرب موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية
TT

مستوطنون يشنون هجمات لضرب موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية

مستوطنون يشنون هجمات لضرب موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية

منذ أن بدأت عملية قطف الزيتون في الضفة الغربية لم يفوت المستوطنون في الضفة الغربية يوما واحدا دون تنفيذ أكثر من هجوم على مزارعين فلسطينيين في شمال وجنوب الضفة، بهدف التنغيص على المزارعين وعلى العملية التي تعد بالنسبة للكثيرين مثل عرس وطني ومناسبة لجني الأرباح.
ويخوض المستوطنون سنويا ما يعرف بحرب الزيتون ضد الفلسطينيين، حيث أصبح هذا الاعتداء تقليدا لا بد منه في ظل تنامي قوة المستوطنين، وتشكيلهم مجموعات «تدفيع الثمن» الإرهابية، وقلة حيلة الفلسطينيين في القرى القريبة من المستوطنات.
وبهذا الخصوص قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إن «المستوطنين يهاجمون كل يوم وفي أكثر من مكان». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم لم يفوتوا يوما واحدا، وهجماتهم متنوعة بين قطع أشجار، وسرقة محاصيل، والاعتداء على مزارعين. وقبل أيام أصابوا فتاة تدعى آلاء في ياسوف شمال الضفة بجراح نتيجة الضرب المبرح، وأطلقوا النار على عائلات أخرى قصد إرغامهم على ترك الأرض». وتابع موضحا: «اعتداءاتهم لا تتوقف طيلة العام، لكن حربهم السنوية ضد الزيتون تشتد وتأخذ طابعا آخر».
وينتظر الفلسطينيون كل عام موسم قطف الزيتون بفارغ الصبر، وخاصة أن الضفة تنتج أحد أجود زيوت الزيتون في العالم.
وعلى مدار الأسبوع الماضي هاجم مستوطنون متطرفون الفلاحين الفلسطينيين في قرى نابلس وطولكرم والخليل، وبيت لحم، ورام الله. وأمس هاجم المستوطنون أهالي قرية العقبان شرق بيت لحم، واعتدوا عليهم ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، على الرغم من وجود تنسيق مسبق مع الارتباط العسكري الإسرائيلي. وقبل ذلك هاجم المستوطنون مزارعين في بلدة ياسوف، وفي عقربة، ووادي يانون، وأصابوا الفلاحين بجراح وسرقوا محاصيلهم كذلك.
ويستغل المستوطنون وجود هذه القرى بالقرب من المستوطنات، وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي لينفذوا هجماتهم في كل وقت. وقد سجلت في أكثر من قرية اشتباكات بالأيدي ومواجهات طويلة. وفي هذا الصدد أوضح دغلس، أن 78 قرية في الضفة تتعرض دوما لمثل هذه الهجمات. وأضاف: «إنهم يريدون الانتقام، فهم يعرفون رمزية وأهمية شجرة الزيتون بالنسبة للفلسطيني، ويعرفون أن خلو الأرض منها قد يجعلها قليلة الأهمية». وينظر الفلسطينيون إلى شجرة الزيتون كشجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم، ويعدونها رمزا للصمود كذلك. ولذلك يسعى المستوطنون للمس بهذا الرمز بكل الطرق.
ويستلهم المستوطنون، مدفوعين بالنزعة الانتقامية العامة، فتاوى دينية لحاخامات، بينهم مردخاي إلياهو، الذي أفتى بأن «هذه الأرض (يهودا والسامرة)، (الضفة الغربية) هي ميراث شعب إسرائيل، وإن غرست من قبل الأغيار فإن المزروعات من شجر أو ثمر تصبح ملكا لنا، لأن ملكية الأرض لنا وليس لهم». وفي بعض القرى يلجأ الفلسطينيون إلى إشراك متضامنين أجانب في قطف الزيتون، تجنبا لهجمات المستوطنين، وقد شارك متضامنون أجانب الفلسطينيين في قطف الزيتون في أراض في شمال الضفة عند نابلس وفي بيت لحم وفي الخليل.
ويبدأ موسم جني الزيتون عند الفلسطينيين منتصف أكتوبر (تشرين الأول) ويستمر شهرا كاملا. وتقوم وزارة الزراعة في بداية كل موسم بتحديد مواعيد قطف الزيتون للكبيس وللعصير لكل منطقة، وتحديد مواعيد تشغيل المعاصر، حسب كمية المحصول، وموعد الإزهار، والظروف الجوية التي سادت أثناء نمو المحصول، وكمية الأمطار في الموسم السابق. وهناك أشجار في فلسطين عمرها آلاف السنين منذ عهد الرومان، لكن لا يوجد تقدير رسمي لأعداد أشجار الزيتون في فلسطين، لكن باحثين يقولون إنها نحو مليون شجرة. كما توجد عدة أصناف للزيتون في فلسطين، أشهرها النبالي والسوري، والنبالي المحسن والمليسي والبري والرصيصي. وتشارك العائلات بأكملها في قطف الزيتون وتتعاون فيما بينها.
وقد منحت وزارة التربية والتعليم أمس وأول من أمس عطلة للطلاب والمدرسين، ومنحت الحكومة الفلسطينية الموظفين في الوزارات والمؤسسات إجازة مدفوعة الخميس، من أجل تمكين المواطنين من المشاركة في قطف الزيتون.
وقال المهندس فارس الجابي، الخبير في المجال الزراعي ورئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية، إن فلسطين لن تنتج هذا العام أكثر من 15 ألف طن من زيت الزيتون، والذي يعادل نصف كميات الإنتاج السنوي الجيد. ويتراوح إنتاج زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينية من 15 إلى 30 ألف طن كل عام، ويصدر جزء منه إلى الخارج.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.