تبدأ أول محاكمة سرية في المملكة المتحدة حيث يواجه إيرول أنسيدال (26 عاما) الاتهام أمام محكمة أولد بيلي الجنائية في لندن بالإعداد لتنفيذ أعمال إرهابية.
وكشفت مصادر محكمة الأولد بيلي الجنائية أن منزلا يعود لتوني بلير رئيس الوزراء السابق وزوجته المحامية شيري بلير كان بين الأهداف المحتملة للإرهاب.
وفي الوقت الذي تبدأ فيه أولى المحاكمات السرية البريطانية أمام محكمة أولد بيلي الجنائية، قيل لهيئة المحلفين إنه عندما أوقف المتهم ايرول انسيدال وهو من أصل تركي (26 عاما) من قبل شرطة اسكوتلنديارد العام الماضي، كانت بحوزته قطعة من الورق مخبأة في جراب النظارة «فيرساتشي» خاصته وتحتوي على عنوان لتوني بلير.
وقال السيد ريتشارد ويتهام (مستشار الملكة)، المدعي العام البريطاني، إنه على الرغم من أن انسيدال لم يستقر على هدف أو منهج معين، فإن وجود العنوان بحوزته «يثير قدرا معتبرا من الأهمية».
كما عُثر في سيارته المرسيدس السوداء على حاسوب من طراز إيسر، وحاسوب محمول، وجراب للنظارة، ووحدة تخزين البيانات (فلاشة)، حسبما استمعت المحكمة. وجرى تفتيش السيارة، ووضع جهاز تنصت فيها، وسوف تقوم المحكمة بالاستماع لاحقا لنصوص ما جرى تسجيله بالسيارة.
وعندما ألقي القبض على المشتبه به انسيدال في الشهر التالي، عثر على بطاقة رقمية مؤمنة و«مخبأة» في جراب هاتف الآيفون وتحتوي على 3 ملفات تتعلق «بصناعة القنابل».
وقد أخبر ممثل الادعاء ويتهام هيئة المحلفين بأن كثيرا مما يتعلق بالقضية الاستثنائية سوف يجري الاستماع إليه في جلسة خاصة.
سوف يسمح لمجموعة صغيرة من الصحافيين المعتمدين، من بينهم صحافي لدى جريدة «تلغراف»، بحضور معظم جلسات المحاكمة ولكنهم لن يكونوا قادرين على كتابة التقارير حول إجراءات المحاكمة، بموجب قيود قضائية. وقد قيل لهيئة المحلفين إن بعضا من الأدلة التي سوف يستمعون إليها لن تجد لها طريقا إلى العلنية.
وقال ويتهام إن انسيدال كان منخرطا في أحد الأعمال الإرهابية إما ضد عدد محدود من الأفراد، أو ضد «شخصية مهمة»، أو حيال هجوم إرهابي عشوائي مثل الذي وقع في مدينة مومباي الهندية في عام 2008.
وأنكر انسيدال، الذي يعيش في لندن، تهمة الإعداد لتنفيذ أعمال إرهابية وأنكر حيازة المستند المعنون بـ«صناعة القنابل»، فيما أقر منير رامول بوهاجر (26 عاما)، شريكه في الاتهام، بالذنب خلال الأسبوع الماضي لحيازته مستندات إرهابية. ولا يزال في انتظار الحكم. وقال رئيس المحكمة أندرو نيكول لهيئة المحلفين التي تضم 8 نساء و4 رجال في محكمة «أولد بيلي» إن المحاكمات في بريطانيا تجري في العلن عادة لكن بعض الأجزاء من هذه المحاكمة ستكون سرية. وبالنسبة للأجزاء التي ستجري سرا فسوف يحضر بعضها 10 صحافيين لن يكون باستطاعتهم الكتابة عن الإجراءات ويجب أن يسلموا مذكراتهم إلى المحكمة ولن يمكنهم النشر إلا بعد انتهاء المحاكمة. وستجري بعض أجزاء المحاكمة في السر تماما وعندها سيكون على هؤلاء الصحافيين الـ10 المغادرة. ويسمح للصحافة والجمهور في بريطانيا عادة بحضور المحاكمات الجنائية لكن يطلب منهم أحيانا المغادرة بصورة مؤقتة أثناء مناقشات تعتبر حساسة لأسباب مثل الأمن القومي.
واعتقل الرجلان، وكلاهما يبلغ من العمر 26 عاما، العام الماضي وسعى ممثلو الادعاء لإجراء محاكمتهما سرا لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وبعد رفض المؤسسات الإعلامية ذلك، أصدر قاض حكما بإجراء بعض المحاكمات علنا، وبينها الجلسات الخاصة بالادعاء والبيان الافتتاحي والنطق بالأحكام. وسيسمح لبعض الصحافيين بحضور إجراءات المحاكمة، لكن لن يسمح لهم بإعداد تقارير تكشف كواليسها. وأدى أعضاء هيئة المحلفين اليمين أمس في بدء النظر في قضية إرهاب حاول المدعون جعل جلساتها سرية بالكامل، وهي محاولة لم يسبق لها مثيل في التاريخ القضائي البريطاني الحديث. وطلب الادعاء البريطاني فرض السرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكن محكمة الاستئناف رفضت الطلب في يونيو «حزيران» الماضي.
ويواجه انسيدال اتهامات بالإعداد لأعمال إرهابية وحيازة وثيقة خاصة بصنع القنابل على بطاقة ذاكرة، إلا أنه ينفي هذه الاتهامات.
وعلمت المحكمة أن انسيدال ربما كان أيضا يخطط لـ«هجوم عشوائي» على غرار الهجوم الذي وقع عام 2008 في مدينة مومباي الهندية وخلف 174 قتيلا.
كان بلير (61 عاما) الذي يملك منزلا في وسط لندن قد تولى رئاسة وزراء بريطانيا في الفترة من 1997 إلى 2007 ويشغل حاليا منصب مبعوث السلام للجنة الرباعية بالشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.
الادعاء البريطاني: توني بلير ربما كان هدفا لهجوم إرهابي
طلب فرض السرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي
الادعاء البريطاني: توني بلير ربما كان هدفا لهجوم إرهابي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة