كشف كبير المستشارين العسكريين في إدارة الرئيس باراك أوباما عن أن مقاتلين تابعين لـ«داعش» خططوا للاختلاط مع السكان السنة المضطهدين في بعض المدن والقرى العراقية الواقعة بالقرب من بغداد مما يزيد من احتمالات شن هجمات من قبل المسلحين ضد أهداف في العاصمة العراقية.
وقال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في لقاء مع «ذا ويك» على قناة «إيه بي سي» أول من أمس «ليس لدي شك في أنه سيأتي وقت يستخدمون فيه إطلاقا غير مباشر للنيران داخل بغداد». ويشير إطلاق النار غير المباشر إلى استخدام مدافع الهاون أو الصواريخ أو المدفعية.
وأضاف ديمبسي أن «ضباط الجيش الأميركي لا يزالون يعتقدون أنه من غير المرجح شن هجوم مباشر على بغداد، لكن من الممكن أن تؤدي الغارات التي يشنها من على مسافة بعيدة المقاتلون الذين يتسللون إلى المناطق القريبة من العاصمة إلى تصعيد الشعور بانعدام الأمن في أهم مدينة في العراق».
ويعتقد مسؤولون عراقيون وأميركيون أن «داعش» مسؤول بالفعل عن تفجيرات بسيارات مفخخة وعمليات انتحارية داخل بغداد.
وكان الجنرال ديمبسي أثار جدلا الشهر الماضي عندما أدلى بشهادته أمام لجنة في الكونغرس قال فيها إنه «وفقا لتصوره للأوضاع يوصي الرئيس أوباما باستخدام محدود لمجموعة من القوات البرية كمستشارين في القتال». وقال أول من أمس إنه «لم يواجه مثل هذه الأوضاع»، لكنه أضاف: «ستكون هناك ظروف أخرى يمكن أن تكون الإجابة عليها بنعم». واستطرد قائلا إن «الموصل قد تشكل معركة حاسمة في الحملة البرية التي ستشن في مرحلة ما في المستقبل».
لكن يظل من غير الواضح متى سيتم شن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على الموصل، أكبر مدينة عراقية خاضعة لسيطرة المسلحين. وأعلن المسؤول الأميركي الذي يتولى عملية التنسيق في التحالف الدولي، جون ألين، مؤخرا أن الجيش العراقي لن يكون جاهزا لاستعادة السيطرة على المدينة قبل مرور عام تقريبا.
ووفقا لتصريحات الجنرال ديمبسي، فإنه وقتما يحدث ذلك، «يخبرني حدسي أن هذه هي المرحلة التي ستتطلب نوعا مختلفا من الاستشارات والمساعدات، نظرا لتعقيد تلك المعركة».
من جانبها، أعلنت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس، أول من أمس أنه لم تتم دراسة جادة لمثل تلك الخطوة. وقالت رايس في برنامج «واجه الصحافة» على قناة «إن بي سي»: «لم تصدر توصية من قادة الجيش الأميركي سواء في الميدان أو هنا في واشنطن بأن ترسل الولايات المتحدة أي قوات قتالية برية إلى العراق. لم يصدر هذا الحديث عن أي شخص في البيت الأبيض ولا أتوقع أنه سيصدر».
من ناحية أخرى، ترك الجنرال ديمبسي الباب مفتوحا أمام احتمال مشاركة القوات الأميركية في فرض منطقة حظر جوي في سوريا - وهو مطلب أساسي أعلنته تركيا إذا كانت ستشارك بفاعلية في التحالف الذي يحارب ضد «داعش». وقال الجنرال ديمبسي: «إذا كنت تقصد أنه طلب مني القيام بذلك، فلا ولكن بخصوص ما إذا كنت أتوقع أن تكون هناك أوضاع في المستقبل يصبح فيها هذا (الحظر) جزءا من الحملة؟ فإجابتي هي نعم».
بدورها، صرحت رايس بأن فرض منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة بين سوريا وتركيا يحظى منذ فترة طويلة بتفضيل من تركيا، لكنها أضافت قائلة: «لا نرى أن ذلك ضروريا في المرحلة الحالية التي يكمن هدفها في إضعاف وتدمير تنظيم داعش في النهاية». وقالت إن «الولايات المتحدة ستستمر في التشاور مع تركيا بشأن أي مقترحات محددة».
وقدم الجنرال ديمبسي صورة مختلطة تماما للحملة التي تتم ضد تنظيم داعش، إذ وصف العدو بأنه تأقلم سريعا مع الغارات الجوية التي يشنها التحالف بالانخراط في الحياة مع السكان المحليين. وردا على سؤال عما إذا كان صحيحا أن 10 في المائة فقط من طائرات التحالف الحربية تسقط قنابلها بالفعل، أجاب الجنرال: «لن يفاجئني ذلك إن كان هذا الرقم صحيحا، إن العدو يتأقلم، وسيكون من الصعب استهدافه، وهم يعرفون كيف يناورون ويستغلون السكان وكيف يختبئون».
لكنه وصف طرق أخرى استطاعت من خلالها القوة الجوية للتحالف، بالتعاون مع القوات العراقية وقوات البيشمركة في إقليم كردستان في شمال العراق، إضعاف الجهاديين أو إجبارهم على التراجع. وقال: «لم يمر وقت طويل منذ أن كنا نتحدث عن السقوط الوشيك لمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان. ولم تمر فترة طويلة على تعرض السفارة الأميركية لتهديد فعلي في بغداد. لكن لم يعد أي من هذين التهديدين على الساحة في الوقت الراهن».
ووصف الجنرال ديمبسي أيضا كيف ساعدت مروحيات الأباتشي الأميركية فرقة محاصرة تابعة للجيش العراقية على منع «داعش» من الوصول إلى الطريق المؤدي إلى مطار بغداد. وأضاف «لو كانوا تغلبوا على الفرقة العراقية لتوجهوا مباشرة إلى المطار. لذا لن نسمح بأن يحدث ذلك، نحن نحتاج إلى هذا المطار».
* خدمة: «نيويورك تايمز»
رئيس الأركان الأميركي: معركة الموصل ستكون فاصلة.. والتدخل البري وارد
الجنرال ديمبسي كشف عن إحباط هجوم لـ«داعش» على مطار بغداد
رئيس الأركان الأميركي: معركة الموصل ستكون فاصلة.. والتدخل البري وارد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة