بث تنظيم «داعش»، أمس، شريط فيديو يظهر فيه مصور صحافي بريطاني مختطف، وهو يعلن أن التنظيم المتطرف أسره بعد وصوله إلى سوريا، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.
وشريط الفيديو الذي نُشر على موقع «يوتيوب» يظهر فيه الصحافي، الذي طلبت عائلته عدم نشر اسمه، ولذي تعاون مع صحيفتي «صنداي تايمز» و«صن» ووكالة الصحافة الفرنسية، وهو يرتدي بزة برتقالية جالسا خلف طاولة، ويتحدث مباشرة إلى الكاميرا، مؤكدا أنه بين أيدي «داعش»، وأن هذا الظهور هو الأول له في سلسلة حلقات مقبلة.
ونشرت مقطع الفيديو مؤسسة تطلق على نفسها اسم «الفرقان للإنتاج الإعلامي»، وهي الذراع الإعلامية لـ«داعش»، بحسب أصوليين في العاصمة لندن، بعنوان: «أعيروني سمعكم.. رسائل من الأسير».
ويقول الصحافي البريطاني الذي ظهر بصحة جيدة خلال حديثه المسجل، إنه سيظهر خلال الأيام المقبلة في حلقات متتابعة لشرح ما وصفه بـ«الحقيقة حول الدولة الإسلامية»، ودافع بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية لمحاربة التنظيم، الذي يسيطر على مساحات من العراق وسوريا تفوق مساحة بريطانيا. وأضاف أنه «اليوم رهينة، ولكن يبدو أن بلاده قد تخلت عنه». ولا يتضمن الشريط أي تهديد من التنظيم بإعدام الرهينة الذي قال إنه سيكشف «الحقيقة»، في «الحلقات المقبلة القليلة».
وكان الصحافي خُطف مع زميل له هولندي الجنسية في يوليو (تموز) 2012، على أيدي جهاديين في شمال سوريا، إلا أن الجيش السوري الحر تمكّن بعد أسابيع من تحريرهما، وأصيب في حينه في ذراعه برصاص خاطفيه أثناء محاولته الفرار، في حين أصيب زميله الهولندي في فخذه.
وبث تنظيم «داعش» الذي يزرع الرعب في المناطق الشاسعة التي يحتلها على جانبي الحدود السورية – العراقية، منذ أغسطس (آب) 3 أشرطة فيديو يصور كل منها عملية إعدام لصحافي غربي كان يحتجزه رهينة».
وهؤلاء الصحافيون هم أميركيان وبريطاني أعدمهم التنظيم المتطرف، الذي هدد أيضا بإعدام صحافي بريطاني ثانٍ هو ديفيد هانينغ.
من جهة أخرى، شرح المراسل الحربي الفرنسي، ديدييه فرنسوا، أسباب عدم ظهور التوتر على رهائن «داعش» قبل ثوان من ذبحهم. والصحافي الفرنسي ديدييه كان رهينة في سوريا لدى تنظيم «داعش»، وقدم شهادته هذه بناء على مشاهداته، بحسب الصحف البريطانية.
يقول فرنسوا: «تظهر الرهائن في أشرطة فيديو إعدام (داعش) الهدوء، لأنهم لا يدركون أنهم على وشك الموت». وقال فرنسوا إن السجناء تعرضوا للتهديد مع عدم التنفيذ عدة مرات، حيث قام المتشددون من «داعش» بعمليات وهمية توحي بذلك دون التنفيذ.
وتعليقا على سبب بقاء الرهائن، بينهم البريطاني ديفيد هاينز، هادئين حتى ثوان قبل وفاتهم، قال الصحافي إنهم لا يدركون أن هذه المرة كان الأمر حقيقيا. وكشف فرنسوا بعد الإفراج عنه أن التعامل مع فولي كان الأعنف، لأن المتشددين وجدوا معه صورة لأخيه بالزي العسكري الأميركي.
وتزامن نشر هذا التسجيل أمس مع دعوة عامة وجهتها جمعيات ومنظمات إسلامية في بريطانيا لإطلاق سراح الرهينة البريطاني ألن هيننج وهو موظف إغاثة متطوع خطف في سوريا وهدد تنظيم «داعش» بقتله في مقطع فيديو بث مؤخرا على الإنترنت.
وكان هيننج عضوا في قافلة إغاثة تنقل إمدادات طبية إلى مستشفى في شمال غربي سوريا في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي عندما أوقفها مسلحون وخطفوه.
وفي مقطع الفيديو الذي بث يوم السبت وأظهر ذبح موظف إغاثة بريطاني آخر يدعى ديفيد هينز هدد متشدد بتنظيم «داعش» بقتل هيننج إذا واصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعم جهود محاربة التنظيم.
ويعتقد أن المتشدد الذي ظهر في الفيديو بريطاني الجنسية وتلقبه وسائل الإعلام البريطانية باسم «جون الجهادي».
وجاء في خطاب وقعت عليه أكثر من 100 جمعية وقيادات للمسلمين في بريطانيا: يود الموقعون أدناه من أئمة ومنظمات وأفراد المسلمين البريطانيين أن يعبروا عن الفزع والاشمئزاز من القتل غير المبرر لديفيد هينز وتهديد حياة مواطننا البريطاني ألن هيننج.
وأضافوا في الخطاب الذي أرسل لصحيفة «الإندبندنت»: «المتعصبون غير الإسلاميين لا يتصرفون بصفتهم مسلمين بل مثلما قال رئيس الوزراء إنهم يتصرفون كوحوش. إنهم يرتكبون أسوأ جرائم ضد الإنسانية. هذا ليس جهادا.. هذه حرب ضد كل الإنسانية».
وتطوع هيننج وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 47 عاما للمشاركة في العمليات الإنسانية التي تنطلق من شمال غربي إنجلترا حيث يعيش متأثرا بمحنة السوريين. ولديه وشم على ذراعه يقول: «مساعدات
لسوريا».
وقال هيننج في مقطع فيديو بثته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إنه لأمر يستحق الجهد عندما ترى أن ما هو مطلوب فعلا يصل إلى حيث يجب أن يذهب.
وأضاف: «لا يمكن مقارنة أي تضحية نقوم بها بما يعانونه كل يوم.
وذكر ماجد فريمان الذي كان برفقة هيننج حين خطف أن المتشددين يعتقدون أن صديقه جاسوس وقال لتلفزيون بي بي سي أرجوكم.. أرجوكم.. أرجوكم أن ترأفوا بحاله وتفهموا أنه كان عامل إغاثة إنسانية.
وقالت بريطانيا يوم الاثنين بأنه من غير الممكن إطلاق عملية إنقاذ فورية تنفذها القوات الخاصة نظرا لعدم معرفة مكان احتجاز هيننج.
وقاوم كاميرون حتى الآن فكرة الانضمام للولايات المتحدة في شن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية لكنه قد يقوم بذلك عندما يتشكل تحالف دولي ضد التنظيم.
وصدرت الدعوة لإطلاق سراح هيننج من مختلف الكيانات الإسلامية في بريطانيا بما في ذلك بعض المنظمات التي توجه انتقادات لاذعة للسياسة الخارجية البريطانية وتحمل التدخل الغربي مسؤولية تأجيج
الأزمة الأخيرة في العراق وسوريا.
وقال عاصم قرشي مدير البحث في منظمة كيدج التي تقدم الدعم للمجتمعات التي تقول: إنها تأثرت بسياسات مكافحة الإرهاب ذهب ألن هيننج إلى سوريا برفقة مسلمين ومن المعروف أنه كان يساعد الشعب
السوري.
وأضاف أنه غير متورط في أي عمل عدائي للإسلام أو المسلمين.
لذا فلا يعد أسير حرب وفقا للشريعة الإسلامية ويجب إطلاق سراحه على الفور.
7:49 دقيقة
«داعش» يبث فيديو لـ«خطاب» صحافي بريطاني مختطف في سوريا منذ 2012
https://aawsat.com/home/article/184661
«داعش» يبث فيديو لـ«خطاب» صحافي بريطاني مختطف في سوريا منذ 2012
قادة الجالية المسلمة يدعون لإطلاق سراح عامل إغاثة محتجز لدى التنظيم
«داعش» يبث فيديو لـ«خطاب» صحافي بريطاني مختطف في سوريا منذ 2012
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة