هيئة الانتخابات في تونس تفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية اليوم

عدد المرشحين قارب الخمسين.. وشروط التزكية أعاقت بعض الترشيحات

هيئة الانتخابات في تونس تفتح  باب الترشح للانتخابات الرئاسية اليوم
TT

هيئة الانتخابات في تونس تفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية اليوم

هيئة الانتخابات في تونس تفتح  باب الترشح للانتخابات الرئاسية اليوم

تفتح الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اليوم (الاثنين) أبواب الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية في ظل توقعات باقتراب عدد المرشحين من 50 مرشحا موزعين على مرشحي الأحزاب وعدد من المرشحين المستقلين.
وانشغلت جل الأحزاب السياسية ومعظم التحالفات السياسية نهاية الأسبوع الماضي بعقد اجتماعات تشاورية ماراثونية لإعداد العدة للإعلان عن الترشيحات، ومن ثم التطرق إلى برامج الحملات الانتخابية القادرة على جلب اهتمام التونسيين. وستتواصل عملية تقديم الترشيحات حتى يوم 22 سبتمبر (أيلول) الحالي.
واتخذت حركة نداء تونس منذ مدة قرارها بترشيح الباجي قائد السبسي لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ما جعل تحالف الجبهة الشعبية يقدم حمة الهمامي مرشحا له.
وركزت معظم الأحزاب السياسية الأنظار على حركة النهضة باعتبارها من أبرز المتنافسين على الفوز في الانتخابات المقبلة، وانتظرت موقفها من الانتخابات الرئاسية بعد تقديمها مبادرة بشأن انتخاب رئيس توافقي للبلاد.
وفي سياق ذلك، حسم زياد العذاري القيادي في حركة النهضة الأمر وأعلن الموقف النهائي لحزبه الذي لن يقدم مرشحا من الحركة، وسيكتفي بدعم شخصية توافقية تخدم أهداف الثورة وتحفظ المسار الديمقراطي، على حد تعبيره.
وبشأن دعم إحدى الشخصيات المرشحة، أكد العذاري أن مجلس شورى الحركة الذي انعقد يومي السبت والأحد لم يطرح أسماء بعينها. واتصلت حركة النهضة بنحو 30 حزبا سياسيا حول مبادرة الرئيس التوافقي، إلا أنها اصطدمت برفض يكاد يكون جماعيا، ولم تجر النهضة مشاورات مع حركة نداء تونس وتحالف الجبهة الشعبية اللذين عبرا صراحة عن رفضهما الحديث بشأن مرشح رئاسي توافقي.
ووفق مصادر مقربة من حركة النهضة فإن الحزب يميل لثلاثة أسماء مرشحة وما زال في انتظار دعم أحدها، وتشمل القائمة المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الحالي، ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) ورئيس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وأحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري.
ويخضع المرشحون لعدة شروط، من بينها شروط قانونية مثل بلوغ سن 35 سنة، والتمتع بالجنسية التونسية، وتقديم تعهد بالتخلي عن الجنسية الثانية في حال الفوز بالانتخابات الرئاسية. وخلفت بعض الشروط جدلا واسعا بين المرشحين، من بينها شروط التزكية للترشح وتمويل الحملة الانتخابية والتخوف من ضخ أموال سياسية للمرشحين.
وحسب متابعين لملفات المرشحين للانتخابات الرئاسية، فإن البعض منهم تتوفر لديه حظوظ أوفر، وانقسم المرشحون تبعا لذلك إلى أسماء تتنافس على كرسي الرئاسة، وتحظى بالكثير من الاهتمام الإعلامي والسياسي وتشمل هذه اللائحة المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الحالي، ومصطفى بن جعفر (رئيس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات)، وأحمد نجيب الشابي (الحزب الجمهوري) وكمال مرجان (حزب المبادرة) والباجي قائد السبسي (حركة نداء تونس). وتضم قائمة المرشحين بصفة رسمية محمد الحامدي (رئيس حزب التحالف الديمقراطي) وحمة الهمامي (تحالف الجبهة الشعبية) وسليم الرياحي (رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر) والهاشمي الحامدي (رئيس حزب تيار المحبة) وعبد الرحيم الزواري (الأمين العام السابق لحزب التجمع المنحل).
ولم تخل لائحة المرشحين من عدة ترشحات نسائية قد تحدث المفاجأة في طريق الوصول إلى قصر قرطاج، تشمل كلثوم كنو، الرئيسة السابقة لجمعية القضاة، وآمنة منصور، رئيسة الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء، وبدرة قعلول، أستاذة علم الاجتماع، وليلى الهمامي (مختصة في علم الاقتصاد).
وأعلنت مجموعة من المرشحين المستقلين عن توفقها في جمع أكثر من 10 آلاف توقيع من الناخبين التونسيين، وأنه بات بإمكانهم الترشح بصفة قانونية وحسب ما تمليه شروط القانون الانتخابي. وقال كل من الطاهر بن حسين وزياد الهاني والصافي سعيد (إعلاميون) إنهم تمكنوا من تجاوز شروط التزكية المفروضة قبل دخول منافسات الرئاسة.
وبرع المرشحون في استمالة الناخبين والحصول على توقيعاتهم الضرورية للترشح، واضطروا للتنقل إلى عشر دوائر انتخابية على الأقل والحصول على أصوات 500 ناخب في كل دائرة. وتتناول عدة أطراف سياسية خلسة ظاهرة شراء الأصوات، وهو ما عملت عدة دوائر مراقبة للعملية الانتخابية على التنبيه لأضراره وآثاره السلبية على ثاني انتخابات تونسية بعد الثورة.
وقال شفيق صرصار، رئيس الهيئة العليا للانتخابات لـ«الشرق الأوسط»، إن القانون الانتخابي التونسي ضبط 10 آلاف توقيع حدا أدنى حتى يكون ملف الترشح صحيحا، وإنه من الأفضل أن يضمن المرشح جانبا من الأمان لترشحه وأن يتجاوز هذا العدد.
وعد صرصار جمع أكثر من 10 آلاف توقيع دليلا على جدية الترشح وقدرة المرشح على المنافسة الجدية على كرسي الرئاسة. وقال صرصار إن التنافس على الحصول على أكبر عدد من المؤيدين حالة انتخابية صحية، مشيرا إلى أن الحصول على أكثر من 10 آلاف صوت هو ضمان للمرشح خصوصا في حالة تعذر الاعتراف ببعض الإمضاءات.
وإلى حين حلول يوم 22 سبتمبر الحالي تاريخ انتهاء فترة إيداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية، فإن عدة أسماء لا تزال مترددة في إعلان ترشحها، ويشمل هذا التردد حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية الأسبق، والمنذر الزنايدي وزير الصحة الأسبق، ومصطفى كمال النابلي المحافظ السابق للبنك المركزي التونسي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».