مقتل ستة جنود بتفجيرين انتحاريين جنوب اليمن.. واغتيال ضابط شرطة

اشتباكات بين الحوثيين وقبائل مسلحة تسفر عن 21 قتيلا

مقتل ستة جنود بتفجيرين انتحاريين جنوب اليمن.. واغتيال ضابط شرطة
TT

مقتل ستة جنود بتفجيرين انتحاريين جنوب اليمن.. واغتيال ضابط شرطة

مقتل ستة جنود بتفجيرين انتحاريين جنوب اليمن.. واغتيال ضابط شرطة

قال مسؤولون محليون ان ستة جنود يمنيين على الاقل قتلوا في تفجيرين انتحاريين منفصلين نفذهما من يشتبه بأنهم متشددون من تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، اليوم (الاحد).
وشن الجيش اليمني حملة كبرى في وقت سابق هذا العام بهدف طرد متشددي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" من معاقلهم في جنوب اليمن، ولكن المتشددين ما زالوا يهاجمون أهدافا تابعة للدولة وللجيش.
وقال مسؤول محلي ان انتحاريا يقود سيارة ملغومة فجر نفسه عند نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة جول الريدة في محافظة شبوة، مما أدى الى مقتل ثلاثة جنود.
وقال مسؤول محلي آخر، ان انتحاريا يقود سيارة ملغومة هاجم نقطة تفتيش للجيش في عزان الواقعة في محافظة شبوة أيضا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود آخرين. وأضاف أن بعض المتشددين قتلوا في الهجوم.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أمس، بأن قوات الامن قتلت خمسة متشددين حاولوا السيطرة على مركز للشرطة في محافظة حضرموت بشرق البلاد.
من جهة أخرى، اغتال مسلحان ينتميان لتنظيم القاعدة مساء أمس السبت، ضابطا في الشرطة اليمنية في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية، حسبما افاد مصدر أمني محلي لوكالة "فرانس برس، اليوم الاحد.
وذكر المصدر ان المسلحين كانا على متن دراجة نارية وقد لاذا بالفرار بعد ان قتلا العقيد صالح عبدالله صالح (65 عاما) أمام منزله في وسط الحوطة.
على نفس الصعيد، قتل 21 شخصا في الساعات الـ36 الاخيرة في اشتباكات بين الحوثيين ومسلحين قبليين معارضين لهم في شمال اليمن، فيما استمرت الاتصالات بين السلطات والحوثيين للتوصل الى اتفاق يبعد البلاد من على حافة الحرب الاهلية.
وذكرت مصادر قبلية لوكالة "فرانس برس" ان اشتباكات عنيفة دارت في الساعات الـ36 الماضية في مديرية مجزر الواقعة بين محافظتي الجوف ومأرب في شمال وسط اليمن. وقد أسفرت المواجهات عن 21 قتيلا من الطرفين، بحسب مصادر قبلية متطابقة.
وبحسب شيخ قبلي، فان الاشتباكات دارت بين الحوثيين من جهة، ومسلحين من تحالف قبلي أنشئ حديثا بين قبائل مأرب والجوف والبيضاء وشبوة بالتزامن مع تمدد الحوثيين من الشمال باتجاه صنعاء.
وقال المصدر ان "التحالف هذا هو لمواجهة توسع التمدد الحوثي".
وبحسب المصدر القبلي، فان القبائل المتحالفة "تهدف الى منع الحوثيين من غلق الطريق بين صنعاء ومأرب شرق، فهذا جزء من مخطط الحوثيين لمحاصرة صنعاء، اذ يستهدفون التحكم بإمدادات الوقود بين مأرب وصنعاء".
ومأرب في وسط البلاد هي مصدر أساس للنفط والغاز في اليمن.
وتدور اشتباكات متقطعة منذ أشهر في محافظة الجوف الشمالية بين الحوثيين وقبائل مناهضة لهم تحظى بدعم من الجيش أحيانا.
وعلى المستوى السياسي، استمرت الاتصالات السياسية لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الحرب الاهلية، مع استمرار آلاف المسلحين الحوثيين بالاحتشاد في صنعاء وعند مداخلها ضمن تحرك احتجاجي مطالب بإسقاط الحكومة وبالتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود.
وفشلت وساطة قادها وفد رئاسي مع زعيم المعارضين عبد الملك الحوثي في معقله بصعدة.
من جهة أخرى، قال مسؤول يمني لوكالة "فرانس برس" ان "الاتصالات لم تنقطع"، مؤكدا ان اللجنة الرئاسية توسعت لتضم وزير النفط ورئيس المصرف المركزي وشخصيات اخرى.
وذكر المسؤول ان اللجنة لديها اقتراحات للتفاوض عليها مع الحوثي.
ومن أهم النقاط المطروحة "تغيير الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات، ومراجعة زيادة اسعار الوقود" فضلا عن "وضع آلية تنفيذية لمخرجات الحوار الوطني" الذي قرر تحويل اليمن الى بلد اتحادي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».