ليال لبنانية بأناقة فرنسية في موناكو

الشيف مارون شديد يدخل المازة اللبنانية إلى الإمارة من بابها العريض

الشيف مارون شديد مع صديقه وزميله الشيف مارسال رافان
الشيف مارون شديد مع صديقه وزميله الشيف مارسال رافان
TT

ليال لبنانية بأناقة فرنسية في موناكو

الشيف مارون شديد مع صديقه وزميله الشيف مارسال رافان
الشيف مارون شديد مع صديقه وزميله الشيف مارسال رافان

أكثر من 30 صنفا من الأطباق اللذيذة ولا سيما التي تتألّف منها المازة اللبنانية، أدخلها الشيف اللبناني مارون شديد إلى موائد إمارة موناكو، ليحدث بذلك «انقلابا دسما» عليها أثار فضول أهل الإمارة.
الـ«حمص بالطحينة» كما «التبولة والفتوش» و«البابا غنوج» و«الفلافل» و«العرايس»، إضافة إلى «المحمّرة» و«الكبّة النية» و«المقلية» و«المعجنات» وغيرها، هي أطباق حازت على اهتمام عالمي هذه المرة، فوضعت في مصاف أطباق زميلة لها من فرنسا والـ«كوت دازرو». جاء متذوقوها من مختلف أنحاء إمارة موناكو للوقوف على طعمها اللذيذ، لا سيما وأنها تعدّ من الأطباق الصحّية التي ينصح بتناولها من قبل الاختصاصيين الغذائيين.
هذه الثورة المطبخية بامتياز قام بها الشيف مارون شديد بعدما لبى دعوة صديقه الفرنسي مارسال رافان ذائع الصيت في أوروبا، فقررا هناك أن يتشاركا بشغفهما فيها تحت عنوان «ليالي لبنانية». فالتحضير لمأكولات لبنانية شهيرة وأخرى محدّثة بطريقة تروق للزبون الفرنسي، صنعاها وحضّراها بأياديهما، رغبة منهما في جمع النكهات اللبنانية بأناقة فرنسية، فعززّت تميّز المطبخ اللبناني في عالم الغرب، إن بنكهاته أو بوصفاته أو بمكوّناته وبهاراته الشهية.
ويقول الشيف مارون شديد لـ«الشرق الأوسط»: «كان من البديهي أن أوافق على هذه الدعوة التي فتحت أمامي آفاقا لطالما تمنيت أن أحلق في أجوائها». ويضيف: «هذه السهرات اللبنانية التي ارتأى زميلي مارسال رافان أن نستحدثها في فندق (مونت كارلو باي)، الواقع على شاطئ الإمارة ولمدة تجاوزت الشهر الواحد، إذ افتتحناها في 18 (يوليو (تموز) الماضي لتمتد حتى أواخر الشهر الحالي، لاقت تجاوبا كبيرا من قبل سكان الإمارة، فنفدت الحجوزات فور الإعلان عنها، لا سيما وأن أهل إمارة موناكو سبق وكان لديهم فكرة بسيطة عن مطبخنا إثر إعدادنا الشيف مارسال وأنا عشاء لبنانيا في الفندق نفسه عام 2011».
الشيف مارون، الحائز على جوائز وألقاب عدة عالمية، وبينها «الطبّاخ الأفضل في العالم» الذي حاز عليه عام 2013، من قبل المؤسسة الغذائية العالمية (toques blanches du monde)، أشار في حديثه إلى أن هذه التجربة زوّدته بخبرات عالية وقال: «مع كل خبرتي العالمية والمحلية في عالم الطبخ، فإن هذه التجربة علمّتني تقنية جديدة في الطبخ». وأضاف: «كل مطبخ يتطوّر مع الزمن، ولذلك تولد تقنيات جديدة معه أيضا فتحسّن من جودته. كما أن مشاركتي في هذا العمل مع الشيف مارسال رافان أعطتني الفرصة للوقوف على ثقافة طبخ جديدة استخدمناها مثلا في طبق «السمكة الحارة»، فهو ومن خلال خبرته يعرف تماما متطلّبات زبائنه، فلذلك عمد إلى التعديل في بعض الأطباق لتناسب أذواقهم وأهوائهم». ماذا أضاف إلى هذا الطبق بالذات؟ يردّ موضحا: «الطبق حافظ على طعمه الأصلي ولكنه عدّل مثلا في الصلصة التي تقدّم إلى جانبه (الطرطور)، فجعله أقل حدة من تلك التي نقدّمها عادة في بلادنا». وعن طبيعة الأطباق التي صنعها بنفسه في هذه التجربة قال: «لقد حرصت على أن أقدمها كما نعرفها تماما فاستقدمت معي جميع البهارات والمكوّنات التي تتألّف منها من لبنان، فجاءت حقيقية شبيهة إلى تلك التي تصنعها أمهاتنا لا فرق بينها ولا أي اختلاف».
ومن المكوّنات التي أخذها معه من لبنان أيضا لاستخدامها في طبق «الفتوش» مثلا، شراب دبس الرمان والزعتر والسماق وربّ الحر.
ولم تقتصر الأجواء اللبنانية على أطباق الطعام المقدّمة في هذه السهرات فقط، بل طالت الموسيقى والرقص الشرقي وتدخين النرجيلة، الأمر الذي أعجب الزبائن وحثّهم على إعادة الكرّة وزيارة مطعم «ليه بريزا» في الفندق المذكور مرة ثانية.
وكان للحلويات اللبنانية أيضا مساحة خاصة بها، بحيث اختار الشيف مارون شديد أطباق حلوى تقليدية من لبنان، ولطالما تناولناها على موائدنا وهي الـ«أرز بالحليب» و«المعمول بالجبن» و«المغلي». هذه الحلويات التي أضيفت إلى لائحة الطعام المخصصة لهذه السهرات اللبنانية، كان لها وقعها الجيّد أيضا على الزبائن الذين لم يسبق أن تذوّقوا حلويات بالـ«كراوية» و«الجبنة اللبنانية» والأرز المطبوخ مع السكر، مع رشّة عطر من «ماء الزهر».
وختم الشيف مارون حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «لقد أصبح المطبخ اللبناني يضاهي المطابخ العالمية شهرة، وهذا ما لمسته عن كثب في مونت كارلو، ولعل مكوناته الطبيعية بامتياز ومذاقه الخفيف وخلطاته الشهية تقف وراء شهرته هذه التي باتت على كل شفة ولسان في العالم».
يذكر أن الشيف مارون افتتح أخيرا مطعما لبنانيا في الهند، اعتبره تحديا جديدا خاضه في مسيرته المهنية، وقد حقق فيه نجاحا كبيرا، لا سيما وأنه صار يقصد اليوم من قبل الجاليات العربية الموجودة في العاصمة الهندية، وأيضا من قبل سكانها الأصليين الذين وجدوا في الأطباق اللبنانية نقاط تشابه بينها وبين مطبخهم الهندي الشهير عالميا أيضا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.