هدد عبد الله عبد الله، أحد المرشحين في انتخابات الرئاسة الأفغانية، أمس، بالانسحاب من عملية إعادة فرز الأصوات في الانتخابات المتنازع على نتيجتها، والتي تشرف عليها الأمم المتحدة، الأمر الذي يقوض فرص نزع فتيل الأزمة بين عبد الله ومنافسه أشرف غني.
وكانت عملية مراجعة الأصوات جزءا من اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة بين المرشحين اللذين يزعم كل منهما فوزه في انتخابات الرئاسة، التي كان من المقرر أن تمثل أول تسليم ديمقراطي للسلطة في أفغانستان.
وقال فاضل أحمد مناوي، كبير المسؤولين في فريق عبد الله الذي يشرف على عملية مراجعة الأصوات للصحافيين في كابل أمس، إن «عملية إبطال أصوات مجرد مزحة، ولا توجد نية لإلغاء أصوات مزورة». وأضاف: «اليوم أعلن أنه إذا لم تقبل طلباتنا بحلول صباح الغد، فإننا لن نستمر في هذه العملية، وأي نتيجة لن تكون ذات قيمة بالنسبة لنا».
وتصدر عبد الله اللائحة بعد الجولة الأولى من التصويت، ولكنه فشل في تأمين غالبية الأصوات الضرورية للفوز، وحل في الجولة الثانية من التصويت في المرتبة الثانية بعد المرشح غني، وفق النتائج الأولية ما دفعه لرفض الاعتراف بالنتيجة، زاعما وجود عملية تزوير واسعة.
وفي إطار اتفاق لإنهاء النزاع يتحتم على لجنة الانتخابات المستقلة أن تبطل الأصوات، التي تعتبر مزورة من خلال مراجعة جميع الأصوات التي أدلى بها الناخبون، وعددها 8 ملايين صوت. وقد هدد التوتر الناتج عن الأزمة بعودة أفغانستان إلى الحرب الأهلية بعد سنوات من القتال في التسعينات من القرن الماضي، والتي أدت في النهاية إلى وصول طالبان للسلطة.
وقال مناوي محذرا: «نحن غير مسؤولين عن أي عواقب ستلي هذا الأمر»، مضيفا أن الأمم المتحدة كانت على دراية بشكاواهم، ولكنها لم تتعامل معها بالشكل المناسب.
والهدف من مجمل العملية هو إلغاء البطاقات المزورة، وتحديد الفائز من بين المرشحين عبد الله وأشرف غني وإضفاء مزيد من الشرعية على الرئيس المقبل.
وقال مناوي بهذا الخصوص، إن «المعايير التي طلبناها لإلغاء البطاقات المزورة لم تؤخذ في الاعتبار». وأضاف أن «مراكز الاقتراع التي طلبنا اعتبار نتائجها ملغية لم تؤخذ في الاعتبار».
ووصف مناوي عملية التحقيق بأنها «مهزلة»، مؤكدا أن من صناديق الاقتراع الملغية كانت هناك 43 فارغة.
وقد يتسبب هذا التطور المفاجئ في الانتخابات الرئاسية التي بدأت بجولة أولى في الخامس من أبريل (نيسان) الماضي، في تأخير تعيين رئيس جديد في أفغانستان، حيث يعتبر أي تذبذب سياسي احتمالا خطيرا في دولة هشة نشأت إثر سقوط نظام طالبان في 2001.
وقد حدد الرئيس حميد كرزاي، الذي لم يسمح له الدستور بولاية ثالثة، الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل موعد تنصيب الرئيس الجديد، وإذا احترم هذا الموعد فسيمكن الرئيس الجديد من تولي مهامه في الوقت المناسب للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي التي ستعقد في ويلز ببريطانيا في الرابع والخامس من سبتمبر المقبل. لكن تهديدات معسكر عبد الله قد تحول دون ذلك.
ويأمل حلفاء أفغانستان الغربيون أن يتسلم رئيس جديد السلطة في البلاد قبل موعد انعقاد مؤتمر حلف شمال الأطلسي في ويلز بالمملكة المتحدة في الرابع من سبتمبر المقبل. ومن المفترض أن يدرس قادة الحلف مدى المساعدة التي تحتاج إليها أفغانستان، بعد انسحاب معظم الجيوش الأجنبية منها بنهاية هذا العام.
عملية إعادة فرز الأصوات تقوض فرص نزع فتيل الأزمة في أفغانستان
المرشح عبد الله عبد الله يهدد بالانسحاب بحجة وجود أصوات مزورة
عملية إعادة فرز الأصوات تقوض فرص نزع فتيل الأزمة في أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة