عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

منتخب الأسبوع «ناقص»!

أزعم أنني من عشاق الإحصائيات وخصوصا في مجال كرة القدم لأن الأرقام تساعد المدربين واللاعبين والإعلاميين على تحسين الأداء. الأرقام عامل مساعد جدا وخصوصا فيما يتعلق بالجوانب الخططية والمهارية والبدنية ذلك أن الأرقام مؤشر مفيد لا يمكن أن تستغني عنه كرة القدم الحديثة، ولكن في نفس الوقت لا يجب أن نتجاهل كون اللعبة تعتمد على الإبداع، بل إن مساحة الإبداع واسعة وهي لعبة فن ومهارة فردية ورؤية ولذلك لا يجب أن تكون الأرقام هي كل شيء.
أعترف بتفرغي طيلة أيام كأس العالم للعبة الأرقام والإحصائيات. كان عملا مثيرا شيقا ومفيدا وفي تصوري أن معظم التحركات والانتقالات والتغطيات الإعلامية انصبت واعتمدت كثيرا على لغة الأرقام العالمية.
يتعين علينا أن نفرق بين ألعاب القوى مثلا.. وكرة القدم لأن نسبة الأرقام تختلف من لعبة رياضية إلى أخرى. على ضوء ذلك لم يعجبني منتخب الأسبوع السعودي الذي قدمته شركة الإحصائيات، ويكفي أن نعرف أن ثمة خللا من خلال تشكيلة الدفاع المكونة من ماجد العمري ظهير أيمن وجورجي يانكوفيتش كظهير أيسر ووسط دفاع أيمن محمد الدميري وبجانبه فواز فلاته. وللمعلومية فإن الأول هو متوسط دفاع الاتفاق والشباب السابق ومدافع الشعلة الحالي. ويانكوفيتش من الجبل الأسود ويمثل هجر والفلاتة من العروبة والدميري مدافع الاتحاد الذي لعب آخر مبارياته كظهير أيسر.
قد تكون هذه الأسماء تألقت وأدت بشكل جيد، وقد تكون الأرقام رفعت من أسهمها، لكن وضع التشكيلة على نحو يكسر المراكز ولا يعيرها اهتماما يؤثر على صورة الاختيار. أتذكر في هذا الصدد عشرات التشكيلات أو القوائم التي اقترحت بعد كأس العالم. وكم كان الأمر مضحكا وهزليا لأن الاتفاق على أسماء بعينها بدا أمرا مستحيلا فتارة يكون للتعصب الوطني دوره وتارة يكون للجهل دور لكن المفاجأة تتمثل في المسافة الكبيرة التي تفصل بين اختيارات جهات رياضية لها وزنها. لا شك أن اختلاف التشكيلات ليس أمرا مستغربا خصوصا إن كان الاختيار فرديا بيد أن المثير والعجيب في هذا الشأن وجود تضارب أو اختلاف شامل وكبير بين تشكيلة مؤسسة رياضية محترمة وأخرى لا تقل عنها. وفي الواقع لم أجد أي توافق بين تشكيلة وأخرى. ومن يفهم أصول اللعبة يدرك أن الاختلاف متوقع وطبيعي في بعض الأسماء وليس كلها، أما الأدهى والأمر حين تتغير مراكز اللاعبين لمجرد تقديم تشكيلة مكونة من 11 لاعبا.
الحل في نظري أن يتم انتقاء أو اختيار قائمة أفضل عشرة لاعبين أسبوعيا بدلا من هذا العك في مراكز اللاعبين. ثم إن اعتماد قائمة العشرة يعطي الأرقام أهمية أكبر من التشكيلة المعرضة لتغييرات عجيبة في المراكز، حدثت هذه التغييرات حتى أثناء وبعد كأس العالم مما يدل على استهانة ولامبالاة وعدم اهتمام بتموضع ومراكز اللاعبين ثم يفقد المتابع الثقة في هذه الأطراف أو الجهات التي تتبرع مقترحة تكوين منتخب للعالم أو للبلد.
[email protected]