تتجه «هيئة العلماء المسلمين» اللبنانية لوقف المبادرة التي تقودها منذ فترة بمسعى للإفراج عن العسكريين المختطفين من قبل المجموعات المسلحة وأبرزها «داعش» و«جبهة النصرة»، على خلفية المعارك التي شهدتها بلدة عرسال شرق البلاد، على أن تتخذ موقفا نهائيا بعد لقاء وفد منها اليوم الجمعة رئيس الحكومة تمام سلام.
وأشار عضو الهيئة الشيخ عدنان أمامة إلى أن «هناك سببين وراء احتمال توقف مبادرة الهيئة، الأول بحال كان موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أطلقه معلنا رفض الدولة مبدأ المقايضة هو موقفا رسميا، والثاني بحال دخول وسيط خارجي على خط المفاوضات».
وأوضح أمامة في حديث تلفزيوني أن وفدا من الهيئة سيلتقي اليوم سلام «لمعرفة الرد على مطالب المسلحين، وعلى هذا اﻷساس تقرر مصير الجهود التي تقوم بها».
وكان المشنوق أكّد قبل يومين أنّه «ليس واردا على الإطلاق منطق التبادل والمقايضة»، قائلا في حديث صحافي: «نحن لم نتسلّم شيئا نهائيا عن شروط المسلحين الخاطفين، وما سمعناه هو مجرد اقتراحات يختلط فيها المسلح بالمدني واللبناني بالسوري، ولا يزال الوقت مبكرا للحديث عن نتائج نهائية».
وكانت «جبهة النصرة» أفرجت يوم الأحد الماضي عن عنصرين في قوى الأمن الداخلي اختطفا من مركزهما في بلدة عرسال (شرق لبنان) قبل أسبوعين، فيما سمته «هيئة العلماء المسلمين» التي تقود الوساطة بين المسلحين والدولة اللبنانية «بادرة حسن نية من المسلحين من شأنه أن ينعكس إيجابا على ملف التفاوض».
وأعلن قائد الجيش جان قهوجي أخيرا أن 20 عسكريا هم في عداد المفقودين، «قد يكون بعضهم استشهد». وتقاسمت أربعة فصائل عسكرية مسلحة تقيم في تلال عرسال الحدودية مع سوريا، العسكريين المحتجزين، هي «داعش» و«جبهة النصرة» و«الكتيبة الخضراء» و«أحرار القلمون»، ما ضاعف تعقيدات عملية التفاوض. وأضيفت تلك التعقيدات إلى عوائق أخرى تمثلت في صعوبة الاتصال المباشر بالفصائل نظرا لإقامتها في الجبال.
وبالتزامن، أفاد موقع «NOW» الإلكتروني بأن «مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وبعد التنسيق مع دار الفتوى، دفنت تسع جثث عائدة لمسلحين سقطوا إبان الأحداث الأخيرة في عرسال، في مدفن تعلبايا».
كما أفيد أمس بأن المحكمة العسكرية أفرجت عن المدعو أبو تيمور الدندشي، وهو من المسلحين الذين شاركوا في المعارك المسلحة التي شهدتها مدينة طرابلس شمال البلاد، في الأعوام الماضية، ما دفع البعض إلى الربط بين إمكانية أن تكون عملية الإفراج عنه مقدمة للإفراج عن مسجونين آخرين يطالب مسلحو «النصرة» و«داعش» بالإفراج عنهم لتحرير العسكريين المختطفين.
وفي هذا الإطار، نفت مصادر أمنية نفيا قاطعا أن تكون هناك «صفقة أو مقايضة تجري بملف العسكريين»، لافتة إلى أن الدندشي ليس قائدا محورا وليس ممن يطالب المسلحون بالإفراج عنهم. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «من يطالب بهم المسلحون أسماء كبيرة متهمة بقضايا إرهابية، كنعيم عباس أحد قادة كتائب عبد الله عزام، وجمال دفتردار نائب أمير كتائب عبد الله عزام، وغيرهما».
وكشف نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي عن «مبادرات فردية يقوم بها أهالي عرسال لحل أزمة اختطاف العسكريين»، لافتا إلى أنّه «وفي حال أوقفت هيئة العلماء المسلمين وساطتها، فالموضوع لن يُترك بل ستجري متابعته؛ لأن الأحوال لن تعود إلى طبيعتها في عرسال إلا بالإفراج عن العسكريين».
وأوضح فليطي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المعلومات التي يجري تداولها تؤكد أن المسلحين والعسكريين المختطفين موجودون في الجرود من الجهة السورية وليس اللبنانية، حيث يترك (حزب الله) وقوات النظام السوري لهم هامشا من الحركة».
«هيئة العلماء المسلمين» تتجه لوقف وساطة إطلاق العسكريين المختطفين
مصادر أمنية تنفي مقايضة تشمل معتقلين من «النصرة» و«داعش»
«هيئة العلماء المسلمين» تتجه لوقف وساطة إطلاق العسكريين المختطفين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة