وزارة البيشمركة تطالب الحكومة الاتحادية بنحو 15 مليار دولار

قالت إن المبلغ يمثل ميزانيتها غير المدفوعة منذ سنوات

جبار ياور
جبار ياور
TT

وزارة البيشمركة تطالب الحكومة الاتحادية بنحو 15 مليار دولار

جبار ياور
جبار ياور

طغى الخلاف النفطي القائم بين الحكومتين الاتحادية والإقليمية في العراق، وخصوصا اتفاق حكومة الإقليم مع تركيا على مد خط أنبوب نفطي جديد بين كردستان والموانئ التركية، على المباحثات التي أجراها أخيرا رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في بغداد مع رئيس الوزراء الاتحادي نوري المالكي، إذ اقتصرت المباحثات على الملف النفطي من دون بقية الخلافات المزمنة القائمة بين الحكومتين منذ عام 2007 وفي مقدمتها الخلافات حول موازنة البيشمركة وتنفيذ المادة 140 من الدستور المتعلقة بتطبيع أوضاع كركوك وغيرها من المشكلات المالية الأخرى.
وقال الفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، إن تمثيل الوفد الكردي الذي رافق رئيس الحكومة اقتصر على عدد من الوزراء والمستشارين الفنيين المعنيين بشؤون النفط والمالية، وغاب عنه أي تمثيل لوزارة البيشمركة. وأضاف: «نعتقد أن الخلاف المتعلق بالبيشمركة لم يبحث خلال تلك الزيارة، وعليه فإننا ننتظر جولات مقبلة من المفاوضات لكي نحسم الملف المتعلق بالبيشمركة، وهو ملف لا يقل أهمية عن بقية الملفات العالقة لأنه مرتبط بالوضع الأمني في البلاد».
وأهم نقاط الخلاف حول البيشمركة تتعلق، حسب ياور، بالموازنة التي أقرها الدستور كجزء من حصة كردستان البالغة 17 في المائة من ميزانية وزارة الدفاع، وهي الموازنة التي ترحلها الحكومات العراقية سنة بعد أخرى بموازناتها العامة، وبالتالي ترتب إلى الآن على الحكومة الاتحادية دين يقدر بأكثر من 15 تريليون دينار (نحو 15 مليار دولار) كان يفترض صرفها لوزارة البيشمركة خلال السنوات الماضية، لكنه تأجل كل مرة عند مناقشة موازنة الدولة. ونوه الفريق ياور بأسباب تراكم هذا الدين قائلا: «في كل سنة عندما تناقش الميزانية من قبل مجلس النواب العراقي يتأجل تنفيذ الفقرة الواردة بحصة البيشمركة في موازنة وزارة الدفاع العراقية بفقرة تربط تنفيذها باتفاق الحكومتين المركزية والإقليمية، وهذا الاتفاق لم يحصل حتى الآن».
وحول ما إذا كانت هناك أي إشارات لاستئناف المفاوضات بهذا الشأن، قال ياور: «نعتقد أن هناك حاجة لعقد اجتماع جديد بين اللجنتين الوزارية العليا واللجان العسكرية المنبثقة عنهما، لأن هناك ملفات كثيرة لم تحسم بعد، وسنجدد مطالبنا الأساسية عند عقد ذلك الاجتماع من أهمها إطلاق صرف مستحقاتنا المتوقفة منذ عدة سنوات كميزانية البيشمركة لكي نتمكن من توفير التجهيزات والمعدات الضرورية لتشكيلاتنا العسكرية، والمطلب الثاني هو التشديد على حقنا الدستوري بالتمثيل القومي داخل صفوف وتشكيلات الجيش العراقي، إذ إن النسبة الحالية لا تتوافق مع حقيقة حجمنا، والثالث هو التفاهم والاتفاق حول كيفية إدارة الشؤون والمهام الأمنية في المناطق المتنازع عليها، وخاصة أن الوضع الأمني في تلك المناطق غير جيدة». وأضاف: «نحن ننتظر استئناف مفاوضاتنا مع الحكومة الاتحادية لنتمكن من حسم تلك المشكلات والخلافات وصرف الجهود نحو تدعيم الوضع السياسي المستقر وتحسين الأوضاع الأمنية في المناطق المتنازع عليها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.