المرشحان في الانتخابات الرئاسية الأفغانية يتفقان على تدقيق فرز الأصوات

إعادة فرز ثمانية ملايين صوت.. والفائز سيسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية

أشرف غني المرشح الرئاسي الأفغاني يتحدث في مؤتمر صحافي في العاصمة كابل مساء أول من أمس وبجواره منافسه عبد الله عبد الله (أ.ف.ب)
أشرف غني المرشح الرئاسي الأفغاني يتحدث في مؤتمر صحافي في العاصمة كابل مساء أول من أمس وبجواره منافسه عبد الله عبد الله (أ.ف.ب)
TT

المرشحان في الانتخابات الرئاسية الأفغانية يتفقان على تدقيق فرز الأصوات

أشرف غني المرشح الرئاسي الأفغاني يتحدث في مؤتمر صحافي في العاصمة كابل مساء أول من أمس وبجواره منافسه عبد الله عبد الله (أ.ف.ب)
أشرف غني المرشح الرئاسي الأفغاني يتحدث في مؤتمر صحافي في العاصمة كابل مساء أول من أمس وبجواره منافسه عبد الله عبد الله (أ.ف.ب)

توصل المرشحان في الانتخابات الرئاسية الأفغانية إلى اتفاق تاريخي لإعادة فرز ثمانية ملايين صوت لتسوية الخلاف حول نتائج الاقتراع بعد يومين على تكثيف وزير الخارجية الأميركي جون كيري جهوده الدبلوماسية.
وأعلن كيري ذلك فجأة خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في مقر الأمم المتحدة في كابل بعد ساعات من الانتظار موضحا أن عملية إعادة الفرز ستبدأ خلال الساعات الـ24 المقبلة. وتعهد المرشحان بالالتزام بنتائج عملية الفرز وأن الفائز سيعلن رئيسا مقبلا لأفغانستان وسيسعى على الفور إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ». وأول الأصوات التي سيعاد فرزها ستكون في كابل في حين ستنقل صناديق الاقتراع من كل أرجاء البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة من قوة الحلف الأطلسي وقوات الأمن الأفغانية إلى العاصمة الأفغانية وستوضع تحت حماية أمنية. وتصافح المرشحان وكيري في نهاية المؤتمر الصحافي بعد التوصل إلى الاتفاق الذي أتى إثر مخاوف من اندلاع أعمال عنف إثنية جديدة.
وأغرق المأزق في اختيار الفائز لخلافة الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي أفغانستان في أزمة سياسية ونسف آمال واشنطن في عملية سهلة لنقل السلطة في وقت تسعى إلى سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية 2016. والنتائج الأولية في الدورة الثانية من الاقتراع التي نشرت الاثنين أظهرت تقدم أشرف غني. لكن عبد الله عبد الله أعلن فوزه مؤكدا أن عمليات غش على نطاق واسع سلبت منه هذا الفوز.
وقال كيري خلال المؤتمر الصحافي الذي تأخر عن موعده ست ساعات إن «المرشحين تعهدا بالمشاركة والالتزام بنتائج عملية إعادة فرز الأصوات وسيجري التدقيق في كل الأصوات أي نسبة مائة في المائة».
وأضاف أن «هذا أقوى دليل على أن المرشحين يرغبان في إضفاء شرعية على الاقتراع والديمقراطية في أفغانستان». وأوضح أن «الفائز سيعلن رئيسا وسيشكل على الفور حكومة وحدة وطنية».
لكن عملية إعادة فرز الأصوات ستستغرق وقتا. وأكد كيري أن كرزاي وافق على تأجيل حفل التنصيب المقرر في الثاني من أغسطس (آب). وقال كيري «احترمنا مطالب المرشحين وسيجري التدقيق في الأصوات وفقا لأعلى المعايير الدولية».
وغني خبير الاقتصاد السابق في البنك الدولي الذي تقدم عليه عبد الله بفارق كبير خلال الدورة الأولى في أبريل (نيسان)، دعا الأفغان إلى التحلي بالصبر. وقال «سنحترم إرادة الشعب ولن نقبل ولا بصوت واحد مزور».
وقال عبد الله من جهته إن «الجانبين توصلا إلى اتفاق تقني وسياسي». وأضاف «آمل في أن يكون ذلك في مصلحة الشعب الأفغاني».
وهنأ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ المرشحين على «إعطاء أولوية لمصلحة الشعب الأفغاني». وقال «آمل في أن تعيد عملية إعادة فرز الأصوات ثقة الأفغان بالعملية الانتخابية ونتائجها».
وأثار إعلان عبد الله فوزه الاثنين توترا وحمل واشنطن على التحذير من أن العنف سيؤدي إلى وقف المساعدة الأميركية لأفغانستان.
وكرزاي الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية جديدة بقي حياديا في الخلاف لكن أنصار عبد الله اتهموه بدعم غني.
وقال أول من أمس «أرحب وأدعم هذا الإعلان وآمل أن يعاد فرز الأصوات بنسبة 100 في المائة في أقرب فرصة».
وطلب رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان يان كوبيس السبت من المنظمات الدولية بأن تسارع إلى إرسال مراقبين يتولون التدقيق في كل بطاقات التصويت في الانتخابات الرئاسية الأفغانية.
فعودة التوترات الإثنية في بلد لا يزال ضحية حركة تمرد طالبان، قد تحيي شبح الحرب الأهلية في التسعينات التي سبقت وصول طالبان إلى السلطة في 1996.
وأشرف غني وهو من الباشتون يحظى بدعم هذه الإثنية التي تشكل الغالبية في الجنوب، بينما يحظى عبد الله عبد الله ورغم أن والده باشتوني، بدعم الطاجيك في الشمال.
وبعد 13 عاما على الغزو الأميركي في 2001 الذي أطاح نظام طالبان تسعى كل الأطراف إلى الحفاظ على المكاسب مثل نسبة التعليم وحقوق المرأة.
لكن القوات الأفغانية تعلم أنها ستواجه حركة تمرد وحدها بعد انسحاب القوات الدولية من هذا البلد. كما تريد واشنطن توقيع اتفاق حول حماية القوات الأميركية التي ستبقى في البلاد حتى نهاية 2016.



مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان... كابل 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان... كابل 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان... كابل 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان... كابل 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

قُتل وزير اللاجئين الأفغاني في حكومة «طالبان» خليل الرحمن حقاني، اليوم (الأربعاء)، جراء انفجار وقع في مقر وزارته، بحسب ما أبلغ مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح المصدر: «وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد توفي».

وأكد أنس حقاني ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين خليل الرحمن حقاني، الأربعاء، أن الوزير قُتل في انفجار في العاصمة كابل.

وقال مسؤولون بوزارة الداخلية الأفغانية إن تفجيرا انتحاريا وقع في العاصمة الأفغانية يوم الأربعاء أسفر عن مقتل وزير اللاجئين من حركة «طالبان»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كابل... 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

وحقاني أبرز ضحية لتفجير في أفغانستان منذ عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.

وخليل حقاني هو عم سراج الدين حقاني القائم بأعمال وزير الداخلية والذي يقود شبكة قوية داخل حركة «طالبان».

وتراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في صيف 2021. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش» (ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت المدنيين والأجانب ومسؤولي «طالبان».

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) أثناء وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن حقاني، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في شبكة حقاني» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».