تسبب مقتل سائق سيارة أجرة (تاكسي) في مصر طعنا على أيدي مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين خلال مظاهرتهم بمدينة المنصورة (شمال القاهرة) ليلة أول من أمس، في حالة من الغضب بين المواطنين وسط اتهامات متبادلة من الطرفين. فيما شدد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء على «ضرورة محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة للعمل على عدم تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية».
يأتي هذا فيما شهد عدد من الجامعات المصرية، منها الأزهر والقاهرة وأسيوط، أمس اشتباكات عنيفة بين الأمن وطلاب جماعة الإخوان المسلمين، الذين واصلوا مظاهراتهم للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، رافعين شعارات تنادي بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي ورفض الحكومة الحالية.
وشيع الآلاف من أهالي مدينة المنصورة أمس جثمان محمد جمال (34 عاما) سائق الأجرة الذي قام منتمون لجماعة «الإخوان» بقتله وإحراق سيارته، خلال إحدى المسيرات الخاصة بهم عقب صلاة المغرب مساء أول من أمس. وردد المشيعون هتاف «القصاص القصاص»، حاملين لافتات عليها صورة القتيل كتب بجوارها: «الشهيد محمد جمال قتل على يد الخونة والعملاء جماعة الإخوان المجرمين».
وروى مصدر أمني بوزارة الداخلية الواقعة قائلا إن «ما يقرب من 200 شخص من المنتمين لجماعة (الإخوان) بمسيرة في شارع الجيش دائرة قسم ثان المنصورة، قاموا بتعطيل الحركة المرورية بالشارع». وأضاف المصدر أن «السائق حاول المرور بسيارته، لكن عددا من المشاركين بالمسيرة تعدى عليه بالسب وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة، مما أدى لاشتعال النيران بالسيارة، ولدى محاولته الفرار قاموا بملاحقته والتعدي عليه بأسلحة بيضاء كانت بحوزتهم، وجرى نقله إلى المستشفى لإسعافه إلا أنه توفى متأثرا بإصابته». وأكد المصدر أن الأجهزة الأمينة تمكنت من تفريق المتظاهرين وضبط 10 من مثيري الشغب. لكن في المقابل، نشرت صفحة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، فيديو يظهر عربة الأجرة وهي تسير وسط المتظاهرين وسط صراخ وعويل بين نساء المتظاهرين. وقال شهود عيان من المتظاهرين إن «السائق تعمد فض المظاهرة عبر دهس المتظاهرات، وبالفعل جرى انتشال إحدى السيدات من تحت عجلات العربة؛ مما فجر غضبا بين زملائها الذين حطموا التاكسي فوق صاحبه».
وبينما أمرت النيابة بتشريح الجثمان لبيان أسباب الوفاة، كما انتقلت إلى مكان الواقعة أجهزة البحث الجنائي لإجراء المعاينة.. أشار التقرير المبدئي للطب الشرعي إلى أن السائق «توفي نتيجة إصابة طعنية بالصدر».
من جهته، أدان الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، حوادث العنف التي شهدتها بعض المحافظات أخيرا، مشددا على ضرورة محاسبة الجناة وسرعة تقديمهم للعدالة في أقرب وقت، و«ذلك للعمل على عدم تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية في المستقبل»، على حد قول بيان صدر أمس. وأمر رئيس الوزراء بسرعة صرف معاش استثنائي لأسرة المتوفى، والعمل على توفير كل أوجه الرعاية لهم.
كما عبر البرلماني السابق مصطفى النجار عن أسفه للحادث، مؤكدا أنه «جريمة نوعية تنذر بعواقب وخيمة»، مشددا على أن «ملاحقة المتورطين ومساءلتهم لا بد أن تجرى فورا، منعا لاقتتال أهلي بين أطراف الواقعة».
في السياق ذاته، واصل طلاب جماعة الإخوان المسلمين مظاهراتهم أمس بعدد من الجامعات. وحاصرت مجموعة من الطلاب مجددا مقر رئاسة جامعة الأزهر بالقاهرة، وهو ما دفع الموظفين لإغلاق أبوابه. كما احتشد عدد من الطلاب أمام أبواب ومداخل كليات التربية والتجارة والطب بالأزهر وأغلقوا الأبواب ورفعوا لافتات الإضراب عن الدراسة، مرددين هتافات منددة بالجيش والشرطة وما عدّوه «انقلابا على شرعية الرئيس السابق محمد مرسي».
من جهته، عقد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر اجتماعا أمس مع نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، شدد خلاله على الإسراع والانتهاء من الاستعداد للامتحانات مع عدم إجراء أي تعديل بها بعد إعلانها. وقال العبد إن امتحانات الفصل الدراسي الأول بالجامعة ستجرى في موعدها المقرر في 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإنه لا نية مطلقا لتأجيلها بأي حال من الأحوال.
وفي جامعة القاهرة، نظم طلاب «الإخوان» مسيرة وصلت إلى أمام القبة الرئيسة بالجامعة، حيث هتف الطلاب المشاركون ضد إدارة الجامعة. كما شهدت الساحة الأمامية لكلية دار العلوم بالجامعة اشتباكات بالحجارة بين الطلاب والأمن.
ونشبت اشتباكات عنيفة بين طلاب «الإخوان» ومواطنين أمام جامعة المنصورة، بعد ترديدهم هتافات معادية للجيش والشرطة، وتدخلت قوات الأمن للسيطرة على الموقف وسط حالة من الكر والفر بالمنطقة.
وفي محيط جامعة أسيوط، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن وطلاب «الإخوان» بعد أن حاول الطلاب الخروج في مسيرة من أبواب الجامعة، فقامت قوات الأمن بمحاصرتهم وإطلاق قنابل الغاز عليهم.
وأعلنت جامعة عين شمس بالقاهرة إخلاء مسؤوليتها من أي إصابات أو أحداث قد تحدث خارج محيط الجامعة. وأكدت الجامعة، في بيان لها أمس حق التظاهر السلمي الذي لا يعطل العملية التعليمية ولا يهدد الأرواح والممتلكات، محذرة الطلاب من الخروج خارج الحرم الجامعي الذي يعطى الفرصة للعناصر المندسة لإثارة الشغب، الذي قد يؤدي إلى حدوث ما لا تحمد عقباه. كما حذرت الجامعة الطلاب من الاقتراب من مقر وزارة الدفاع والمنشآت العسكرية الموجودة في محيط الجامعة؛ حرصا على سلامة الطلاب.
وكان محيط الجامعة شهد أول من أمس اشتباكات بين طلبة «الإخوان» بالجامعة وقوات الأمن بعد قيام الطلبة بالخروج من الحرم الجامعي في مسيرة باتجاه وزارة الدفاع وقطع الطريق أمام حركة السيارات، مما أدى إلى إصابة مجند.
مقتل سائق طعنا على يد مؤيدي «الإخوان» يشعل الغضب
مقتل سائق طعنا على يد مؤيدي «الإخوان» يشعل الغضب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة