نصب في السليمانية يخلد الحب وينبذ العنف

يرتفع على هيئة حربة كالتي تركب على فوهة بندقية الكلاشنيكوف

خلال مراسم إزاحة الستار عن نصب «التقاليد والحب» في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق
خلال مراسم إزاحة الستار عن نصب «التقاليد والحب» في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق
TT

نصب في السليمانية يخلد الحب وينبذ العنف

خلال مراسم إزاحة الستار عن نصب «التقاليد والحب» في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق
خلال مراسم إزاحة الستار عن نصب «التقاليد والحب» في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق

«التقاليد والحب» هو عنوان النصب المثير للجدل الذي أُزيح عنه الستار يوم الأحد، وسط مراسم خاصة في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق.
النصب المقام على هيئة حربة كالتي تركب على فوهة بندقية «الكلاشنيكوف» يعلوه مجسمان صغيران لفتى يعانق حبيبته ويقبلها، أثار منذ وضعه في إحدى ميادين السليمانية الشهيرة، موجة من الجدل في الأوساط الفنية والاجتماعية والإعلامية، فقد وصفته كثير من الصحف وقنوات التلفزة الكردية، بأنه تحفة فنية أخرى أضيفت إلى بيدر النصب التذكارية وتماثيل مشاهير الأدب والثقافة والفنون التي تعج بها ساحات وحدائق السليمانية التي يصفها الأكراد بمدينة الثقافة والفنون الكردية، فيما وجهت بعض وسائل الإعلام التابعة للجهات والأحزاب الكردية الإسلامية، انتقادات لاذعة للنصب كونه يخدش الحياء.
ويقول مصمم النصب ومنفذه، النحات الكردي المعروف زيرك ميرة: «يبلغ ارتفاعه تسعة أمتار ووزنه أربعة أطنان، وقد استخدمت مادة الاستيل الخالصة في صنعه، واستغرق من العمل 18 شهراً متواصلاً، وبتكلفة إجمالية بلغت 30 ألف دولار تبرع بها أحد المعجبين بأعمالي ومن عشاق فن النحت». وأضاف ميرة وهو صاحب تمثال «الفتاة الكردية المقاتلة» الذي ينتصب في إحدى ساحات مدينة عين العرب السورية (كوباني)، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن فكرة النصب مستمدة من واقعنا الاجتماعي المؤلم، أما النصب في حد ذاته فذو دلالات وإيحاءات متعددة، فهو يرمز إلى التقاليد البالية التي لا تزال تعتبر مشاعر وعلاقة الحب والغرام بين شابين والتي هي من أسمى المشاعر الإنسانية، جريمة لا تغتفر وعقابها النحر والقتل بالحراب، في مجتمع يجرم الحب ويعظم مشاعر الضغينة والكراهية التي يروج لها السياسيون والأحزاب». وتابع: «أردت من خلال هذا النصب أن أدعو الناس في المجتمع الكردي إلى المحبة ونبذ البغضاء والضغائن والتقاليد الاجتماعية البالية التي تمزق نسيجنا الاجتماعي، لذا وضعت مجسمي الشابين المتحابين فوق رأس الحربة، في إيحاء يدعو إلى جعل المحبة أسمى من المشاعر والاعتبارات الأخرى»، ويقول ضمناً «إن الحراب مهما كانت حادة سوف تقضي على المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة، وهو ما ينبغي أن نكرسه جميعا في المجتمع الكردي».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.