«لندن أرابيا للفنون والموضة في لندن»... عين على الشرق وأخرى على العالمية

العاصمة البريطانية تستقبل مصممات عربيات على أمل ربط جسر ثقافي وفني بينهما

المصممة البروفسورة هيلين ستوري  في الصورة ترتب  ذيل الفستان المصنوع من خيمة كانت مأوى لعائلة سورية في مخيم الزعتري بالأردن - قفطان من علامة «رافينيتي»
المصممة البروفسورة هيلين ستوري في الصورة ترتب ذيل الفستان المصنوع من خيمة كانت مأوى لعائلة سورية في مخيم الزعتري بالأردن - قفطان من علامة «رافينيتي»
TT

«لندن أرابيا للفنون والموضة في لندن»... عين على الشرق وأخرى على العالمية

المصممة البروفسورة هيلين ستوري  في الصورة ترتب  ذيل الفستان المصنوع من خيمة كانت مأوى لعائلة سورية في مخيم الزعتري بالأردن - قفطان من علامة «رافينيتي»
المصممة البروفسورة هيلين ستوري في الصورة ترتب ذيل الفستان المصنوع من خيمة كانت مأوى لعائلة سورية في مخيم الزعتري بالأردن - قفطان من علامة «رافينيتي»

«من أهداف (لندن أرابيا للفنون والموضة بلندن) أن نُسلط الضوء على مدى ثراء ثقافتنا في العالم العربي، من خلال إبداعات مبتكرين وفنانين مؤثرين. ليس هذا فحسب، بل أيضاً أن تخلق جسراً بين الشرق والغرب»، هذا ما قاله عمر بدور في كلمته التي افتتح بها الدورة الثالثة من الفعالية التي تحتفل بالفن العربي، وتشمل معرضاً فنياً وعروض أزياء.
وأضاف عمر بدور، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لهذه الفعالية، أن «العلاقة بين الشرق والغرب ليست جديدة، بل تعود إلى عدة قرون... وكما تخللتها نزاعات وصراعات كثيرة، تخللتها أيضاً تعاونات فكرية وفنية كان لها تأثيرات إيجابية على المجتمعات».
ومثل كثير من الناس، يؤمن عمر بأن الموضة والفن لهما قوة لا يستهان بها، على الأقل من ناحية تقريبهما بين الثقافات والشعوب، وهو ما نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى، في ظل تنامي السياسات الشعبوية، ومعاناة اللاجئين، وغيرها من المآسي. وقد تجسد هذا الرأي في فستان افتتحت به الفعالية في فندق الجميرة كارلتون تاورز، وسط لندن، صُنع كاملاً من قماش خيمة كانت تأوي عائلة سورية لاجئة في مخيم الزعتري، بالأردن.
الفستان الذي صممته البريطانية هيلين ستوري سبق عرضه في شهر مارس (آذار) الماضي، ضمن فعاليات «الإغاثة والتطوير»، في دبي. حينها، قالت المصممة إن أهميته تكمن في تاريخه وقصته الإنسانية، فقد «كان سكناً ومأوى لعائلة بأكملها».
وفي الإطار نفسه، تم عرض مجموعة من اللوحات الفنية التي سلط بعضها الضوء على معاناة إنسانية ما.
لكن لا بد من الإشارة إلى أن الفعالية كانت، أولاً وأخيراً، فرصة لا تُفوت بالنسبة لمصممات أزياء عربيات شاركن فيها، فرصة لاستعراض مهاراتهن من جهة، ولتوطيد علاقة مع الغرب من جهة ثانية، خصوصاً أنه سيتم عرض تصاميمهن في محلات «هارفي نيكولز»، الواقعة بمنطقة نايتسبريدج، إلى الـ16 من شهر أغسطس (آب) الحالي، الأمر الذي من شأنه أن يفتح أمامهن الأبواب للقاء صناع الموضة، ومناقشتهم في مجالات الإنتاج والتسويق والابتكار، فالأمل من المشاركة في مثل هذه الفعاليات أن تصبح تصاميمهن متاحة في محلات عالمية.
وبما أن أبواب «هارفي نيكولز» ستبقى مفتوحة لهن إلى الـ16 من الشهر الحالي، فإن هذه المحلات أيضاً تأمل في الاستفادة من الأمر باستقطاب زبونات عربيات وجذبهن لدخولها. صحيح أن أغلب هذه التصاميم، إن لم نقلها كلها، متوفرة في السعودية والكويت والمغرب، إلا أن صورتها تتغير في عيون الزبون العربي عندما تكون في الخارج، فهي تكتسب فجأة نكهة متميزة وجاذبية أكبر، قد يكون مردها أن المزاج للتسوق يكون أقوى في الإجازات، خصوصاً أن السفر يرادف التسوق بالنسبة للسائح العربي عموماً.
التداخل بين الشرق والغرب كان واضحاً في عروض الأزياء، التي مزجت في أغلبها بين العصري والأصيل؛ العصري في الخطوط وبعض الأشكال الهندسية، والأصيل في التطريز الذي كان سخياً، مثلما هو الحال بالنسبة للمصممة السعودية لمياء السمرا التي كانت مسك الختام، حيث ركزت في مجموعتها على الألوان القوية والتطريز السخي والتصاميم المفصلة على الجسم. ولا بد من القول هنا إن تطريزها كان سخياً إلى حد كاد يغطى على التصاميم التي قالت إنها تحرص فيها على التفصيل الدقيق المدروس.
لكن إذا كانت الفكرة هي مزج الغربي بالشرقي، فإنها وفقت في ترسيخ أن الذائقة العربية لا تزال تعشق الفخامة، وكل ما يبرق ويلمع. وبتركيزها على الخطوط الغربية في التصميم، مثل البنطلونات الضيقة للغاية، مع جاكيتات مشبوكة بتنورات ذات ذيول طويلة وبعضها، وياقات مُبتكرة، إضافة إلى ضخها بالبريق، استطاعت أن تبرز نظرتها، ونظرة زبوناتها إلى مفهوم الترف، فهي بلا شك تعرف ما تردنه، بالنظر إلى باعها الطويل في هذا المجال، وإلى أنها سيدة أعمال متمرسة، فقد أطلقت «لاس بوتيك»، بمدينة الخُبر السعودية، في عام 2004، وهو عبارة عن محل متخصص تجمع فيه إبداعات ماركات من كل أنحاء العالم. وفي عام 2016 فقط، قررت أن تُطلق ماركاتها الخاصة.
ويبدو أن مفهوم التطريز كان على بال الأخوات الجابري، من علامة «فيلفت عباية» أيضاً. وقد افتتح العرض بمجموعة من فساتين السهرة، بألوان طبيعية وترابية مطرزة بحبات اللؤلؤ، تقول مصممتها أسماء ناصر الجابري إنها أخذت فيها بعين الاعتبار كثيراً من العناصر، على رأسها أن تكون مناسبة للبيئة العربية، وهذا يعني تقيدها بالحشمة، الأمر الذي يفسر ياقاتها العالية وأكمامها الطويلة.
ولأن من أهداف الفعالية أن تحتضن مصممات من كل أنحاء العالم العربي، فقد مثلت كل من هيا الخرافي، وهي مصممة وسيدة أعمال، وسحر الحمود مؤسسة «ماي بوتيك»، الكويت. وأجمل ما مميز تصاميمهما، إلى جانب التطريز طبعاً، استعمالهما لأقمشة في غاية العصرية، فهي تبدو عُضوية منعشة أكثر منها مترفة بالمفهوم التقليدي، مثل الموسلين أو الساتان أو المخمل أو نحوها.
أما المغرب، فمثلته الأختان مريم وليلى حجوجي، مؤسستا ماركة «رافينيتي»، من خلال مجموعة قفاطين تجمع الأصالة والمعاصرة. ولم تخف مريم أن القفطان جزء من الثقافة التي نشأت عليها، وبالتالي لا يمكنها الانسلاخ عن هذه الثقافة مهما كانت الرغبة في معانقة الغرب، وأضافت أن القفطان، بعنفوانه وجمالياته، لا يحتاج إلى تطوير، أو أي محاولة لإقناع الغرب به، لأنه يبقى قطعة شرقية لها تاريخها وإرثها، وهذا يعني أنه من الصعب إخضاعه لتغييرات جذرية، لهذا السبب كان واضحاً في عرض الأختين حجوجي أنهما صبتا كل طاقتهما الابتكارية على الزخرفات والتطريز، بينما حرصا أن تأتي الخطوط ناعمة تعانق الجسم.
وللوصول إلى هذه النتيجة، اختارتا أقمشة خفيفة جداً، فيما أخذت التطريزات أشكالاً هندسية مستقاة من الآرت ديكو حيناً، فيما أعطت الانطباع أنها ياقوت وزمرد وألماس حيناً آخر. وفي حالتهما، كان التطريز طبيعياً، ومن تحصيل حاصل، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه جزء من إرثهما الشخصي، فعائلة الحجوجي تشتهر في المغرب بصناعة المصوغات الذهبية، وتتاجر فيها منذ عدة عقود، ولم تتفرع لتصميم القفطان والعباءات إلا منذ سنوات، بعد أن شعرت كل من مريم وليلى بأن بداخلهما طاقة تريدان التنفيس عنها بتصميم قفاطين تحترم التراث، لكن من دون تقديسه، حتى يأتي مناسباً لامرأة معاصرة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.