مشاركة عربية في مؤتمر المفوضية الأوروبية حول الغاز بمنطقة المتوسط وأمن الطاقة

يتناول وضع القطاع في الجزائر وليبيا ومصر والآفاق المستقبلية

مشاركة عربية في مؤتمر المفوضية الأوروبية حول الغاز بمنطقة المتوسط وأمن الطاقة
TT

مشاركة عربية في مؤتمر المفوضية الأوروبية حول الغاز بمنطقة المتوسط وأمن الطاقة

مشاركة عربية في مؤتمر المفوضية الأوروبية حول الغاز بمنطقة المتوسط وأمن الطاقة

بدأت أمس في مالطا أعمال المؤتمر الذي تنظمه المفوضية الأوروبية حول دور تنمية الغاز بمنطقة المتوسط في أمن إمدادات الطاقة للاتحاد الأوروبي، وذلك بمشاركة وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي ودول من شمال أفريقيا والشرق الأوسط ومنظمات وشركات إقليمية معنية بملف الطاقة، ويشارك في تنظيم المؤتمر الذي يستمر يومين كل من حكومة مالطا وحكومة قبرص، ويمثل المفوضية الأوروبية في الاجتماعات نائب رئيس المفوضية والمفوض المكلف شؤون الطاقة غونتر أوتينيغر.
وحسب الموقع الرسمي للمؤتمر، سيجري من خلال ثلاث جلسات تناول تنمية الغاز في البحر المتوسط بهدف تعزيز أمن إمدادات الغاز، ومن خلال تناول موضوعات تركز على وضعية الغاز حاليا ومستقبليا في جنوب المتوسط وشرقه، وأهمية هذه الدول في أمن إمدادات الغاز للمنطقة ولأمن إمدادات الغاز للاتحاد الأوروبي، ومن بين الشخصيات المشاركة لتتحدث في الاجتماعات، وزير الطاقة الأردني محمد حامد، وأيضا عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا جاد الله حمد جاد الله وتناول في كلمته قطاع الغاز في ليبيا وما التوقعات له، وكيف يمكن مواصلة الزخم الذي توافر السنوات الماضية، ومن الجزائر عبد الحميد زرغوني مدير شركة سوناطراك الجزائرية، وتناول توقعات قطاع الغاز في بلاده، وآفاق إنتاج الغاز الصخري، ودور الاتحاد الأوروبي والمستثمرين الأجانب في البنية التحتية للتصدير، ومن مصر تحدث رأفت البلتاجي رئيس مجلس إدارة شركة ثروة البترول، عن قطاع الغاز في مصر، وكيف يمكن لبلاده أن تتغلب على أزمة الطاقة، وما الاستثمار المطلوب، وجاءت المداخلات في إطار الجلسة الثانية من المؤتمر التي ركزت على التطورات في شمال أفريقيا.
أما الجلسة الأولى فجرى التركيز فيها على إمكانات الغاز في منطقة حوض المتوسط والتحديات الإقليمية وموضوع التفكير الاستراتيجي على المدى البعيد للشركات الوطنية للنفط والغاز وأيضا المستثمرين الأجانب والتوقعات لأسواق الغاز الأوروبي للفترة من 2020 إلى 2030 والمنافسة بين الغاز الطبيعي المسال وخطوط أنابيب الغاز الحالية وإنتاج الغاز غير التقليدي.
وفي الجلسة الثالثة اليوم الجمعة، سيستكمل النقاش حول كيفية وقدرة الغاز الطبيعي على أن يحدث تغييرا على مشهد الطاقة في شرق المتوسط وكيف يمكن لهذه المنطقة أن تساهم في أمن الطاقة بأوروبا ومدى تأثيرات التطورات الإقليمية في هذه المنطقة على التنقيب عن الغاز. ويذكر أنه في الشهر الماضي أعلنت المفوضية الأوروبية استراتيجية جديدة لضمان إمدادات الطاقة إلى دول التكتل الأوروبي الموحد، وتتضمن عدة إجراءات تهدف إلى تفادي وقوع أي أزمة خلال الشتاء المقبل على غرار ما حدث في شتاء عام 2009، «وتسلط الاستراتيجية الجديدة الضوء على أهمية تنسيق القرارات الوطنية للطاقة والتحدث بصوت موحد أوروبيا عند التفاوض مع الشركاء الخارجيين، وعرضت تلك الاستراتيجية على قادة دول الاتحاد في قمتهم ببروكسل يونيو الماضي لمناقشتها، وقال مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية إن «الاتحاد الأوروبي نفذ الكثير من الخطوات منذ أزمة 2009 من أجل تحسين ضمان إمدادات الطاقة، ولكن الأزمة الأوكرانية الأخيرة أوضحت لنا بعض الأمور، وخاصة أننا نعتمد على خمسين في المائة من مصادر الطاقة على الخارج، ولا بد أن نفعل المزيد من الخطوات في هذا الصدد لأن ضمان إمدادات الطاقة في بؤرة الأولويات». ومن جهته، قال المفوض الأوروبي المكلف شؤون الطاقة غونتر أوتينغر: «نحن نريد شراكات قوية ومستقرة مع الموردين، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نتفادى الوقوع ضحية للابتزاز السياسي والتجاري بشكل جماعي، ونحن بحاجة إلى تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء في الاتحاد». وقالت المفوضية إنها حددت 33 مشروعا للبنية التحتية التي هي ضرورية لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي، وفيما يتعلق بتنويع موارد الطاقة، ففي عام 2013 جاء 39 في المائة من واردات الاتحاد من الغاز من روسيا، و33 في المائة من النرويج، و22 في المائة من شمال أفريقيا وبالتحديد الجزائر وليبيا، وحافظ أيضا على علاقات مع شركاء موثوق بهم ويبحث عن شراكات وطرق إمداد جديدة، هذا إلى جانب تعزيز آليات الطوارئ والتضامن وحماية البنية التحتية الحيوية وأيضا زيادة إنتاج الطاقة المحلية والمزيد من مصادر الطاقة المتجددة، ومواصلة تطوير تكنولوجيا الطاقة.
وكان إنتاج الطاقة المحلية قد انخفض بنسبة الخمس تقريبا بين عامي 1995 و2012، واليوم أكثر من 50 في المائة من احتياجات الطاقة في الاتحاد تأتي من الخارج، وفي عام 2012 ما يقرب من 90 في المائة من النفط و66 في المائة من الغاز و42 في المائة من استهلاك الوقود الصلب، وهو ما يكلف الاتحاد الأوروبي فاتورة يومية قدرها مليار يورو يوميا، حسب الجهاز التنفيذي للاتحاد.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.