اندلعت احتجاجات طلابية حاشدة في بنغلاديش خلال الأيام الماضية بسبب مقتل طالبين تحت عجلات حافلة مسرعة في العاصمة دكا، وأثارت قلق الحكومة قبل الانتخابات العامة ودفعت إلى تحذير من تدخل المعارضة. واستمرت الاحتجاجات لليوم السابع على التوالي أمس تطالب بتحسين وسائل السلامة على الطرق، لكنها أصابت الحركة المرورية في العاصمة دكا بالشلل. واستولى الطلاب على مواقع في المدينة، بالإضافة إلى مناطق في أجزاء أخرى من بنغلاديش وأوقفوا السائقين للتحقق من التراخيص وتسجيل السيارات.
وقال وزير الداخلية أسد الزمان خان لـ«رويترز»: «أكدنا لهم أن كل مطالبهم ستنفذ وسيتم اقتراح قانون في الدورة المقبلة للبرلمان. ولكن نخشى من تحول هذه الحركة إلى أعمال عنف لأن هناك مؤامرة.. لتعطيل الحكومة. سنتخذ إجراء صارما ضد من يتآمرون لاستغلال هذا بتحريض القُصر». وأضاف أن لدى وكالات إنفاذ القانون أدلة على أن أوامر صدرت لنشطاء من الجناح الطلابي لحزب بنغلاديش الوطني وهو حزب المعارضة الرئيسي بالاختلاط مع المحتجين. وحث خان أولياء الأمور على منع أبنائهم من المشاركة في الاحتجاجات. ورفض حزب بنغلاديش الوطني اتهامه بالتحريض. وشارك عشرات الآلاف من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات في الاحتجاج مطالبين بشن حملة على الحافلات التي يسير كثير منها دون شهادات صلاحية وكثيرا ما تتسابق بشكل خطير في الشوارع.
وذكر شهود عيان أن الاحتجاجات تحولت إلى أعمال عنف فيما خلفت الاشتباكات مع الشرطة 30 مصابا على الأقل. واندلعت الاشتباكات بعد فترة قصيرة من عقد قائد شرطة دكا، أسد الزمان ميا، مؤتمرا صحافيا طلب فيه من المتظاهرين إخلاء الشوارع والسماح للشرطة بالقيام بعملها. وقال محمد سالم، وهو طالب في الصف العاشر لوكالة الأنباء الألمانية: «لا نريد أن نقتل في حوادث طرق. نريد ضمان الوفاة الطبيعية»، بينما كان يحمل لافتة تقول: «نريد العدالة». وكان سالم واحدا من آلاف الطلاب، الذين كانوا يهتفون بشعارات تتعلق بسلامة الطرق بسبب مقتل اثنين من زملائهم، في حادث طريق، يوم الأحد الماضي في دكا، والذي تسبب في خروج المظاهرات. وطبقا للشرطة، فإن حوالي ثلاثة آلاف شخص يتوفون سنويا في حوادث طرق بمختلف أنحاء البلاد. لكن ذكرت منظمة «اتحاد الرعاية الاجتماعية» للركاب البنغاليين أن أكثر من سبعة آلاف شخصا توفوا العام الماضي. ومع قيام المشاركين بالاحتجاجات بأعمال التخريب ونهب الحافلات واعتراض السائقين، وردا على ذلك، أوقف عمال النقل نشاطهم خشية على حياتهم واحتمالات تدمير عرباتهم. وقال محبوب الرحمن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث ساوث في دكا إن الاحتجاجات الطلابية العفوية نادرة في بنغلاديش ويجب على الحكومة التعامل مع بحرص قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر (كانون الأول).
وقال عنايت حسين، أمين عام اتحاد أصحاب وسائل النقل على الطرق لوكالة الأنباء الألمانية: «إننا نستثمر أموالا طائلة، ولا يمكننا ببساطة تعريض استثماراتنا للخطر». واستخدم نحو مائة من رجال الشرطة، ونشطاء حزب رابطة عوامي الحاكم العصي لتفريق المتظاهرين. وجرى انتزاع الكاميرات والهواتف الجوالة من الأشخاص الذين كانوا يحاولون التقاط صور للاشتباكات. وأضرمت النار في 317 مركبة أدت إلى إصابة ما لا يقل عن 51 شخصا منذ الحادث الذي وقع يوم الأحد.
احتجاجات طلابية لليوم السابع تشل العاصمة البنغلاديشية
احتجاجات طلابية لليوم السابع تشل العاصمة البنغلاديشية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة