جنون موسيقى الرقص الإلكترونية يجتاح «مهرجانات بيبلوس»

افتتاح شبابي وصاخب مع فرقة «ذا شاينسموكرز»

فريق «تشاينسموكرز» ونجمه  أندرو تاغارت على مسرح مهرجانات بيبلوس (إ.ب.أ)
فريق «تشاينسموكرز» ونجمه أندرو تاغارت على مسرح مهرجانات بيبلوس (إ.ب.أ)
TT

جنون موسيقى الرقص الإلكترونية يجتاح «مهرجانات بيبلوس»

فريق «تشاينسموكرز» ونجمه  أندرو تاغارت على مسرح مهرجانات بيبلوس (إ.ب.أ)
فريق «تشاينسموكرز» ونجمه أندرو تاغارت على مسرح مهرجانات بيبلوس (إ.ب.أ)

عشاق فرقة «ذا شاينسموكرز» الأميركية زحفوا إلى مدينة جبيل بالآلاف يوم أول من أمس. اختيار فرقة من أكثر الفرق الغربية، شعبية وصعوداً لافتتاح «مهرجانات بيبلوس الدولية» كان موفقاً وجعل البداية شبابية بامتياز. خمس سنوات، هو كل عمر الفرقة الأميركية اليانعة، المكونة من ثنائي (الدي جيه) أندرو تاغارت وأليكس بول، لكنها على قصرها، كانت نجاحات تلو أخرى، وجوائز متتالية.
وصول نجمي «ذا شاينسموكرز» إلى لبنان، بدا لبعض محبيهم وكأنه لا يصدق. الدخول إلى الحفل كان وسط ازدحام منهك وخانق أحياناً. من حسن الحظ أن الغالبية التي لم تتجاوز عشريناتها، لا تعبأ كثيرا بالتعب الناجم عن هذا الزحف الذي فاق ثمانية آلاف حاضر، عليهم أن يدخلوا ويخرجوا جميعهم في وقت واحد.
أجواء البهجة جعلت كل شيء جميلاً، الانتظار، الحرّ، الرطوبة المرتفعة، التأخير، حيث بدأ الحفل الفعلي نحو العاشرة والنصف، ولم ينته إلا بعد منتصف الليل.
«الدي جيه» اللبناني رودج، ملأ المسرح قبل إطلالة الفرقة بموسيقى ألهبت الشباب وجعلتهم يرقصون تمهيداً لوصول النجمين الشابين. رودج نجم بالنسبة لهؤلاء الذين يرتادون أماكن السهر ويعرفونه جيداً. أرقصهم بموسيقاه التي كان يتنقل فيها في الأنواع والأصناف بما في ذلك العربية، مع راقصة مقنّعة كأنها آتية رغم بدلة الرقص الشرقي من مهرجان البندقية. أما القمة فكانت حين فاجأهم رودج بأغنية «كيكي دو يو لاف مي» التي باتت في أعلى سلم الهرم العالمي غناء ورقصاً وتصويراً ومشاهدة.
خروج نجمي «ذا شاينسموكرز أندرو تاغارت وأليكس بول إلى المسرح، رافقه ترحيب عارم وصراخ وتصفيق حاد، ليبدأ العزف وتشتعل الشاشة الخلفية والأمامية والشاشتان على جهتي المسرح. لعل المشهدية الأكبر لم تكن بالفعل على المسرح بل على المدرجات الممتلئة، حيث تزود الشبان قبل دخولهم بالعصي المضيئة بالألوان وحملوا هواتفهم التي كانت تشع هي الأخرى، فبدأ بحر الحضور الهائج مستحقاً للتأمل في حال جيل لا يريد في هذه الأمسية، سوى أن يرقص ويغني ويقضي ليلة مرح.
غنى نجما الفرقة كل أغنياتهما الشهيرة والتي يحفظها الجمهور إضافة إلى أخرى أقل شهرة، وواحدة لم تسجل بعد. في البدء كانت «دونت لت مي دون» أو «لا تتركيني» ومن ثم كرت سبحة الأغنيات مع «ايفري بودي هات مي» أو «الجميع يكرهني» والأغنية الشهيرة جداً «روزز» وتلك الأشهر منها «باريس»، وبالطبع «كلوزر» و«سيلفي» التي تنتقد التمركز حول الذات، و«كينج أوف أفريكا» و«سك بوي» أو الصبي المريض، والكثير من المقطوعات الموسيقية.
وتحولت الموسيقى الإلكترونية التي تعزفها هذه الفرقة في السنوات الأخيرة إلى صيحة اجتاحت شباب العالم. ومثّل أشهر وجوه هذا النوع «أفيتشي» الذي وجد ميتاً مؤخراً ورحل عن عمر لم يتجاوز 28 عاماً، وهو يعتبر أحد أشهر من قدموا وصاغوا ما بات يسمى «موسيقى الرقص الإلكترونية».
ويصح القول بأن الفرقة الشهيرة باتت مطلوبة إلى حد تحولها إلى ظاهرة، فبعد حفلها في بيبلوس مباشرة، عزفت وغنت يوم أمس في حفل كبير جداً في رومانيا، واليوم موعدها مع عشاقها في إسطنبول، وغداً في ميكونوس في اليونان، لتعود بعدها قريباً من ديارها إلى موعد كيندي في الحادي عشر من الشهر.
وبهذا الحفل الإلكتروني الصاخب والعامر، تكون بيبلوس قد افتتحت مهرجانها، في انتظار الحفل الثاني مع واحدة من أشهر المغنيات الفنلنديات تاريا تورونن في السادس من الشهر. وهذه السوبرانو هي شاعرة وكاتبة أغنية وذات صوت أوبرالي بديع. أما الموعد الثالث فهو مع اليونانية الشهيرة نانا موسكوري، فيما يأتي دور «فرقة كركلا» في عمل استعراضي راقص يحمل اسم «فيفيقا» في السابع عشر من الشهر. والختام مع عازف العود والمغني المحبوب شربل روحانا حيث يقدم تحية منتظرة من جيل آخر، غير الذي حضر حفل «ذا شاينسموكرز» إلى الكبير سيد درويش.


مقالات ذات صلة

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.