قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، إن الاجتماع الوزاري بشأن تعزيز الحرية الدينية، الذي نظمته وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس (الخميس)، في واشنطن على مدى 3 أيام، «شكل مناسبة للتعريف بخصوصيات التجربة المغربية وبمركزية الدور، الذي تضطلع به مؤسسة إمارة المؤمنين، والأعمال التي أنجزها الملوك المغاربة من أجل خلق فضاء ملائم لحرية الأديان».
وذكر بوريطة في تصريح للصحافة، أن استدعاء المغرب للمشاركة في هذا الاجتماع الأول من نوعه، «ينم عن اعتراف بالتجربة المغربية الفريدة»، مبرزاً أن المملكة «كانت على امتداد تاريخها مجالاً لتعايش الأديان والحضارات، كما أن المغرب وفر من خلال مؤسسة إمارة المؤمنين مظلة حامية للتعايش بين هذه الديانات»، واحترام حقوق أتباعها ومعتنقيها.
واستحضر الوزير بوريطة في هذا السياق محطات مضيئة في تاريخ المملكة، مذكراً باستقبال المغرب في القرن الـ15 لليهود، الذين تم طردهم من إسبانيا، ورفض الملك الراحل محمد الخامس في الأربعينات من القرن الماضي ترحيل اليهود المغاربة أو تطبيق قوانين «فيشي» ضدهم.
وأضاف بوريطة موضحاً: «اليوم يستمر المغرب في عهد الملك محمد السادس على النهج نفسه... أولاً من خلال تأكيد الدستور المغربي أن الرافد العبري يعد من روافد الهوية المغربية، وثانياً من خلال العمل المباشر، الذي يقوم به الملك للحفاظ على هذا الموروث».
وأبرز الوزير المغربي أن ما قام به الملك محمد السادس من ترميم للمقابر اليهودية وأماكن العبادة، وما تم القيام به بأوامر ملكية، من إعادة لأسماء الأحياء اليهودية، «كلها أعمال لقيت إعجاباً من قبل المشاركين في هذا الاجتماع الوزاري، على اعتبار أن الأمر يتعلق بتجربة فريدة».
كما سجل وزير الخارجية والتعاون الدولي أن المغرب يتوفر على أكبر تعداد للجالية اليهودية بالعالم العربي، فضلاً عن ضمه أكبر عدد من أماكن العبادة والمقابر اليهودية، وكذا مجموعة من الكنائس، مشيراً إلى أن أماكن العبادة هذه «مفتوحة كلها في إطار نوع من الاحترام المتبادل».
وفضلاً عن التعريف بالتجربة المغربية، شكل الاجتماع الوزاري فرصة سانحة للمغرب، حسب بوريطة، للتأكيد على نقاط مركزية تتعلق بـ«صعوبة القيام بأي شيء للحفاظ على حرية الأديان في غياب الريادة على أعلى مستوى داخل الدولة... وكون حرية الأديان تبدأ باحترام الأديان الأخرى، وبمواجهة كل مظاهر التبشير أو ظواهر التشدد والتطرف الديني»، إلى جانب «أهمية التربية كعنصر أساسي لزرع قيم التسامح الديني»، وكون «مسألة تعايش الأديان أو الحرية الدينية لا يجب أن تكون على حساب التماسك الاجتماعي والأمن الروحي، والنظام العام داخل الدول».
يشار إلى أن الاجتماع الوزاري بشأن الحرية الدينية ناقش عدداً من القضايا، من بينها «التحديات التي تواجه الحرية الدينية»، و«تطوير إجابات مبتكرة للاضطهاد على أساس الدين»، و«بلورة التزامات جديدة لحماية الحرية الدينية للجميع». كما تناول الاجتماع، الذي شاركت فيه وفود تمثل نحو 80 بلداً، أهمية الحرية الدينية على المستوى الدولي، ودورها في السياسة الخارجية الأميركية، مع التأكيد مجدداً على الالتزامات الدولية في مجال تعزيز الحرية الدينية، وإحداث تغيير حقيقي وإيجابي.
وإلى جانب ممثلي الحكومات، شارك في الاجتماع كبار المسؤولين الأميركيين، من بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ونائب الرئيس مايك بنس، إلى جانب قادة دينيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وأعضاء من منظمات المجتمع المدني، وممثلين عن منظمات دولية من مختلف أنحاء العالم.
المغرب يشارك في واشنطن باجتماع لتعزيز الحريات الدينية
بوريطة: المملكة وفرت مظلة للتعايش بين الديانات
المغرب يشارك في واشنطن باجتماع لتعزيز الحريات الدينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة