برناردو سيلفا... من منبوذ في بنفيكا إلى خليفة رونالدو في البرتغال

غوارديولا يقدِّر دوره الإيجابي مع سيتي والبعض يعتبره وريث ديفيد سيلفا

سيلفا يسعى إلى هز شباك أوروغواي في مونديال روسيا (أ.ف.ب)
سيلفا يسعى إلى هز شباك أوروغواي في مونديال روسيا (أ.ف.ب)
TT

برناردو سيلفا... من منبوذ في بنفيكا إلى خليفة رونالدو في البرتغال

سيلفا يسعى إلى هز شباك أوروغواي في مونديال روسيا (أ.ف.ب)
سيلفا يسعى إلى هز شباك أوروغواي في مونديال روسيا (أ.ف.ب)

نسرد اليوم وقائع مسيرة مهنية مثبطة ومحفزة في ذات الوقت. كان برناردو سيلفا قد ترعرع على عشق نادي بنفيكا وانضم إلى النادي في عمر السابعة، لكن كثيراً ما أخبره مسؤولو النادي أن جسده نحيل للغاية وسمحوا له بالفعل بالرحيل في سن الـ19. في أعقاب مشاركته لمدة 31 دقيقة فقط مع الفريق الأول. ويشكل هذا الجزء المثبط من القصة ويتعلق بحقيقة أن حجم الجسد يشكل عاملاً مهماً في كرة قدم الناشئين.
ويتعرض بعض اللاعبين للتجاهل في سن مبكرة للغاية رغم تميزهم بالبراعة والمهارة. إلا أنه من حسن حظ سيلفا أن القصة تحمل جزءاً مشجعاً يفوق الجزء المثبط منها، ذلك أن اللاعب الذي اعتاد المشاركة في مركز الظهير الأيسر داخل النادي البرتغالي، انتقل إلى موناكو ومنذ ذلك الحين تحول إلى واحد من أكثر اللاعبين الواعدين على مستوى أوروبا، وشارك لتوه في بطولة كأس العالم التي أُقيمت في روسيا وفاز ببطولة الدوري الممتاز الموسم الماضي مع مانشستر سيتي، ويجري النظر إليه بصورة عامة باعتباره وريث ديفيد سيلفا داخل مانشستر سيتي.
من جهته، قال المهاجم البرتغالي السابق الشهير نونو غوميز متحدثاً عن برناردو سيلفا في تصريحات لقناة «سكاي سبورتس»، في وقت سابق، وذلك قبل أيام قلائل من رحيله عن منصبه كمدير لأكاديمية بنفيكا: «إنه واحد من أفضل اللاعبين الموهوبين الذين نشأوا داخل جدران نادي بنفيكا. ومع هذا، فإنه خلال مسيرته في صفوف فرق الناشئين، واجه صعوبات بعض الأحيان لضمان المشاركة في التشكيل الأساسي بسبب حجم جسده. من الواضح أنه يملك موهبة عظيمة، لكنه لم يكن بذات المستوى من القوة مثل الصبية الآخرين».
ببلوغه العام الـ18، بدأ سيلفا في اللحاق بركب رفاقه وفي موسم 2013 - 2014 تحول إلى مصدر إلهام للفريق الثاني في بنفيكا المشارك في الفريق الرديف لبنفيكا الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية البرتغالي. وخلال المباريات، تعالت أصوات الجماهير مطالبة بضم اللاعب إلى الفريق الأول، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2013 وكان سيلفا حينها يبلغ 19 عاماً وشهرين، شارك اللاعب للمرة الأولى مع الفريق الأول. إلا أنه على عكس ما توقعه الكثيرون، لم تكن هذه بداية علاقة رائعة بين اللاعب وبنفيكا.
شارك سيلفا، الذي يدلّله الكثيرون بلقب «فقاعة العلكة» بسبب الأسلوب الذي تلتصق به الكرة في قدمه، في مباراتين أخريين فقط تحت قيادة جورجي جيسوس ذلك الموسم ورحل عن النادي الموسم التالي. عن هذا الأمر، قال سيلفا في تصريحات لمجلة «لكيب»: «كنت أتدرب في مركز الظهير الأيسر وأدركت حينها أنه لا مستقبل لي مع الفريق. وعندما تقدم موناكو بعرض لضمي إليه، لم أتردد في قبوله». يذكر أن المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم تولى في تلك الفترة تدريب النادي المشارك في الدوري الفرنسي الممتاز وكان يحاول ضم لاعبين شباب يُعرف عنهم تميزهم بمواهب كبرى.
بادئ الأمر، انتقل سيلفا إلى موناكو على سبيل الإعارة وذلك في صيف 2014، وبعد ذلك أصبح الانتقال دائماً في يناير (كانون الثاني) التالي مقابل 15.75 مليون يورو. وحتى يومنا هذا، لا يزال الكثير من مشجعي بنفيكا يرون أن هذا الأمر أحد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها ناديهم. من ناحيته، قال سيلفا في تصريحات لـ«ريكورد»: «بالطبع كان موقفاً مؤسفاً، فقد كان حلمي دوماً أن أصبح لاعباً في صفوف بنفيكا. إلا أن الأمور لم تسر على النحو الذي كنت أرجوه. وعليه، اضطررت إلى اتخاذ سبيل مختلف».
وقال سيلفا إنه لا يمكنه أن يعد بأن يعود إلى بنفيكا يوماً ما، لكنه على الأقل استبعد تماماً إمكانية مشاركته في صفوف سبورتينغ أو بورتو. وذات يوم مزح حول هذا الأمر قائلاً إنه لن يلعب مرتدياً قميصاً أخضر إلا إذا كان ذلك في صفوف ريو أفي البرتغالي. وسرعان ما رد ريو أفي على المزحة بطرح صورة ساخرة لسيلفا مرتدياً قميص النادي. وجاء رد اللاعب على هذا الأمر إيجابياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويلخص هذا الموقف شخصية سيلفا، فهو لاعب موهوب للغاية ومحبوب وسهل المعشر. الصيف الماضي، انضم إلى مانشستر سيتي مقابل 43.6 مليون جنيه إسترليني، ورغم مشاركته في الفريق الأول على نحو متقطع خلال أول موسم له مع النادي، لا يبدو ثمة شك لدى مدرب سيتي جوسيب غوارديولا في أهمية دور اللاعب في مسيرة النادي المتألقة خلال الموسم.
وصرح غوارديولا في وقت سابق بأنه: «عندما كان يشارك في الملعب، كان أداؤه رائعاً. إنه لاعب صغير وشخص نشعر بسعادة بالغة إزاء وجوده في غرفة تغيير الملابس. وأعتقد أنه سيبقى معنا لفترة طويلة، وما دمتُ هنا فلن أسمح برحيله، وإنما سيبقى معي. في الحقيقة، لم أره حزيناً أبداً، دائماً يبدو في حالة مزاجية جيدة، حتى عندما لا يشارك في اللعب». ويحظى اللاعب باحترام بالغ من جانب أقرانه بالفريق، لكن يبدو أنه كان هدفاً لبعض المزحات من جانب عدد منهم. وفي نهاية الموسم، نشر برناردو مقطع فيديو طريفاً يقول فيه: «كما تعلمون، أتعرض لمزحات ومقالب فكاهية كثيرة من رفاقي. مثلاً، تعرض حذائي للسرقة كثيراً وحصلت على هدايا مضحكة رغم أن هذا لم يكن في عيد ميلادي. كان الأمر برمته ممتعاً، لكني اليوم أدرك أنني واحد من أبطال الدوري الممتاز، والأبطال لا تُسرق أحذيتهم».
وجاء الفوز ببطولة الدوري الممتاز بالنسبة إلى سيلفا على الأقل على نحو استثنائي. وعن هذا، قال: «كنت أشاهد مباراة لمانشستر يونايتد في منزلي مع زوجتي. كنت أجلس على الأريكة مرتدياً ملابس المنزل. ولم أكن أتوقع مطلقاً أن نتوج أبطالاً للدوري الممتاز ذلك اليوم». من ناحية أخرى، وبعد أن فاتته فرصة المشاركة في فوز البرتغال ببطولة «يورو 2016» بسبب الإصابة، ظهر سيلفا أمام العالم بأسره في مونديال روسيا ويعتبره الكثيرون أنه سيصبح خليفة رونالدو، مع تميزه ببعض ملامح من موهبة ميسي.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».