تعديل قانون معاشات البرلمانيين يثير جدلاً في المغرب

TT

تعديل قانون معاشات البرلمانيين يثير جدلاً في المغرب

يتجه نواب الأغلبية والمعارضة في المغرب إلى التوافق بشأن تعديل قانون معاشات البرلمانيين، المثير للجدل، خاصة بعد أن تباينت الآراء حوله بين من يطالب بتعديله، وبين من يقترح إلغاءه كليا، وهو التوجه الذي يتماهى مع الحملة التي أطلقها نشطاء التواصل الاجتماعي من أجل إلغاء معاشات النواب والوزراء في المغرب.
وتقرر لهذا الغرض تشكيل لجنة تقنية لبحث إمكانية التوافق حول تعديل القانون، الذي وضع النواب في حرج أمام الرأي العام.
وناقشت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، التي يرأسها عبد الله بوانو، القيادي في حزب العدالة والتنمية، مساء أول من أمس، نظام معاشات البرلمانين، من خلال مقترح قانون معاشات أعضاء مجلس النواب، تقدم به نواب حزب العدالة والتنمية، والتجمع الدستوري، والاستقلالي للوحدة والتعادلية، والفريق الحركي، والاشتراكي، والمجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية. كما ناقشت مقترح قانون لإلغاء نظام معاشات أعضاء البرلمان، الذي تقدم به البرلمانيان عن فدرالية اليسار الديمقراطي، مصطفى شناوي وعمر بلافريج. وبينما دافع إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، عن الإبقاء على معاشات البرلمانيين لأن هناك «برلمانيين وطنيين سابقين سيصبحون في وضعية عسيرة إذا توقفت معاشاتهم».
قال النائب مصطفى الشناوي عن فدرالية اليسار الديمقراطي إن حزبه تقدم بمقترح قانون يقضي بإلغاء معاشات البرلمانيين «لأننا في مهمة نيابية، وقد صوت علينا المواطنون لنمثلهم. فلا داعي ليكون لدينا معاش، فكل واحد منا كان أجيرا، إما في القطاع الخاص وإما العام، أو لديه مهنة حرة. لذا نحن نعتبر هذه المعاشات نوعا من الريع حتى وإن تأجل صرفها حتى سن 65 عاما»، مشيرا إلى أن «مفهوم التقاعد في العالم كله يكون مرتبطا بأداء عمل ما»، واستشهد بكون أن عددا من الدول ألغت تلك المعاشات.
أما النائب عبد اللطيف وهبي، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، فقد اعتبر أن مقترح القانون «غير قانوني وغير دستوري لأنه يمس بالحقوق المكتسبة والمساواة، ومبدأ فصل السلطات. وبالتالي فهو لا يستقيم مع الدستور ومع القانون، وهو باطل وسنصوت ضده، وإذا جرت إجازته فإننا سنطعن فيه أمام المحكمة الدستورية».
ويهدف مقترح القانون، الذي تقدمت به فرق الأغلبية وفريق «الاستقلال» المعارض إلى تخفيض المعاش الشهري لأعضاء مجلس النواب إلى 700 درهم (70 دولارا) عن كل سنة تشريعية، عوض ألف درهم سابقا (100 دولار)، وإلى عدم صرف المعاش إلا عند بلوغ 65 سنة، عوض صرفه مباشرة بعد فقدان الصفة النيابية. كما يقترح ألا تتعدى مساهمة البرلماني في صندوق المعاشات 2900 درهم (300 دولار)، على أن تلتزم الدولة بنفس المبلغ في إطار مساهمتها عن كل برلماني. وينص القانون الحالي المتعلق بإحداث نظام المعاشات لفائدة أعضاء مجلسي النواب والمستشارين على أنه «يستفيد البرلماني، الذي أكمل الولاية التشريعية ومدتها 5 سنوات، من معاش يقدر بخمسة آلاف درهم (500 دولار) صافية، معفاة من الضريبة على الدخل وغير خاضعة لأي تصريح، ويتقاضى هذا المبلغ مدى الحياة بغض النظر عن سنه ابتداء من نهاية الولاية، مهما كان عمر النائب أو المستشار. وهذا الامتياز تحديدا هو ما أثار غضب المعارضين والنشطاء، الذين أطلقوا في المغرب قبل عامين حملة للمطالبة بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة السابقة قد شرعت في إصلاح أنظمة التقاعد المهددة بالإفلاس».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».