فرنسا تنهي المغامرة الكرواتية وتتوّج بطلة لكأس العالم

{الديوك الزرق} حصدوا النجمة الثانية وديشامب دخل التاريخ... ومودريتش أفضل لاعب بالمونديال

لاعبو المنتخب الفرنسي يحتفلون بالتتويج أبطالاً للعالم (رويترز)
لاعبو المنتخب الفرنسي يحتفلون بالتتويج أبطالاً للعالم (رويترز)
TT

فرنسا تنهي المغامرة الكرواتية وتتوّج بطلة لكأس العالم

لاعبو المنتخب الفرنسي يحتفلون بالتتويج أبطالاً للعالم (رويترز)
لاعبو المنتخب الفرنسي يحتفلون بالتتويج أبطالاً للعالم (رويترز)

توج المنتخب الفرنسي بطلاً لكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، بفوزه على نظيره الكرواتي 4 - 2 في المباراة النهائية لمونديال روسيا أمس على ملعب لوجنيكي في موسكو.
وأضاف المنتخب الفرنسي إلى سجله لقب مونديال 2018، بعد 20 عاماً من تتويجه للمرة الأولى على أرضه عام 1998. أما المنتخب الكرواتي، ففشل في إحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه، علما بأنه بلغ المباراة النهائية للمرة الأولى.
وكتب ديدييه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي، اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كأس العالم، حيث أصبح ثالث شخص يتوج باللقب كلاعب ومدرب.
ومنذ انطلاق النسخة الأولى لكأس العالم عام 1930، لم يحقق هذا الإنجاز سوى شخصين، هما البرازيلي ماريو زاغالو، الذي توج بالبطولة كلاعب مع منتخب بلاده عامي 1958 بالسويد و1962 بتشيلي قبل أن يناله كمدير فني عام 1970 بالمكسيك، والألماني فرانز بيكنباور الذي فاز بالبطولة مع بلاده كلاعب عام 1974 بألمانيا ثم حصل عليها كمدير فني عام 1990 بإيطاليا.
وكان ديشامب، توج بكأس العالم مع منتخب فرنسا عام 1998، قبل أن يتوج أمس باللقب على رأس القيادة الفنية لمنتخب بلاده. وخاض ديشامب مباراته الثالثة والثمانين كمدير فني لمنتخب فرنسا، حيث حقق انتصاره الثالث والخمسين مقابل 15 تعادلا و15 خسارة.
وأعرب ديشامب عن فخره الشديد بفريقه المتوج بطلا وقال: «هذا أمر جيد للغاية، وأمر رائع للاعبين، جيل من الشباب. كان لدينا الكثير من المميزات في هذا النهائي وسجلنا أهدافا تكفي للفوز». وأضاف: «الفخر موجود. أنا هنا لأحقق الأهداف».
وهذه هي أكثر مباراة نهائية تشهد أهدافا منذ فوز إنجلترا 4 - 2 على ألمانيا الغربية بعد وقت إضافي في 1966 والأعلى في الوقت الأصلي بعد تغلب البرازيل 5 - 2 على السويد قبل 60 عاما.
كما أصبح منتخب فرنسا أول فريق يسجل أربعة أهداف خلال المباراة النهائية لكأس العالم منذ 48 عاما، ليعادل عدد الأهداف التي أحرزها منتخب البرازيل في مرمى نظيره الإيطالي في نهائي نسخة المسابقة عام 1970 بالمكسيك.
ولم تتجاوز المنتخبات المشاركة في المباريات النهائية حاجز الثلاثة أهداف منذ مونديال 1982 بإسبانيا حتى الآن.
وحصل المنتخب الفرنسي، على 38 مليون دولار أميركي جائزة المركز الأول، وكرواتيا على 28 مليون دولار.
وارتفعت الجائزة المالية للبطل والوصيف بمقدار ثلاثة ملايين دولار مقارنة بمونديال البرازيل 2014.
ونال منتخب بلجيكا، صاحب المركز الثالث 24 مليون دولار، مقارنة بـ22 مليون دولار حصل عليها منتخب هولندا، صاحب المركز الثالث في مونديال البرازيل، فيما حصل منتخب إنجلترا، صاحب المركز الرابع على 22 مليون دولار بزيادة مليوني دولار عن النسخة الماضية للبطولة.
وحصل المشاركون في دور الثمانية على 16 مليون دولار مقابل 12 مليون دولار للمنتخبات التي تأهلت إلى دور الستة عشر. أما المنتخبات التي خرجت من الدور الأول فحصلت على ثمانية ملايين دولار. وبلغت قيمة الجوائز الإجمالية للبطولة 400 مليون دولار مقارنة بـ358 مليون دولار في مونديال البرازيل.
واختير قائد المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش أفضل لاعب في المونديال، والفرنسي كيليان مبابي أفضل لاعب ناشئ، كما اختير حارس مرمى المنتخب البلجيكي تيبو كورتوا أفضل حارس مرمى.
وجاءت البداية واضحة وسريعة في الشوط الأول، علما بأن المنتخب الكرواتي كان الأكثر سيطرة على مجريات اللعب واستحواذا على الكرة.
وعلى عكس سير اللقاء، دفع المنتخب الكرواتي ثمن أخطاء لاعبيه داخل منطقة الجزاء حيث جاء الهدف الأول للمنتخب الفرنسي من النيران الصديقة إثر ضربة حرة لعبها الفرنسي أنطوان غريزمان وحاول المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إبعادها ولكنه حولها إلى داخل مرمى فريقه عن طريق الخطأ في الدقيقة 18، ليصبح أول لاعب يحرز هدفا عكسيا في المباراة النهائية لكأس العالم. وهذا هو الهدف العكسي رقم 12 في روسيا 2018.
وأدى ذلك إلى أن تهتز شباك كرواتيا أولا للمرة الرابعة على التوالي في أدوار خروج المغلوب لكن إيفان بيرسيتش، الذي أحرز هدف التعادل ضد إنجلترا في نصف النهائي، أعاد الأمور لنصابها بإدراك التعادل بعد ذلك بعشر دقائق بتسديدة منخفضة قوية بعدما تلقى تمريرة من فرساليكو.
لكن بيرسيتش تحول من بطل إلى شرير عندما كان المتسبب في ركلة جزاء مثيرة للجدل احتسبها الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا بعد الاستعانة بحكم الفيديو المساعد (فار) وسجل منها غريزمان هدف فرنسا الثاني وهدفه الرابع بالبطولة. وكان الأمر قاسيا على كرواتيا الذي ركضت أكثر من منافستها. وهي ركلة الجزاء رقم 28 في البطولة (رقم قياسي آخر).
وعند هذه اللحظة كان الشوط الأول الذي يشهد العدد الأكبر من الأهداف في النهائي منذ 1974 عندما تقدمت ألمانيا الغربية 2 - 1 على هولندا وهي النتيجة التي انتهت بها المباراة.
وبدأت كرواتيا الشوط الثاني بالهجوم وواصلت التفوق في المواجهات الفردية في الهواء وكل الالتحامات وتقدمت نحو منطقة جزاء فرنسا.
لكن دفاع فرنسا، الذي أثار الإعجاب طيلة البطولة، صمد قبل أن يتقدم 3 - 1 بعد ساعة عندما اشترك مبابي وغريزمان في تهيئة الكرة إلى بوغبا عند حدود منطقة الجزاء الذي ارتدت تسديدته الأولى بقدمه اليمنى من دفاع كرواتيا قبل أن يسددها بقدمه اليسرى في الشباك.
وبعد اللجوء إلى الوقت الإضافي لثلاث مباريات متتالية بدت فرصة كرواتيا في انتفاضة أخرى ضئيلة لكنها انتهت بعد ذلك بست دقائق عندما انطلق لوكا هرنانديز من الناحية اليسرى ومرر إلى مبابي الذي سدد كرة منخفضة في شباك الحارس دانييل سوباشيتش وهو الهدف الرابع للاعب البالغ عمره 19 عاما في البطولة. وبعد خطأ سيء من لوريس أحيت كرواتيا آمالها عندما حاولت حارس فرنسا مراوغة ماندزوكيتش لكن مهاجم يوفنتوس قطع الكرة وحولها إلى داخل الشباك.
ووصلت كرواتيا، التي خسرت أمام فرنسا في الدور قبل النهائي في ظهورها الأول في كأس العالم 1998، ضغطها لكن طاقتها انتهت بينما حافظت فرنسا على الفوز.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».