موسكو تنشّط اتصالاتها لترتيب الوضع في جنوب سوريا

صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو نهاية مايو الماضي (أب)
صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو نهاية مايو الماضي (أب)
TT

موسكو تنشّط اتصالاتها لترتيب الوضع في جنوب سوريا

صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو نهاية مايو الماضي (أب)
صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو نهاية مايو الماضي (أب)

نشطت موسكو اتصالاتها مع الأطراف الإقليمية لدفع ملامح تسوية نهائية في الجنوب السوري بالتوازي مع تواصل المفاوضات مع الفصائل السورية المعارضة لحسم الوضع الميداني. وأعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيجري غدا الأربعاء محادثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي تركز على تطورات الموقف في الجنوب، التي كانت المحور الأساسي للنقاش بين وزيري الدفاع في روسيا سيرغي شويغو وإسرائيل أفيغدور ليبرلمان. وقالت الخارجية الروسية أمس إن الوزير لافروف تحدث عبر الهاتف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وناقشا عدداً من القضايا؛ بينها الوضع في سوريا.
ويصل الصفدي اليوم إلى موسكو في زيارة تهدف إلى بحث رزمة الملفات الثنائية بين روسيا والأردن، لكن التركيز الأساسي فيها ينصب على التطورات المتسارعة في منطقة الجنوب السوري ومساعي الطرفين الروسي والأردني، لوضع ملامح اتفاق على الترتيبات اللاحقة فيها، بالتعاون مع الطرف الأميركي الراعي الثالث لاتفاق خفض التصعيد الذي وقع العام الماضي.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استبقت الزيارة بالتأكيد على أن الوضع في سوريا سيكون على رأس جدول الأعمال خلال لقاء الوزيرين، وقالت إنهما سوف يتبادلان الآراء حول المسائل الملحة لجدول الأعمال الدولي والإقليمي مع التركيز على التسوية السورية في سياق عمل منطقة خفض التصعيد التي اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن. وأشارت إلى أن مواقف روسيا والأردن من الكثير من القضايا الإقليمية الرئيسية متقاربة أو متطابقة.
وكانت موسكو بحثت هذا الملف في وقت سابق مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون وتوصلت إلى تفاهمات في الأسابيع الأخيرة مع الجانب الإسرائيلي تقضي بتقليص الوجود الإيراني في منطقة الجنوب، في مقابل تسليم المعارضة الأسلحة الثقيلة وبسط النظام سيطرته على المنطقة الحدودية مع الأردن. لكن تعثر المفاوضات مع الفصائل المسلحة في درعا خلال الأيام الأخيرة وتدخل الأردن كوسيط لدفعها، بالإضافة إلى زيادة المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة الحدودية، أضاف عناصر مهمة للنقاش مع الوزير الأردني وفقا لدبلوماسي روسي، قال إن موسكو تتفهم القلق الأردني وتعمل للتوصل إلى تسوية مرضية تجنب الأردن والمنطقة موجات لجوء جديدة.
وكان ملف تطورات الوضع في الجنوب أحد العناصر الأساسية للبحث خلال محادثات أجراها وزيرا دفاع روسيا وإسرائيل أول من أمس. وركز الطرفان خلالها على ملف الوجود الإيراني في الجنوب السوري على خلفية التطورات الميدانية الجارية. وبرز خلال الحوار المسعى الإسرائيلي لتثبيت الاتفاقات السابقة مع روسيا في موضوع تقليص الوجود الإيراني، خصوصا بعدما برزت في الأيام الأخيرة إشارات من موسكو وصفت بأنها مقلقة بالنسبة إلى إسرائيل، بينها حديث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن أن «الوجود الإيراني في سوريا مفيد لإسرائيل، كون إيران تحارب الإرهاب في هذا البلد». ولفت إلى أن على تل أبيب أن تأخذ في الاعتبار حقيقة أن من صالحها أن تواصل إيران محاربتها للإرهابيين في سوريا، منبها إلى أهمية منع أي احتكاك أو تدهور ميداني قد يسفر عن اندلاع مواجهة إيرانية إسرائيلية.
في مقابل هذه التصريحات شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في حديثه مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو، على مخاطر محاولات تعزيز الوجود الإيراني في سوريا.
ولفتت مصادر إلى أن ليبرمان جدد لشويغو أن إسرائيل لن تقبل أي وجود عسكري لإيران وحليفها اللبناني «حزب الله» في أراضي سوريا، وستتحرك «فورا» إذا رصدت محاولات منهما لتعزيز وجودهما في سوريا. كما أكد الوزير الإسرائيلي سعي بلاده لطرد القوات الإيرانية وعناصر «حزب الله» من كل المناطق السورية.
وكانت أوساط روسية قالت إن إسرائيل ترحب بالجهد الروسي للمساعدة في بسط سيطرة النظام على الحدود الجنوبية، على أن تكون روسيا هي الضامن لخروج إيران والميليشيات التابعة لها من المنطقة والمساعدة في ترتيبات نهائية للوضع فيها عبر زج وحدات من الشرطة العسكرية الروسية للقيام بعمليات مراقبة للتحركات والنشاطات على المنطقة الحدودية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.