«هارلي ديفيدسون» تحاول الهرب من مضمار حرب ترمب التجارية

واحدة من أبرز مؤيدي «أميركا أولاً» تصدم الرئيس... وتهديدات بـ«ضرائب غير مسبوقة»

دونالد ترمب يحيي رئيس شركة «هارلي ديفيدسون» في حديقة البيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
دونالد ترمب يحيي رئيس شركة «هارلي ديفيدسون» في حديقة البيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

«هارلي ديفيدسون» تحاول الهرب من مضمار حرب ترمب التجارية

دونالد ترمب يحيي رئيس شركة «هارلي ديفيدسون» في حديقة البيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
دونالد ترمب يحيي رئيس شركة «هارلي ديفيدسون» في حديقة البيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت شركة هارلي ديفيدسون الأميركية العريقة للدراجات النارية مساء الاثنين أنها ستنقل إلى خارج الولايات المتحدة قسما من إنتاجها، لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضتها بروكسل ردا على الرسوم الأميركية المشددة على الواردات الأوروبية، لتكون بذلك أول الساعين للهروب من الآثار الجانبية للحرب التجارية التي باشرها الرئيس ترمب، والذي أعرب عن صدمته من خطوة الشركة الأميركية التي تعدا رمزا قوميا، وأحد أبرز مؤيدي سياسة «أميركا أولا» التي تبناها ترمب، مشددا على أن الشركة حال نقل أعمالها ستتعرض لضريبة «غير مسبوقة».
ويقول عدد من المراقبين إن الخطوة التي اتخذتها هارلي ديفيدسون «ربما» تدفع ترمب لإعادة التفكير فيما هو مقتنع به من أن «الحروب التجارية جيدة.. والفوز فيها أمر سهل» كما صرح واثقا بذلك قبل نحو 3 أشهر. موضحين أنه حينما تتضرر الشركات الأميركية بشدة من آثار المعركة التجارية، ستلجأ للهروب خارج الولايات المتحدة، ما يعني أن الاقتصاد الأميركي ربما يخسر الكثير وقتها.
لكن ترمب، في تهديد واضح للشركة، غرد أمس قائلا إن «هارلي ديفيدسون» سوف يُفرض عليها ضريبة غير مسبوقة لو قررت نقل إنتاجها خارج الولايات المتحدة. وأضاف أن شركة الدراجات النارية الأميركية تتخذ التوترات التجارية بين واشنطن وبكين ذريعة لتبرير تغيير خططها التصنيعية.
وأوضح ترمب أن «هارلي ديفيدسون» يجب عليها عدم إنتاج دراجاتها النارية في دولة أخرى مطلقا، وأن موظفيها وعملاءها غاضبون بالفعل من إدارة الشركة، وترقبوا عدة إجراءات لو قررت نقل الإنتاج للخارج.
وكانت الشركة، التي تأسست قبل 115 عاما وباتت معروفة في جميع أنحاء العالم، أعربت يوم الاثنين عن أسفها لرفع الرسوم الجمركية الأوروبية على منتجاتها المصدرة إلى الأسواق الأوروبية من 6 إلى 31 في المائة، ما يعني أن سعر الدراجة الواحدة سيرتفع بمقدار 2200 دولار.
وفرضت بروكسل في 22 يونيو (حزيران) رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على مجموعة من المنتجات الأميركية الشهيرة ردا على الضرائب التي فرضتها إدارة ترمب على الصلب والألومنيوم الأوروبيين وبلغت نسبتها 25 و10 في المائة على التوالي، مستهدفة دراجات هارلي ديفيدسون النارية، وكذلك الجينز والويسكي وزبدة الفستق. وبعض هذه المنتجات تنم عن دقة في اختيار الأوروبيين لها لأنها تصنع في ولايات مؤيدة سياسيا لدونالد ترمب، وهو ما ينطبق على هارلي ديفيدسون التي تتخذ مقرا لها في ميلووكي بولاية ويسكونسين التي يتحدر منها بول راين، رئيس مجلس النواب الجمهوري.
وعلق راين قائلا: «إنه دليل جديد على الأضرار الناجمة عن تطبيق رسوم جمركية من طرف واحد. الطريقة الفضلى لمساعدة العمال والصناعيين الأميركيين هي بفتح أسواق جديدة لهم وليس فرض حواجز جديد على أسواقهم».
وعلق دونالد ترمب أول من أمس على قرار المجموعة، فكتب على «تويتر» أنه «فوجئ» بكون هارلي ديفيدسون «من بين كل الشركات، هي الأولى التي ترفع الراية البيضاء». وأضاف: «قاتلت بشدّة من أجلهم.. وفي نهاية المطاف هم لن يدفعوا رسوما على مبيعاتهم إلى الاتحاد الأوروبي الذي أضر بنا كثيرا في التجارة. الرسوم ما هي إلا عذر. اصبروا».
ورد السيناتور الجمهوري بن ساس قائلا: «المشكلة ليست أن هارلي ليست وطنية، بل إن الرسوم الجمركية أمر أحمق»، مؤكدا أن هذه التدابير الجديدة «لا تأتي بنتيجة».
وأعلنت هارلي ديفيدسون أنها اتخذت قرارها حرصا منها على تجنيب زبائنها انعكاسات زيادة الرسوم الجمركية ما يهدد بخفض مبيعاتها في أوروبا و«يهدد استمرارية أعمال وكلائها».


مقالات ذات صلة

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الين، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركي المنتظرة التي قد تكشف عن مؤشرات حول وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن: خطة ترمب الاقتصادية ستكون «كارثة»

وصف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن اليوم الثلاثاء الخطط الاقتصادية لخليفته دونالد ترمب بأنها «كارثة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«سيتي غروب» تعدّل توقعاتها وتنتظر خفضاً للفائدة 25 نقطة أساس

انضمّت «سيتي غروب» التي توقعت سابقاً خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل «الاحتياطي الفيدرالي»، إلى بقية شركات السمسرة في توقعها بخفض 25 نقطة أساس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شخص يحمل لافتة حول معارضته حظر «تيك توك» أمام مبنى الكابيتول في مارس 2023 (أ.ف.ب)

هل ينقذ ترمب «تيك توك» من الحظر؟

أيَّدت محكمة استئناف أميركية قانوناً يلزم «بايت دانس» المالكة لـ«تيك توك» ببيع المنصة أو مواجهة حظر العام المقبل، مما يوجه ضربة كبيرة للشركة الصينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة توظيف معروضة على واجهة متجر بيع بالتجزئة في كارلسباد بكاليفورنيا (رويترز)

سوق العمل الأميركية تتعافى في نوفمبر بإضافة 227 ألف وظيفة

شهدت سوق العمل الأميركية انتعاشاً قوياً في نوفمبر؛ إذ أضافت 227 ألف وظيفة، في تعافٍ ملحوظ بعد التباطؤ الكبير الذي شهدته في أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
TT

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)

أعلنت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، اليوم (الأربعاء)، إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان، ومن المقرر البدء بها مطلع عام 2025.

وقال وزير الطاقة والمعادن العماني ورئيس مجلس إدارة «هايدروم»، سالم العوفي، إن إعلان خطط الجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام عُمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد وفق خطوات مدروسة ورؤية استراتيجية، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي؛ من خلال استثمار موارد الدولة المتجددة وموقعها الجغرافي.

في حين ذكرت الشركة أن هذه الجولة استراتيجيات جديدة لتخصيص الأراضي، وتطوير إجراءات مزايدة أكثر كفاءة، ودراسة إمكانية اقتراح آليات مبتكرة مثل المزادات ثنائية الجوانب التي تهدف إلى ربط قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالصناعات التحويلية مثل الحديد الأخضر والأسمدة. وأكدت على تركز الجولة المقبلة لجذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، ما يدعم تطور منظومة الهيدروجين في عُمان ويعزز مكانتها على خريطة قطاع الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع فتح باب تقديم العطاءات في الربع الأول من عام 2025، على أن يتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بين الربع الأخير من العام نفسه والربع الأول من عام 2026.

وقال العوفي إنه يسعى لبناء منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر، تسهم في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، حيث يمثل هذا التوجه ركيزة أساسية في رؤيته لتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير حلول مبتكرة تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وتم خلال جلسات العمل مناقشة موضوع التعاون الجاري لتطوير ممر الهيدروجين السائل، الذي أُطلق خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28» عبر اتفاقية دراسة مع ميناء أمستردام وشركة «أيكولوج» وشركة «إن بي دبليو»، مؤكداً أن هذا التعاون حقق إنجازاً مهماً تمثل في استكمال دراسة أكدت جدوى إنشاء سفن نقل متخصصة لتصدير الهيدروجين المسال.

وأكد العوفي أن ميناء «الدقم» يعد محوراً استراتيجيّاً لهذه الجهود، حيث يدعم تصدير الهيدروجين الأخضر من عُمان إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء أمستردام، وإلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ عبر سنغافورة.

من جانبه أوضح المدير العام لشركة «هايدروم»، عبد العزيز الشيذاني، أن المشاركة الواسعة في يوم المستثمر الذي تنظمه الشركة، عكست مدى الاهتمام العالمي والثقة في رؤية عُمان لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث مثلت الفعالية فرصة قيّمة لتبادل الرؤى وتعزيز الحوار مع الشركاء العالميين حول تطوير القطاع. وأكد على أن الحوارات والشراكات وما تم الإعلان عنه خلال الفعالية يبرز الجهود المشتركة لما تحقق، ويمهد الطريق لاستكشاف المزيد من الفرص التي تعزز مسيرة شركة هيدروجين عُمان نحو الإسهام في خطة سلطنة عُمان للتحول في قطاع الطاقة.