تأجيل محاكمة نجل القذافي.. واختطاف عضو في البرلمان الليبي

المحكمة التي نظرت في قضية سيف الإسلام القذافي بمدينة الزنتان في ليبيا، أمس (إ.ب.أ)
المحكمة التي نظرت في قضية سيف الإسلام القذافي بمدينة الزنتان في ليبيا، أمس (إ.ب.أ)
TT

تأجيل محاكمة نجل القذافي.. واختطاف عضو في البرلمان الليبي

المحكمة التي نظرت في قضية سيف الإسلام القذافي بمدينة الزنتان في ليبيا، أمس (إ.ب.أ)
المحكمة التي نظرت في قضية سيف الإسلام القذافي بمدينة الزنتان في ليبيا، أمس (إ.ب.أ)

بينما قررت محكمة ليبية تأجيل محاكمة سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي إلى 20 فبراير (شباط) المقبل، نشرت السلطات الليبية قوات أمنية في العاصمة طرابلس، لتأمين محطات الوقود التي تشهد ازدحاما غير مسبوق بسبب نقص حاد في وقود السيارات. وبينما أعلن الصديق الصور، رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي، عن تحقيق تقدم في قضية اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان الشهر الماضي، أكد مسؤولون في المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، الذي يعتبر أعلى سلطة دستورية وسياسية في البلاد، أن مجهولين اختطفوا عبد المجيد الزنتوتي عضو المؤتمر الوطني عن دائرة العزيزية أول من أمس.
وكشف مسؤول أمني في العاصمة طرابلس لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن عملية خطف الزنتوتي جرت نتيجة لما وصفه بخلاف قبلي وسلسلة من ردود الأفعال، مضيفا: «جرى القبض على قاطع طريق في بوسليم من ورشفانة، فقامت مجموعة من ورشفانة بالقبض على رئيس مجلس محلي ككلة ونائبه، فقامت مجموعة من ككلة بالقبض على عبد المجيد، لأنه من ورشفانة ممثل العزيزية».
وقال عمر حميدان، الناطق باسم المؤتمر الوطني، إن وكيل وزارة الداخلية البهلول الصيد يتولى التحقيق في الحادثة، مشيرا إلى أن المؤتمر يتابع الموضوع مع الحكومة.
إلى ذلك، قررت محكمة الزنتان الابتدائية في غرب البلاد في جلسة عقدتها أمس تأجيل محاكمة نجل القذافي إلى 20 فبراير المقبل، بناء على طلب الدفاع بسبب عدم حضور بقية المتهمين في القضية، ومن بينهم المحامية الأسترالية ميلندا تايلور التي سبق اعتقالها خلال إحدى زيارتها لسيف الإسلام في الزنتان، بتهمة محاولة نقل وثائق من ساعده الأيمن محمد إسماعيل، بالإضافة إلى حمل معدات «تجسس وتسجيل».
وخلال الجلسة المقتضبة التي استمرت بضع دقائق فقط، تلا الادعاء الاتهامات الموجهة إلى المتهمين جميعا، وبعد مداولات قصيرة رفع القاضي الجلسة إلى الموعد المحدد.
ويخضع سجن سيف الإسلام في مدينة الزنتان الجبلية لإجراءات أمنية مشددة، بينما يرفض حراسه محاولات نقله للمحاكمة في العاصمة الليبية طرابلس خشية محاولة قتله أو تهريبه، علما بأن نجل القذافي البالغ من العمر 43 عاما يواجه سلسة من الاتهامات، من بينها محاولة إجهاض الثورة الشعبية التي اندلعت ضد نظام والده قبل سقوطه ومقتله ودعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) عام 2011.
في غضون ذلك، بدا أمس أن الحكومة الانتقالية التي يقودها علي زيدان عازمة على استغلال السخط الشعبي ضد الميلشيات والكتائب المسلحة لنزع أسلحتها، حيث أصدرت حكومة زيدان قرارا بتشكيل لجنة وزارية لوضع آلية وتنفيذ قرار المؤتمر الوطني رقم 53 بشأن إخلاء المدن من التشكيلات المسلحة غير شرعية في ما يخص مدينة درنة.
وطبقا للقرار فإن اللجنة سيترأسها عبد السلام غويلة وزير الشباب والرياضة وبعضوية وزراء العدل والأوقاف والزراعة. ونص القرار على أن «تتولى اللجنة وضع آلية الإشراف على تنفيذ قرار المؤتمر الوطني بشأن إخلاء المدن من التشكيلات المسلحة غير الشرعية بمدينة درنة، كما سمح القرار للجنة بالاستعانة بـ«من ترى لزوم الاستعانة به، وعلى الجهات المعنية تقديم التسهيلات كافة للجنة والالتزام بما يصدر منها».
وفجر مجهولون أمس مقر حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المدينة، التي تعتبر المعقل الرئيس للجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا. وقال المركز الإعلامي لدرنة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن «تفجير مقر الإخوان هو رد فعل طبيعي على العمليات التي تقوم بها الذراع القذرة للإخوان في درنة، أنصار الشر»، من عمليات تصفية لثوار درنة والكفاءات الوطنية وتفجيرهم لمقرات الانتخابات.
من جهة أخرى، دخلت أمس أزمة نقص الوقود الحادة في العاصمة الليبية طرابلس أسبوعها الثاني على التوالي، حيث أكد مواطنون في المدينة لـ«الشرق الأوسط» استمرار الطوابير الطويلة والزحام حول محطات الوقود في مختلف أرجاء المدينة.
وأعلنت السلطات الليبية أمس بشكل مفاجئ عن نشر قوات من غرفة العمليات الأمنية المشتركة، وقوة الردع والتدخل بطرابلس في محطات توزيع الوقود لحماية المواطنين والحفاظ على سلامتهم وتأمين المحطات.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس إنها قامت بنشر قوات الشرطة بمختلف محطات الوقود بالعاصمة طرابلس لحفظ النظام وضبط الأمن، ودعت المواطنين إلى التعاون مع رجال الشرطة والحفاظ على النظام.
وأكدت الوزارة أن الوقود متوفر وعملية الإمداد تجري بشكل مستمر، وطلبت من جميع مسؤولي المحطات «الالتزام بالعمل وفتح المحطات طيلة الـ24 ساعة، لأنه واجب وطني لما تمر به بلادنا». وهددت بأن «عدم الامتثال سيعرض المخالف للمساءلة القانونية التي تصل إلى حد سحب التراخيص».
وقال عصام النعاس المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة، إن انتشار القوات جاء بعد أعمال التخريب التي شهدتها بعض محطات توزيع الوقود بطرابلس، مؤكدا أن قوات الردع والتدخل لن تتهاون مع من يقومون باستغلال الازدحام في المحطات وبيع الوقود خارج القنوات الرسمية.
وكان رئيس الحكومة الانتقالية علي زيدان قد اعتبر أن هناك إثارة غير عادية لمسألة النفط، وقال في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، بحضور عدد من الوزراء، إن هناك عناصر جاءت وأرادت إعاقة هذا الأمر بمحاولات كثيرة بقطع أنابيب النفط والاعتداء على أصحاب المحطات.
وأشار إلى الاتفاق الذي جرى منذ يومين مع وزارة الداخلية بوضع حماية أمنية في كل محطة، موضحا أن الشرطة العسكرية مع رجال الأمن ستتولى حماية المحطات وتمكين المواطنين من الحصول على المحروقات في مختلف مناطق طرابلس. وشدد زيدان على أن من يحاول الآن إحداث ربكة في البلاد هي فئات تريد أن توجد توترا بين المواطنين.
وكانت أزمة الوقود والازدحام على محطات الوقود حاضرة بقوة في اجتماع عقدته أمس لجنة شؤون الداخلية بالمؤتمر الوطني، وناقشته بالإضافة إلى الوضع الأمني والخروقات الأمنية والأحداث المتكررة في البلاد.
وقررت اللجنة استدعاء وزير الداخلية لمناقشة الموضوع، كما أكدت على ضرورة توفير الأمن والحماية لمحطات الوقود، خصوصا في مدينة طرابلس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».