ألمانيا تبدأ مشوار التاريخ... والبرازيل تطلق رحلة العودة في المونديال

عودة رسمية لمانويل نوير ونيمار

نيمار خلال التدريبات (إ.ب.أ)
نيمار خلال التدريبات (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا تبدأ مشوار التاريخ... والبرازيل تطلق رحلة العودة في المونديال

نيمار خلال التدريبات (إ.ب.أ)
نيمار خلال التدريبات (إ.ب.أ)

ستكون كأس العالم في كرة القدم على موعد مع محطتين مهمتين اليوم (الأحد) في رابع أيام مونديال روسيا 2018، مع بدء ألمانيا سعيها لإنجاز تاريخي للاحتفاظ باللقب، وشروع البرازيل في رحلة النهوض من خيبة 2014.
وستشكل مباراة ألمانيا والمكسيك في المجموعة السادسة على ملعب لوجنيكي في موسكو (15:00 بتوقيت غرينيتش)، والبرازيل ضد سويسرا في المجموعة الخامسة في روستوف - أون - دون (18:00 بتوقيت غرينيتش)، مناسبة للعودة «الرسمية» لاثنين من أبرز اللاعبين بعد غياب أشهر بسبب الإصابة: قائد «المانشافت» حارس بايرن ميونيخ مانويل نوير، والبرازيلي نيمار أغلى لاعب في العالم.
ويأمل المنتخب الألماني في أن يكون أول منتخب يحتفظ بلقبه منذ البرازيل التي توجت باللقب عامي 1958 و1962، ليصبح ثالث منتخب في التاريخ يتمكن من تحقيق ذلك بعد «السيليساو» وإيطاليا (1934 و1938).
وأحرز المنتخب الألماني لقب مونديال 2014 في مسار لا يزال محفورا بالذاكرة جراء الفوز التاريخي القاسي 7 - 1 على البرازيل المضيفة في نصف النهائي، أكثر من الفوز في المباراة النهائية على الأرجنتين 1 - صفر في الوقت الإضافي.
وفي الطريق إلى مونديال 2018، قدمت ألمانيا أداء مثاليا في التصفيات الأوروبية، ففازت في مبارياتها العشر، وسجلت 43 هدفا ودخل مرماها أربعة فقط. إلا أن أداء المنتخب في المباريات الودية التحضيرية لم يكن على قدر الآمال، ففاز مرة واحدة فقط من آخر أربع مباريات تحضيرية، وذلك على حساب السعودية (2 - 1) في 8 يونيو (حزيران) .
ويعول المدرب الألماني يواكيم لوف على العودة الرسمية لنوير (شارك في آخر مباراتين وديتين بعد غياب منذ سبتمبر (أيلول) )، وأيضا على إحصائية تاريخية لافتة في المباريات الأولى في المونديال: تسجيل نحو أربعة أهداف في كل النسخ التي شاركت فيها بعد مونديال 1982 في إسبانيا (خسرت يومها أمام الجزائر 1 - 2).
وفي غياب أسماء مثل قائد المانشافت في 2014 فيليب لام، وأفضل هداف في تاريخ كأس العالم ميروسلاف كلوزه، ومسجل هدف اللقب قبل أربعة أعوام ماريو غوتسه، يعول لوف أيضا على جيل شاب يتقدمه المهاجم تيمو فيرنر، وعناصر خبرة مثل توماس مولر.
وأقر لوف بأن الاحتفاظ باللقب سيكون «الإنجاز الأصعب على الإطلاق والتاريخ أثبت ذلك»، مضيفاً: «لم ينجح أي منتخب في غضون 60 عاما (56 عاما بالتحديد) في تحقيق هذا الأمر (...) المنتخبات تتطور وتتغير. لاعبون ينهون مسيرتهم وعليك ضم لاعبين مما يزيد من صعوبة الإنجاز».
وأكد لوف: «يجب أن نركز على كل مباراة بحد ذاتها، وألا نستبق أنفسنا بالتفكير كثيرا بالمباريات المقبلة».
وستكون الفرصة سانحة أمام ألمانيا لكي ترتقي بمستواها تدريجيا في الدور الأول لأن مجموعتها تبدو في متناولها على الورق، لأنها تضم أيضا كوريا الجنوبية والسويد اللتين تتواجهان الأحد أيضا في نيجني نوفغورود.
ولم تغب ألمانيا عن نصف النهائي على الأقل في كل البطولات العالمية التي شاركت بها منذ مونديال 2006 على أرضها حين انتهى مشوارها في دور الأربعة على يد إيطاليا.
وتبدو الفرصة مواتية أمام الألمان لبدء حملتهم بفوز استنادا إلى المواجهات السابقة ضد المكسيك، وآخرها نصف نهائي كأس القارات 2017 عندما فازوا 4 - 1 رغم مشاركتهم بتشكيلة رديفة إلى حد كبير.
وفي مباراة ثانية من المجموعة نفسها، تواجه كوستاريكا المنتخب الصربي في سامارا (12:00 بتوقيت غرينتش). وشكلت كوستاريكا مفاجأة مونديال 2014 بتصدرها مجموعة ضمت إنجلترا وإيطاليا وأوروغواي، ووصلت إلى ربع النهائي قبل أن تخسر أمام هولندا بركلات الترجيح.
وفي آخر مباريات الأحد، سيكون مشجعو البرازيل على موعد مع نجمهم نيمار بعدما وضعوا خلفهم مخاوف غيابه بسبب الإصابة بكسر في مشط القدم التي تعرض لها في فبراير (شباط) مع ناديه باريس سان جرمان الفرنسي، وتطلبت منه الخضوع لجراحة والغياب لأشهر.
وعاد المهاجم البالغ 26 عاما إلى الملاعب في مباراتين وديتين ضد كرواتيا والنمسا في يونيو الحالي، وتمكن من التسجيل وإظهار سرعته وموهبته في المراوغة، مطمئنا إلى استعداده لخوض مونديال 2018.
إلا أن مدرب البرازيل تيتي أكد أمس (السبت) أن نجمه «ليس جاهزا بنسبة 100 في المائة»، لكن الأهم أنه قادر على اللعب مع المنتخب الباحث عن تعزيز رقمه القياسي في عدد ألقاب البطولة العالمية وإحرازه للمرة السادسة.
وقال تيتي إن نيمار «ليس جاهزا بنسبة 100 في المائة في الوقت الحالي. ولكنه يملك مؤهلات بدنية عالية، السرعة على الخصوص. إنه سريع دائما، لم يفقد سرعته ولكنه ليس جاهزا بنسبة 100 في المائة».
وتعول البرازيل التي استعادت مكانتها بقيادة تيتي بعد الخروج المذل من مونديال 2014، على مواهب مذهلة في خط المقدمة تشمل نيمار وغابريال جيزوس وفيليبي كوتينيو وويليان.
أما سويسرا المصنفة سادسة عالميا، والتي تعول على شيردان شاكيري والشاب بريل أمبولو، فاكتسبت خبرة في البطولات الكبرى، إذ بلغت ثمن نهائي كأس أوروبا 2016 (خرجت أمام بولندا بركلات الترجيح) وكأس العالم 2014 حيث أقصيت أمام الأرجنتين بعد التمديد.
والتقى المنتخبان 8 مرات ففازت البرازيل 3 مرات وسويسرا مرتين. وتعادل المنتخبان في المواجهة الوحيدة بينهما في كأس العالم 1950 (2 - 2).


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».