كابل تطرح تمديد الهدنة إذا أوقفت {طالبان} عملياتها

قتلى وجرحى في هجمات شمالي أفغانستان

حفل تخرج عدد من عناصر الشرطة في الأكاديمية العسكرية بهلمند أمس (إ.ب.أ)
حفل تخرج عدد من عناصر الشرطة في الأكاديمية العسكرية بهلمند أمس (إ.ب.أ)
TT

كابل تطرح تمديد الهدنة إذا أوقفت {طالبان} عملياتها

حفل تخرج عدد من عناصر الشرطة في الأكاديمية العسكرية بهلمند أمس (إ.ب.أ)
حفل تخرج عدد من عناصر الشرطة في الأكاديمية العسكرية بهلمند أمس (إ.ب.أ)

قتل نحو 20 فردا في القوات الأمنية الأفغانية وأصيب 6 آخرون في هجمات شنها مسلحو طالبان على نقاط تفتيش أمنية في منطقة قلعة زال في مقاطعة قندوز شمالي أفغانستان». وقال المتحدث باسم الشرطة الأفغانية إنعام الدين رحماني: «شن مسلحو طالبان هجمات منسقة على نقاط تفتيش أمنية في منطقة قلعة زال في وقت مبكر من صباح أمس، ما أسفر عن استشهاد 20 شخصا من قوات موالية للحكومة بينهم عناصر في الشرطة المحلية وإصابة ستة آخرين»، مشيرا إلى مقتل 12 مسلحا خلال الاشتباك معهم».
وذكر المتحدث باسم شرطة هراة غربي أفغانستان أن نحو 17 جنديا من الجيش الأفغاني قتلوا عندما اقتحم مسلحون نقطة تفتيش في منطقة شيندند بمقاطعة فرح غربي أفغانستان مساء أول من أمس».
من جهته قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان لوسائل الإعلام، إن المسلحين حققوا تقدما في المنطقة وألحقوا الخسائر بصفوف قوات الأمن». في غضون ذلك، أفاد مسؤولون أمس بمقتل ما لا يقل عن خمسة من رجال الأمن جراء هجمات شنها مسلحون من حركة طالبان على عدد من نقاط التفتيش الشرَطية بإقليم قندهار جنوبي البلاد». وقال داود أحمدي المتحدث باسم حاكم قندهار إن ما لا يقل عن ثلاثة آخرين أصيبوا في الهجمات التي وقعت الليلة الماضية بمنطقة أرغنداب». إلا أن قنوات تلفزيونية محلية نقلت عن مصادر أمنية لم تسمها أن عدد القتلى وصل إلى ما لا يقل عن 12 من رجال الأمن». وشهدت أفغانستان خلال الأشهر الماضية ارتفاعا في حدة أعمال العنف، في أعقاب إعلان حركة طالبان انطلاق هجمات الربيع السنوية». ولقي 40 على الأقل من رجال الأمن حتفهم أمس في هجمات بإقليمي قندوز في الشمال وهيرات في الغرب». وكانت حركة طالبان قد أعلنت وقفا لإطلاق النار، يستمر ثلاثة أيام، من السادس عشر وحتى الثامن عشر من يونيو (حزيران) الجاري، خلال احتفالات عيد الفطر، بعد أن أعلنت الحكومة هدنة من جانب واحد الخميس الماضي». يذكر أن الرئيس أشرف غني أعلن أن قوات الأمن الأفغانية ستوقف جميع «المناورات الهجومية» ضد المسلحين، خلال الفترة بين 12 وحتى20 من يونيو الجاري، وأضاف أن الهدنة ستنطبق فقط على مسلحي طالبان ولكن ليس تنظيم داعش». وقال شاه حسين مرتضوي المتحدث باسم الرئاسة، لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن الحكومة قد تمدد الهدنة - إذا ما أوقفت طالبان هجماتها ضد قوات الأمن». وكان الرئيس الأفغاني عرض في فبراير (شباط) شباط الماضي هدنة متبادلة مع حركة طالبان، إلا أن الحركة لم ترد على العرض».
من ناحية أخرى، أصيب أربعة أشخاص على الأقل في انفجار، وقع بمنطقة الشرطة الخامسة بالعاصمة كابل، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس». ويقول شهود عيان في المنطقة إن الانفجار وقع بالقرب من سوق «شارديهي» وتم استهداف مركبة تابعة للشرطة في الانفجار».
وأكدت مصادر أمنية وقوع الحادث، قائلة إن قنبلة مغناطيسية، زرعت في مركبة للشرطة، انفجرت، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل». ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث». ووقع حادث أمس، وسط جهود مستمرة لإنهاء العنف من خلال المصالحة». في غضون ذلك، قال مسؤول إن قوات الأمن الأفغانية ضبطت أمس 156 جوالا تحتوي على مادة نترات الأمونيوم التي تستخدم على نطاق واسع في صنع المتفجرات وذلك على ظهر شاحنة للخضر قادمة عبر الحدود من باكستان». وقال متحدث باسم حاكم إقليم ننجرهار لـ«رويترز» إن مسؤولي مخابرات عثروا على قرابة ثمانية أطنان من المادة الكيماوية «التي جلبت من أجل أنشطة المقاتلين» وكانت مخبأة تحت أجولة الخضر في الشاحنة عند معبر تورخم الحدودي في آخر ممر خيبر». وتستخدم نترات الأمونيوم على نطاق واسع كسماد لكن أفغانستان تحظر استيرادها لأسباب أمنية. وتواجه أفغانستان عنف حركة طالبان وتنظيم داعش وشبكة حقاني التي تربطها صلات بطالبان. وتتبادل باكستان وأفغانستان الاتهامات بإيواء إرهابيين يخططون لهجمات عبر الحدود. وكان أكثر من 150 شخصا قد قتلوا في تفجير ضخم بشاحنة ملغومة في العاصمة الأفغانية كابل في مايو (أيار) من العام الماضي».
وجرى عزل حاكم ننجرهار الشهر الماضي في إطار تغييرات إدارية بمنطقة ساءت فيها حالة الأمن كثيرا».
وقال مسؤولون في ننجرهار إن الحاكم السابق لم يتصد للفساد في الإقليم الذي يضم معبر تورخم، النقطة الرئيسية لعبور البضائع وانتقال البشر من باكستان، بالإضافة إلى طرق تهريب رئيسية. وقال مسؤول عسكري أفغاني لـ«رويترز» أمس إن ضربات جوية أجنبية استهدفت مخبأين لتنظيم داعش في ننجرهار فقتلت ستة مقاتلين. ولم يذكر المسؤول متى وقع الهجوم». وقال متحدث باسم حاكم إقليم قندهار بجنوب أفغانستان لـ«رويترز» إن طالبان اقتحمت نقطة تفتيش أمنية الليلة الماضية فقتلت خمسة من أفراد الشرطة». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد كشف في أغسطس (آب) عن نهج عسكري أكثر صرامة حيال أفغانستان يشمل تكثيف الضربات الجوية بهدف إرغام طالبان على الجلوس إلى طاولة التفاوض».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.