الأردن: الرزاز يتعهد سحب قانون الضريبة بعد أداء القسم

بدأ مشاوراته مع مجلسي النواب والأعيان والنقابات

رئيس  الوزراء الأردني يغادر البرلمان في عمان أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الأردني يغادر البرلمان في عمان أمس (رويترز)
TT

الأردن: الرزاز يتعهد سحب قانون الضريبة بعد أداء القسم

رئيس  الوزراء الأردني يغادر البرلمان في عمان أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الأردني يغادر البرلمان في عمان أمس (رويترز)

بدأ رئيس الحكومة الأردنية المكلف، عمر الرزاز، مشاوراته ولقاءات أمس مع رئيسي مجلس الأعيان والنواب ومجلس النقابات المهنية الأردنية، ساعياً لتهدئة الشارع الذي واصل مسيراته ومظاهراته الاحتجاجية، رفضاً لقانون ضريبة الدخل ورفع الأسعار.
واجتمع الرزاز مع رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، في إطار مشاورات لتشكيل حكومة جديدة.
وقد أكد الرزاز حرص الحكومة على إدامة التعاون والتنسيق مع مجلس الأمة، بشقيه الأعيان والنواب، لتنفيذ رؤى وتوجيهات الملك عبد الله الثاني، التي تضمنها كتاب التكليف، مشدداً في تصريحات للصحافيين، على أولوية مشاوراته مع مجلسي النواب والأعيان والنقابات، فيما يتعلق بمشروع قانون ضريبة الدخل ومجمل برنامج عمل الحكومة. وقال إن لقاءاته تهدف إلى الخروج بتصور واضح.
وردا على سؤال حول مشروع قانون ضريبة الدخل، قال الرزاز إن عنوان الحكومة هو التشاور والحوار، مؤكدا أنها لا تملك توجها مسبقا، وأن موقفها من القضايا المختلفة كافة، سيكون مبنيا على نتيجة الحوار.
وأضاف الرزاز: «نحن نستمع في إطار الحوار لشركائنا في مجلس الأمة، وكذلك إلى مؤسسات المجتمع المدني التي لها صوتها وحقها، وهذا ما يطالبنا به الملك، في الأوراق النقاشية وكتاب التكليف الملكي، نحو عقد اجتماعي يشارك به المواطن بفاعلية، ويعبر عن رأيه باحترام القانون بالطرق المشروعة». وأعرب عن ثقته في أن الحوار سيفضي إلى إراحة الناس، مشدداً على حقهم المشروع في التعبير عن رأيهم، وإيصال صوتهم بالطرق الرسمية، ومن خلال وسائل التواصل واللقاءات المستمرة.
وقال الرئيس المكلف: «علينا أن نستمع لهذا الحوار، ونتخذ إجراءات فورية لإعادة العربة إلى المسار الصحيح، والسير معاً نحو المستقبل الذي يعبر عن الصالح العام والمصلحة الوطنية العليا».
من جهته، أكد الطراونة، على أهمية سرعة العمل نحو سحب مشروع قانون ضريبة الدخل، مشيراً إلى أن غالبية أعضاء مجلس النواب ضد تعديلات القانون. وبيَّن أن المجلس سيقوم، لدى عرض التعديلات على جدول أعمال الدورة الاستثنائية المرتقبة، بردها، داعياً رئيس الوزراء المكلف إلى إجراء حوارات مع الكتل النيابية، لاطلاعها على برنامج عمل الحكومة. وقال إن أمام الحكومة الجديدة مسؤولية وطنية، بالقيام بواجباتها تجاه المواطن الأردني. وأمامها تحديات كبيرة تستوجب مباشرة العمل استناداً إلى كتاب التكليف وما تضمنه من محاور للبدء في مشروع نهضوي وطني متكامل، وتحفيز طاقات الأردنيين، وتلبية احتياجاتهم عبر خدمات نوعية، ومنظومة أمان اجتماعي تحمي الضعيف في ظل بيئة ضريبية عادلة.
على صعيد متصل التقى الرزاز أمس، رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، وأعضاء المكتب الدائم للمجلس، في إطار المشاورات التي يقوم بها لتشكيل الحكومة. وتعهد بسحب مشروع قانون ضريبة الدخل بعد «صدور الإرادة الملكية» بتشكيل الحكومة.
من جانبه، قال الفايز في تصريحات صحافية، إنه تم الاتفاق على أن تقوم الحكومة بسحب قانون الضريبة بعد أداء اليمين الدستورية، كما أن اللقاء يأتي في إطار التشاور مع مجلس الأعيان، والتنسيق بين السلطة التشريعية والتنفيذية حول مختلف القضايا التي تهم الوطن. وبين الفايز أنه تم التأكيد لرئيس الوزراء المكلف، على ضرورة أن تكون حكومته التي يعمل على تشكيها، قادرة على ترجمة جميع المضامين والمحاور التي وردت في كتاب التكليف، وبخاصة فيما يتعلق بإجراء حوار وطني شامل حول قانون جديد للضريبة يحظى بالتوافق الوطني، وعملية التنمية الاقتصادية، وإيجاد حلول لمختلف المشكلات، والعمل على توفير فرص عمل للشباب.
وتمنى للرئيس المكلف وحكومته أن تنال ثقة الشعب الأردني ومجلس الأمة.
ودعا الفايز الشباب الأردني إلى التوقف عن القيام بمسيرات واحتجاجات، «حتى لا نمكن المندسين والجبناء العبث بالوطن، خصوصاً بعد أن بدأنا نشهد تصاعداً للاحتجاجات، على الرغم من استقالة الحكومة، وتكليف جلالة الملك عبد الله الثاني لرئيس الوزراء بإجراء حوار وطني شامل حول مشروع قانون ضريبة الدخل».
وقال خلال اجتماع تشاوري لمجلس الأعيان، أمس (الخميس): «إننا نحترم حق شبابنا في التعبير السلمي عن مطالبهم، وهذا الأمر كفله دستورنا، ولقد خرج شبابنا في تظاهرات ووقفات احتجاجية، عبروا فيها عن رأيهم بصورة حرة ديمقراطية نظيفة تحرسهم أجهزتنا الأمنية المختلفة، وتحرص على حياتهم من أي اعتداءات، وقد تجسد ذلك بأبهى صورة من خلال الاحترام المتبادل الذي لمسناه بين المتظاهرين وشبابنا في مختلف الأجهزة الأمنية، وتناقلته مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية».
وتابع: «رسالتكم وصلت، والكل حريص على تنفيذها؛ فعودوا إلى أعمالكم وجامعاتكم حقناً للدماء، وحفاظاً على أمننا واستقرارنا. ولنمنح الحكومة الجديدة، التي هي في طور التشكيل، فرصة لتقديم رؤيتها حول مختلف المسائل الخلافية».
وقال أيضاً إن «هذا الوطن بني بالدم والعرق والجهد، ولن نسمح للعبث بأمنه واستقراره. فالأردنيون جميعاً، مطالبون بالانحياز إلى صفِّ الوطن، في ظل ما نواجه من تحديات أمنية واقتصادية. فالكل مسؤول عن أمن الوطن واستقراره».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».