حسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النقاش حول الأهداف البعيدة للوجود العسكري في سوريا، وقال إن بلاده «تدافع عن مصالح سياسية واقتصادية في منطقة الشرق الأوسط» وزاد أنها «لا تخطط لسحب قواتها».
وفي تطور لافت على اللهجة الروسية حيال أهداف الوجود العسكري في سوريا، تجاهل بوتين، أمس خلال حديث تلفزيوني مفتوح أجاب فيه عن أسئلة المواطنين الروس، هدفي «القضاء على الإرهاب، وحماية وحدة وسيادة الأراضي السورية» اللذين تكررا أكثر من مرة في أحاديثه السابقة لتبرير التدخل العسكري الروسي في سوريا.
وأكد بوتين ردا على سؤال عما إذا كان لدى روسيا جدول زمني للانسحاب من سوريا، بأنها «لا تنوي حاليا سحب قواتها»، موضحا أن العسكريين الروس المنتشرين في سوريا «سوف يبقون هناك ما دام ذلك ضروريا لضمان مصالح روسيا وتلبية التزاماتها الدولية».
وفي مسعى لطمأنة المواطنين الروس، قال بوتين إنه «إذا دعت الضرورة؛ يمكننا تنظيم انسحاب سريع وبأقل التكاليف، لأننا لم نقم بتطوير منشآت دائمة في قاعدتي حميميم وطرطوس» وأضاف أن «الحديث لا يدور عن مجرد مجموعة عسكرية منتشرة في البلاد، وإنما عن مركزين رئيسيين للمرابطة؛ واحد في ميناء طرطوس البحري، والثاني جوي ويقع في مطار حميميم، وذلك بموجب اتفاق مع الحكومة السورية وعلى أساس القوانين الدولية». لكنه شدد على أنه «لا تخطيط للخروج من سوريا حاليا، وعسكريونا يقومون هناك بتنفيذ مهام بالغة الأهمية؛ بما في ذلك على صعيد ضمان أمن روسيا في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة إلينا، وتأمين مصالحنا السياسية والاقتصادية فيها، وما دامت هناك مصالح لروسيا، فسوف يبقون».
وزاد الرئيس الروسي أن «المهمة المطلوبة حاليا في سوريا هي الدفع بالتسوية السياسية»، مؤكدا انتهاء العمليات العسكرية الكبيرة بالنسبة إلى القوات الروسية. وأوضح: «انتهت العمليات العسكرية التي تتطلب تدخلا من قواتنا، ولم يعد ثمة داع لشن عمليات كبرى». ولفت بوتين إلى أن الجيش الروسي «اكتسب خبرات لا تعوض خلال مشاركته في العمليات العسكرية في سوريا، وهي لا تقارن أبدا بأي مناورات أو تدريبات مهما بلغت دقتها».
وفاخر بأنه «لا يمكن الحصول على خبرات من هذا المستوى الذي حققناه في أي ظروف أخرى»، موضحا أن الجيش الروسي «تمكن من تجربة أحدث الأسلحة الروسية في ظروف حرب حقيقية، وبدا واضحا كيف يمكننا في ظروف معركة متواصلة زيادة فعالية عمل أجهزة الاستخبارات والقوات الفضائية والطيران... إنها خبرات لا مثيل لها». ولفت إلى أن سوريا «ليست ساحة تدريب واختبار، لكننا بالفعل استخدمنا هناك أحدث تقنياتنا وأثبتت فعالية».
ولم ينس بوتين أن يذكر أن «آلافا من المواطنين الروس ومواطني بلدان الرابطة المستقلة ذهبوا إلى سوريا للقتال، وكان الأفضل بالنسبة إلينا أن نتعامل معهم هناك حتى لا نسمح لهم بالعودة إلينا حاملين السلاح».
وتطرق إلى خسائر روسيا، مشيرا إلى اعتزازه بمن ماتوا وتعهد برعاية أفراد عائلاتهم. واللافت أنه خلال الحوار التلفزيوني تم ربط الاتصال مع سيدة أوكرانية تعالج بعد فقدانها أطرافها في سوريا، وقال مقدم البرنامج إنها قدمت قبل إصابتها خدمات جليلة للجيش الروسي، وكافأها بوتين على الهواء مباشرة بإعلان قرار منحها الجنسية الروسية، وكلف وزير الدفاع سيرغي شويغو بإجلاء زوجها وأطفالها، وهم سوريو الجنسية، وبإحضارهم إلى سان بطرسبورغ حيث تعالج السيدة في مستشفى عسكري.
بوتين: باقون في سوريا ما دمنا نرى مصلحة في ذلك
بوتين: باقون في سوريا ما دمنا نرى مصلحة في ذلك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة