محل كنافة مصري عريق يتوهج في رمضان

بيومي نقل «سر الصنعة» من الشام في القرن الـ19 واسمه يزين 20 فرعاً الآن

محل أحمد بيومي الكنفاني من الخارج
محل أحمد بيومي الكنفاني من الخارج
TT

محل كنافة مصري عريق يتوهج في رمضان

محل أحمد بيومي الكنفاني من الخارج
محل أحمد بيومي الكنفاني من الخارج

تتنافس محال الحلويات في مصر، لتقديم الكنافة في شهر رمضان، التي تعد أحد أشهر طقوس المصريين في هذا الشهر الكريم، وتعد سمة أساسية مميزة له عن بقية شهور السنة، إذ ينتظرها عشاق مذاقها اللذيذ كل عام، وفي سبيل ذلك، يبذل المصريون جهودا للحصول عليها من محلاتهم المفضلة، من خلال الحجز المسبق أو الوقوف في طوابير طويلة. تشهد سلسلة محلات «أحمد بيومي الكنفاني»، المتخصصة في صناعة وبِيع الكنافة في مصر إقبالاً كبيراً، من الزبائن الذين اعتادوا شراءها من المحلات على مدار العام أو في الشهر رمضان بشكل خاص.
التقت «الشرق الأوسط» أحمد بيومي، نجل أحمد بيومي الكنفاني، في أحد فروع السلسلة التي يمتلكها بمنطقة عابدين وسط القاهرة، وحدّثنا عن تاريخ سلسلة المحلات الشهيرة في مصر، وسبب إقبال الجماهير عليها، وسر تعلقهم بها، حتى أصبحت الأشهر في مهنة صناعة الكنافة في مصر منذ عشرات السنين.
يقول «بيومي» إنّ الجد الأول «أحمد بيومي» هو من أدخل صناعة الكنافة مصر، في القرن التاسع عشر، بعد أن تعلّم سر صنعتها من الشام، وورث آباؤنا المهنة من بعده، حتى أصبحت المهنة الأساسية لجميع أفراد العائلة، إلى أن صارت سلسلة المحلات الأكثر شهرة في مصر، مضيفاً أنّ والده هو أول من أدخل آلات تصنيع الكنافة مصر، في الوقت الذي كان الفرن اليدوي هو السائد هنا فقط، إلا أنهم حافظوا على وجوده أيضا بجانب الآلات الجديدة.
وأضاف أن «أول محلاتهم كان في منطقة عابدين، وانتقلوا بعدها إلى افتتاح محل آخر في منطقة المهندسين بالجيزة، ومن هنا بدأت رحلة بيومي الكنفاني لتصل إلى 20 فرعاً على مستوى الجمهورية، تقدم الجودة والخدمة نفسها لجميع الجماهير».
وتابع «بيومي»، أنّه على مدار عشرين عاماً، (عمره في إدارة فرع المنيل)، لم يفقد زبوناً واحداً من زبائنه الدائمين، ومع ذلك يأتي إليه أناس جدد كل يوم، لأنهم يعتبرونه رقم واحد في مصر، والسبب يرجع إلى الجودة المضمونة والخدمة الجيدة. وأوضح أن «لكل فرد من أفراد العائلة محال خاصة به، بإدارة مستقلة، تحت لافتة واحدة: (أحمد بيومي الكنفاني)، إلا أنّهم يشتركون جميعاً في الجودة والمنتج الواحد، بالإضافة للسمعة الطيبة».
يرى «بيومي» أنّ أهم ما يميز سلسلة «بيومي الكنفاني»، جودة المنتج المقدم للزبائن، قائلا: «الكنافة نصنعها من الدقيق واللبن والمياه، وهو ما يسمى الكنافة اليدوية، أما المحلات الأخرى فقد تضيف إليها بعض المواد الكيماوية، التي تصيب الإنسان ببعض الأمراض».
مصطفى عرفات، أحد العاملين بمحلات «بيومي الكنفاني»، يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ الأسعار لديهم ثابتة لم تتغير إلا بشكل طفيف عن العام الماضي، فالكنافة اليدوية بـ17 جنيهاً، والآلية بـ15 جنيهاً، والقطايف بـ10 جنيهات، (سعر الدولار 17.6 جنيه مصري). ولفت إلى أنه «رغم من الزحام الموجود هذا العام، فإن عملية البيع والشراء، ليست كسابق عهدها، وقلّت بكثير عن العام الماضي».
يؤكد «عرفات» الذي يعمل بسلسلة محال «بيومي الكنفاني» منذ 15 عاماً، أنّ التعامل مع زبائن المحل، لا يتم إلا عن طريق مدير الفرع، أو أقدم العاملين بالفرع، لذلك هناك خبرة في التعامل معهم، الجميع يقف في الطابور ينتظر دوره، وهذا النظام كان عاملا أساسيا في النجاح، كما أنّ للزبون الحق في استرجاع ما اشتراه لو وجد فيه ما لا يرضيه، لأننا نرفع شعار «الزبون دائما على حق».
إلى ذلك، يقول أحمد طارق أحد زبائن الفرع، إنّه يتعامل دائماً مع محلات «بيومي الكنفاني»، في شهر رمضان وطوال أشهر العام، مرجعاً السبب إلى الجودة المميزة والمضمونة التي لا يجدها في المحال الأخرى، علاوة على أن أسعارها أرخص بكثير من المحال الأخرى، مضيفاً أنّه يفضل الكنافة اليدوية أكثر من الكنافة الآلية ﻷنها خفيفة على المعدة وهو ما يناسب الشهر الكريم، بحسب قوله.
يوافقه الرأي، بكر علي، يمني الجنسية، قائلا إن كنافة «بيومي الكنفاني» تختلف كثيرا عن المحال الأخرى في مذاقها، وأسعاره رخيصة أسوة بالمحلات الأخرى، فضلا عن أنّ عامل النظافة والأمان موجود بشكل كبير، كما أنّ طريقة التقديم والنظام القائم عليه، لا تختلف عن المحال الكبرى المشهورة عالمياً، مضيفاً أن المحل يقدم نوعية الكنافة الشامية التي يقبل عليها أهل اليمن.
حمدي محمود، موظف ببنك استثماري، يتعامل مع المحل منذ 12 عاماً، يقول إن نوع الكنافة وجودتها، وكذلك سعرها الرخيص مقارنة بالمحال الأخرى، هو ما دفعه إلى دوام المجيء للمحل، والانتظار ربما لساعات في طابور طويل للحصول عليها.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.