خلوة لتكتل «لبنان القوي» لتوحيد الرؤى السياسية لمكوناته

TT

خلوة لتكتل «لبنان القوي» لتوحيد الرؤى السياسية لمكوناته

عقد تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، يوم أمس، خلوة في مدينة زحلة شرق لبنان بهدف توحيد الرؤى السياسية والاقتصادية لمكوناته وإقرار نوع من خطة العمل للمرحلة المقبلة لتطبيقها نيابيا وحكوميا. وشارك 28 نائبا من أصل 29 هم أعضاء التكتل، الذي يُعد الأكبر نيابيا، في هذه الخلوة بعدما تغيب عنها رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان الذي يسعى دائما للتمايز، وهو يترأس كتلة نيابية تضم إليه 3 نواب آخرين هم أعضاء في «لبنان القوي».
وأفرزت الانتخابات النيابية الأخيرة فوز 18 نائبا عونيا حزبيا بعدما كان العدد الإجمالي للحزبيين المنتمين لـ«التيار الوطني الحر» 8، في البرلمان الذي نتج عن انتخابات العام 2009. كذلك بات التكتل النيابي الذي يضم الحزبيين إلى نواب تحالف «الوطني الحر» معهم في الانتخابات، 29 نائبا بعدما كان 21. وواجه باسيل قبيل الانتخابات وبعدها انتقادات كثيرة لإتمامه تحالفات انتخابية وصفت بـ«الهجينة»، كما لضمه نوابا إلى التكتل يحملون رؤى سياسية واقتصادية مختلفة عن رؤى «التيار الوطني الحر»، وهو ما استدعى برأي معارضيه المسارعة لعقد الخلوة بمحاولة للتوصل إلى تفاهمات ولو بحد أدنى بين مكونات التكتل لتفادي تفككه عن أول منعطف.
إلا أن مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» أوضحت أن الخلوة ليست الأولى من نوعها فقد سبق لـ«تكتل التغيير والإصلاح» الذي كان يرأسه العماد ميشال عون، أن عقد 3 خلوات، لافتة إلى أن الهدف الأساسي من هذه الخلوة الأخيرة توحيد الرؤى وسبل المعالجة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «سنقرن الأقوال بالأفعال، وسيلاحظ اللبنانيون عملا برلمانيا ووزاريا مغايرا، خاصة أنه سيتم تقسيم المهام على مجموعات من النواب، فتكون كل مجموعة معنية بمتبعة ملف محدد على أن تنسق عملها مع متخصصين».
وقال أحد النواب الذين شاركوا في الخلوة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم التباحث بمختلف الملفات، لكن الملفين الاقتصادي والاجتماعي كان لهم الأولوية في النقاشات باعتبار أن الوضع المتعلق بهما دقيق ويستوجب معالجات سريعة وجدية». وأضاف: «فتحنا صفحة جديدة من طريقة التعاطي السياسي مع مختلف القوى السياسية كما التعاطي الإعلامي».
وتناول المحور الأول من الخلوة العلاقة مع القوى المختلفة والعاملين الحكومي والنيابي، إضافة إلى تنظيم العمل الإعلامي للتكتل والعلاقة مع وسائل الإعلام، وملف النازحين السوريين واللامركزية الإدارية. وتناولت المحاور الأخرى الرؤية الاقتصادية والإصلاحات الاجتماعية وأبرزها ضمان الشيخوخة والحماية الاجتماعية ومشكلة النفايات إضافة إلى مشكلة الكهرباء والتعليم الخاص والخدمات الصحية.
وأكد الوزير باسيل في افتتاح الخلوة أن التكتل سيكون داعما لرئيس الجمهورية وسيعمل لتطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة المقبلة. وقال: «لدينا موعد استحق مع (حزب الله) لمكافحة الفساد، ومع تيار (المستقبل) لبناء الدولة. ولدينا حرص على المصالحة مع (القوات اللبنانية)، فمهما تعرضنا لإساءات علينا العمل للحفاظ على المسلمات كي نبقى الضامنين لهذا الكيان». وأشار باسيل إلى أن «السياسة الخارجية المستقلة نحملها في الخارج عبر النأي بالمشاكل عن لبنان»، معتبرا أنه «استحق اعتماد استراتيجية وطنية لعودة النازحين بغض النظر عن موقف المجتمع الدولي». وأضاف: «لدينا أربع سنوات من العمل الاستثنائي وكل يوم يذهب بلا إنجاز يسجل علينا، خاصة أن هناك استحقاقات أساسية منها اللامركزية الإدارية والكهرباء والنفايات والتهريب الجمركي ونحن معنيون بجميع الملفات من صغيرها إلى كبيرها».
من جهته، أشار أمين سر «تكتل لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان إلى أن الهدف الأساسي للخلوة هو «صهر كل المكونات التي يتألف منها التكتل من أحزاب وشخصيات مستقلة، لتشكيل رؤية مشتركة وخطة واحدة لكل الملفات وخطاب هادف يمكننا من أن نكون فاعلين في المجلس النيابي والحكومة وأمام الرأي العام». وقال كنعان: «اللبنانيون يريدون الإنجاز ونحن جاهزون وسنتوزع على مجموعات عمل تقارب مختلف المحاور السياسية والاقتصادية والمالية والتربوية والشبابية والطاقة والاتصالات»، معربا عن أمله في أن «تحذو باقي الكتل حذونا لأن الاختلافات أو التلاقي يجب أن يكون على الملفات والعمل، لا على المناكفات والنكايات».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.