ليبيا: حفتر ينفي إلغاء حكومة الشرق... والسراج يصل إلى جدة

عقيلة صالح خلال اجتماع ترتيبات عمل الحكومة والمصرف المركزي
عقيلة صالح خلال اجتماع ترتيبات عمل الحكومة والمصرف المركزي
TT

ليبيا: حفتر ينفي إلغاء حكومة الشرق... والسراج يصل إلى جدة

عقيلة صالح خلال اجتماع ترتيبات عمل الحكومة والمصرف المركزي
عقيلة صالح خلال اجتماع ترتيبات عمل الحكومة والمصرف المركزي

نفى قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر موافقته على إلغاء الحكومة المؤقتة التي تدير شرق البلاد، على هامش أعمال مؤتمر باريس الذي عقد الأسبوع الماضي، فيما طالب رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح السلطات بالبدء في التحضير المبكر للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ونشر مكتب الإعلام التابع للجيش ما وصفه بـ«النسخة المطابقة لما تم النطق بِه في مؤتمر باريس»، لافتاً إلى أنها لا تشمل الاتفاق على عبارة «إلغاء الحكومة الموازية، كما ورد في باقي النسخ المتضاربة» للإعلان.
ووصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنية الليبية فائز السراج إلى جدة مساء أمس، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة.
وترأس رئيس مجلس النواب عقيلة صالح اجتماعاً موسعاً لبحث ترتيبات جديدة تتعلق بعمل الحكومة ومصرف ليبيا المركزي. وأعلن عن سياسات ستتبعها الحكومة والمصرف «بما يكفل تحسين الظروف المعيشية والخدمية للمواطن الليبي، وفقا لما تمخض عنه لقاء باريس وفي إطار الجولة التي يجريها رئيس الحكومة عبد الله الثني خارج البلاد».
وأشار إلى «ترتيبات جديدة ستتم عقب عطلة عيد الفطر تتمحور حول السياسات الجديدة للحكومة، بما يكفل إزاحة التكبيل والقيود التي كانت مترتبة على الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات نهاية عام 2015».
ووفقاً لبيان أصدره مكتب صالح، طالب نائب رئيس الحكومة لشؤون الخدمات عبد السلام البدري باستبعاد تركيا وقطر من أي حوار ليبي ومنعهما من التدخل في الشأن السياسي لليبيا والانسحاب من أي مبادرة تكون الدولتان طرفاً فيها.
واتصالاً بقمة باريس، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب إن الرئيس دونالد ترمب بحث هاتفياً مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مشكلة الهجرة في ليبيا والجداول الزمنية لحلها. لكن الوزارة لم تفصح عن مزيد من التفاصيل حول الاتصال.
إلى ذلك، دعا رئيس المفوضية العليا للانتخابات إلى الاستعداد للانتخابات المقررة وفقاً لإعلان باريس في 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال السايح لوكالة «شينخوا» الصينية إن «الموعد قريب جداً، وما لم تتخذ الاستعدادات اللازمة ابتدأ من هذا الشهر للبدء في عملية التحضير فإننا سنواجه أعباء مضاعفة مع اقترابه». واعتبر أن «عملية التحضير للانتخابات أهم من تنفيذها». ورأى أن الانتخابات المقبلة «مصيرية على الصعيدين السياسي والنوعي»، لافتاً إلى أن «هناك شروطاً يجب توافرها وعلى رأسها الإرادة السياسية الصادقة المعززة بإعلاء مصلحة الوطن من جميع الأطراف السياسية التي شاركت في مؤتمر باريس».
وكشف أن المفوضية «ستشرع قريباً في التواصل مع جميع الأطراف السياسية التي شاركت في مؤتمر باريس، وعلى رأسها مجلس النواب. وسنطلع البرلمان على المتطلبات الخاصة بالانتخابات المقبلة بدءاً من التشريعات اللازمة وما تحويه من تفاصيل فنية ذات علاقة بتنفيذ العمليتين الانتخابيتين (البرلمانية والرئاسية) وانتهاء بالمتطلبات الإدارية واللوجيستية والمالية التي يجب أن تتوفر للمفوضية حتى تستطيع تنفيذ الانتخابات وفق المعايير والمبادئ الدولية الحاكمة».
وأكد أن الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مقر المفوضية في طرابلس الشهر الماضي «لم يؤثر على قدرات المفوضية»، موضحاً أن «مشاورات واجتماعات رفيعة المستوى تتم حالياً للعمل على تأمين العملية الانتخابية».
إلى ذلك، تبنى تنظيم داعش الهجوم الذي استهدف مركزاً للشرطة في مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، أول من أمس، وتسبب بمقتل شخص وجرح خمسة. وأكد التنظيم في بيان بثته حسابات إلكترونية موالية له، أن عدداً من عناصره هاجموا «مركز شرطة قنان جنوب أجدابيا، حيث دارت اشتباكات عنيفة» مع قوات الجيش، قبل أن يدعي مقتل عدد من عناصر المركز وإحراقه وعدد من الآليات.
إلى ذلك، قال الجيش إن مقاتلاته الحربية «قصفت المخازن الرئيسية لأسلحة ما يسمى بمجلس شورى درنة، والمستشفى الخاص بالجماعات الإرهابية ودمرتها بالكامل»، لافتاً إلى أن الانفجارات التي سمع دويها مساء أول من أمس، كانت في المخازن الواقعة عند المدخل الغربي للمدينة.
وطبقاً لمصدر عسكري، نفذ سلاح الجو غارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين في المدينة، لافتاً إلى أن القصف تركز في منطقتي شيحا الشرقية والغربية. وقال المصدر: «سقط عدد من الإرهابيين ما بين قتيل وجريح. سمعنا المتطرفين عبر أجهزة اللاسلكي يطلبون سيارات إسعاف لنقل عناصرهم». وأشار إلى سقوط قتيلين من المدنيين «بسبب رصاص عشوائي»، وهي الرواية التي أكدها أيضاً رئيس مجلس مدينة درنة المحلي عوض لعيرج.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.