إسبانيا تتطلع للتألق وإثارة العالم مرة أخرى

المجموعة الثانية

المنتخب الإسباني يسعى لاستعادة أمجاده («الشرق الأوسط»)
المنتخب الإسباني يسعى لاستعادة أمجاده («الشرق الأوسط»)
TT

إسبانيا تتطلع للتألق وإثارة العالم مرة أخرى

المنتخب الإسباني يسعى لاستعادة أمجاده («الشرق الأوسط»)
المنتخب الإسباني يسعى لاستعادة أمجاده («الشرق الأوسط»)

بوجود مزيج رائع من الشبان المتعطشين للبطولات والمخضرمين الذين حصدوا الألقاب على المستوى الدولي تملك إسبانيا بطلة العالم 2010 كل المقومات لاستعادة مكانتها كأفضل فريق في العالم عندما ينطلق مونديال روسيا. وكانت إسبانيا لا تقهر على مدار أربعة أعوام حصدت خلالها ثلاث بطولات متتالية، وقدمت أداءً مذهلاً، لكن بعد الفوز ببطولة أوروبا 2012 تراجعت بشدة في آخر بطولتين بارزتين تحت قيادة المدرب فيسنتي ديلبوسكي.
وساعد خليفته يولين لوبيتيغي، أحد أهم أضلاع برنامج فرق الناشئين، على استعادة الهجوم لقوته والإيمان على القدرة بغزو العالم مرة أخرى. وفازت إسبانيا في تسع من عشر مباريات في التصفيات، وأحرزت 36 هدفاً وتفوقت على إيطاليا أبرز منافسيها 3 - صفر. وفي آخر مباراة ودية سحقت الأرجنتين وصيفة بطلة كأس العالم 2014 بنتيجة 6 – 1، ومن الصعب العثور على نقطة ضعف في منتخب إسبانيا والذي يعتمد على مجموعة من أبرز لاعبي برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى المتألقين في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد، وديفيد سيلفا لاعب وسط مانشستر سيتي.
ويلعب سيلفا وأندريس انييستا قائدا الوسط والمدافع المخضرم سيرجيو راموس مع المنتخب الإسباني منذ الفوز ببطولة أوروبا 2008، بينما انضم الثنائي سيرجيو بوسكيتس وجيرار بيكيه إلى التشكيلة التي حصدت لقب كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. ثم هناك الجيل الجديد من اللاعبين، مثل كوكي لاعب أتلتيكو وإيسكو وداني كاربخال ثنائي ريال مدريد ورودريغو مورينو مهاجم فالنسيا وتياغو الكانتارا لاعب وسط بايرن ميونيخ، بالإضافة إلى دي خيا الفائز بلقب بطولة أوروبا تحت 21 عاماً في 2013 مع المدرب لوبيتيغي.
وقال لوبيتيغي «الكثير من اللاعبين شاركوا مع المنتخبات الوطنية منذ مرحلة الناشئين؛ وهذا مهم بالنسبة لي لأن في هذا العمر تعودنا على المشاركة في البطولات الدولية واللعب ضد أفضل المنتخبات. هذا الفريق دائماً ما يملك المزيج الأفضل بين الأجيال. نملك هذا وسنحاول التأكد من أنه المزيج الجيد». وحول المنتخبات المرشحة لحصد اللقب، قال لوبتيجي «تحظى فرنسا بمنتخب رائع وهي تعول على لاعبين ومدرب (ديدييه ديشان) يملكون خبرة في هذا النوع من البطولات. هذا عامل في غاية الأهمية لتحقيق أمور كثيرة. إذا أخذنا كل مركز على حدة، نجد بأن هناك الكثير من اللاعبين الفرنسيين الذين يملكون قدرات فنية وجسدية مع معرفة كبيرة باللعبة. يلعب اللاعبون الفرنسيون في أبرز البطولات العالمية ولمدربهم خبرة كبيرة على الصعيد الدولي. لا شك أن المنتخب الفرنسي سيهابه أي منافس آخر».
وشاركت إسبانيا في كأس العالم 14 مرة وتأهلت إلى جميع النهائيات منذ 1978، نالت اللقب مرة واحدة عندما تغلبت 1 - صفر على هولندا في نهائي 2010 بجنوب أفريقيا بعد وقت إضافي بهدف انييستا. قبل ذلك بلغت دور الثمانية في 1934 و1986 و1994 و2002، لكنها خسرت في كل مرة. ودع حامل اللقب البطولة بشكل مفاجئ من دور المجموعات في 2014، وتلعب إسبانيا في المونديال المقبل في المجموعة الثانية الصعبة بجانب البرتغال بطلة أوروبا، وهي مباراة ربما تحدد المتصدر، بالإضافة إلى إيران والمغرب. ولو تصدر فريق المدرب لوبتيغي المجموعة ربما يواجه أوروغواي أو مصر في دور الستة عشر قبل مواجهة مثيرة محتملة أمام الأرجنتين أو كرواتيا أو فرنسا في دور الثمانية.
وعن هدفه الملموس خلال هذا المونديال، قال لوبتيغي: «لا نضع أهدافاً على المدى البعيد، نصبّ تركيزنا على ما يتعين علينا القيام به لكي نبدأ (المونديال) بأفضل طريقة ممكنة. يتعين علينا تدريب المنتخب وإعداده لكي نصل إلى هدفنا. هذه هي الأهداف التي يضعها المدرب. ثم سنرى ما قدرتنا على القيام به خلال المونديال. أنا أرفض الدخول في متاهات التكهنات والحسابات؛ لأن ذلك لا ينفع بشيء في عالم كرة القدم. كل تركيزنا على استعداداتنا وسنحاول الفوز بكل مبارياتنا».

نجم الفريق
إيسكو
رغم إخفاق إيسكو في إقناع مدربه زين الدين زيدان بأحقيته في اللعب بالتشكيلة الأساسية لريال مدريد أغلبت فترات الموسم، فإن ذلك ربما يصب في مصلحته ليكون جاهزاً تماماً لإنعاش آمال إسبانيا في نهائيات كأس العالم في روسيا. ولن يستفيد لوبتيغي فقط من نشاط إيسكو، لكنه سيحاول أيضاً أن يستغل رغبة صانع اللعب في إثبات ذاته بعد موسم محبط على المستوى الشخصي في ريال مدريد.

وخلال مشوار تصفيات كأس العالم زادت أهمية إيسكو لمنتخب إسبانيا وقدم مجموعة من أفضل مستوياته خلال مسيرته. وجاءت أفضل عروض اللاعب البالغ عمره 26 عاماً أمام إيطاليا في سبتمبر (أيلول) حين سجل هدفين في الفوز 3 - صفر ليضع المنتخب الإسباني في موقف رائع بالمجموعة ويرسل منافسه إلى ملحق التصفيات. ورغم عدم وجود أي لاعب يمكن اعتباره لا غنى عنه في تشكيلة إسبانيا، التي تملك الكثير من الخيارات في كل المراكز، فإن إيسكو يضيف لمسة من الإبداع تثير إعجاب المشجعين بسبب قدرته على اختراق دفاع المنافسين بسلاسة.

وسجل إيسكو أربعة أهداف في آخر أربع مباريات رسمية مع إسبانيا، كما صنع هدفين لزميليه دييغو كوستا ورودريغو مورينو. وأحرز إيسكو أول ثلاثية خلال مسيرته في الانتصار الساحق 6 - 1 على الأرجنتين في أداء أكد وضع المنتخب الإسباني كأحد المرشحين الكبار للفوز بكأس العالم. وتولى لوبتيغي تدريب إيسكو في منتخب إسبانيا تحت 21 عاماً ويثق ثيرا في لاعبه، وهو أمر يعتقد إيسكو أنه وراء تطور مستواه كثيراً مع منتخب بلاده.

وقال إيسكو «عندما لا تشارك بانتظام في المباريات مع ناديك، فإن المباريات مع المنتخب الوطني تعيدك إلى الحياة. هنا المدرب يثق فيّ، وربما لا أحظى بذلك في مدريد. هناك لا أحصل على الثقة التي يحتاج إليها لاعب كرة القدم». وإذا واصل إيسكو الظهور بهذا المستوى فإنه لوبيتيغي سيمتلك سلاحاً خطيراً يمكن أن يقود إسبانيا الفائزة بكأس العالم 2010 إلى مجد جديد.

التشكيلة
المدير الفني: يولن لوبتيغي
حراسة المرمى: بيبي رينا (نابولي الإيطالي)، ديفيد دي خيا (مانشستر يونايتد الإنجليزي)، كيبا اريسابالاغا (أتلتيك بلباو). -
الدفاع: داني كارفاخال وسيرخيو راموس وناتشو (ريال مدريد) والفارو اودريوسولو (ريال سوسييداد) وسيزار اسبيليكويتا (تشيلسي الإنجليزي) وجيرار بيكيه وجوردي البا (برشلونة) وناتشو مونريال (آرسنال الإنجليزي). -
الوسط: أندريس انييستا وسيرجيو بوسكيتس (برشلونة) وساول نيغويز وكوكي (أتلتيكو مدريد) وتياغو الكانتارا (بايرن ميونيخ الألماني) وديفيد سيلفا (مانشستر سيتي الإنجليزي).
الهجوم: ايسكو وماركو أسنسيو ولوكاس فاسكيز (ريال مدريد) وياغو اسباس (سلتا فيغو) ودييغو كوستا (أتلتيكو مدريد) ورودريغو مورينو (فالنسيا)


مقالات ذات صلة

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية ستكون كأس العالم 2034 فرصة لاتعوض للسياح لزيارة العُلا واستكشافها (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: التراث السعودي لإبراز أصالته للعالم

مع ترقب إعلان استضافة السعودية «كأس العالم 2034»، رسمياً اليوم الأربعاء عبر اجتماع «كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم»، تبرز فرصة استثنائية لتسليط الضوء.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.